واكبت الشروق اليومي قضية الشاب مامي مع السلطات الفرنسية منذ بدايتها، ونقلت تفاصيلها كاملة وكانت سباقة في ذلك، وهو ما روّج له البعض على أنه حرب ضد مامي في هذا الحوار الشامل الذي خص به أمير أغنية الراي "الشروق اليومي" كأول صحيفة يفتح لها صدره، وقال إن اختياره لها يرجع إلى احترافيتها العالية ورواجها الكبير، في وقت رفض فيه طلبات كبرى وسائل الإعلام العالمية.. في حوار بلا "مكياج" ولا مقص رقابة بدأ حديثنا مع مامي من النهاية.. لهذا السبب استقبلني بوتفليقة في فال دوقراس.. العربي بلخير قال لي: آت مع من شئت، فنحن لا نشك في وطنيتك.. سأمثل أمام القضاء الفرنسي.. وخالد آخر من ينصح الآخرين. لنبدأ من النهاية، وبعد أشهر من الحادثة مازالت القضية معلقة بل زادت تعقيدا، مع مغادرتك للتراب الفرنسي ومذكرة التوقيف التي أصدرها القضاء الفرنسي في حقك كيف تعيش كل هذا؟ حاليا أعيش حياتي بطريقة عادية جدا، كما ترى لاشيء تغير، ماعدا ربما أني صرت لا أغادر البيت إلا نادرا بسبب عدد الصحافيين الذين يترصدونني في كل مكان، كما ألغيت كل نشاطاتي الفنية، أعتبرتها عطلة بعيدا عن الضوضاء والهرج الذي رافق قضيتي على مدار الأشهر الأخيرة، فقد مررت بالفعل بظروف صعبة جدا. هل نفهم من هذا، أنك قررت الاستقرار نهائيا في الجزائر واعتزال الفن؟ لا، ليس بالضبط، بل هي فترة نقاهة أعيد فيها ترتيب أفكاري التي تشتتت بسبب الحملة الإعلامية الضخمة التي رافقت قضيتي مع العدالة الفرنسية والتي أفقدتني التركيز وأوقعتني ربما في أخطاء لم أكن لأفعلها لو كنت في ظروف عادية.. المؤكد أنني سأعود وأواجه المشكلة، ولكن هذه المرة بقوة أعصاب باردة بعيدا عن ردود الأفعال الناتجة عن الضغوط التي كنت أواجهها من كل جهة وفي وقت واحد. لكن بعض الاشخاص نقل عنك فكرة الاعتزال والبقاء في الجزائر؟ هذا غير صحيح، فكرة الاعتزال غير واردة على الإطلاق ولم أفكر فيها حتى وأنا في أوج محنتي.. لن أعتزل وحين أفكر في ذلك سيكون قرارا اختياريا وليس إجباريا بسبب مشكلة. كيف تحضر لهذه المواجهة، هل ستعود إلى فرنسا؟ بالضبط، هناك هيئة دفاع تعمل على القضية، وحين سيتم إعلان موعد الجلسة سأنتقل إلى فرنسا وسأقف أمام القضاء لوضع حد لهذه المشكلة. ولماذا لا تسلم نفسك الآن؟ لأنه في هذه الحالة سأودع السجن الاحتياطي إلى غاية موعد الجلسة، وهو شيء لن أتحمله مجددا، يكفيني ما عانيته على مدار أكثر من ثلاثة أشهر.. سأنتظر تحديد موعد الجلسة الذي أظنه سيكون مع نهاية العام، وأذهب قبله بأيام. هل أنت متأكد من أنك لن تعاد ثانية إلى السجن؟ ليس هناك شيء مؤكد.. ولكني أتفاءل خيرا، وهناك أصداء جيدة حسب هيئة المحامين التي تشرف على قضيتي. إذا كنت ستواجه لماذا أخذت قرارك بمغادرة التراب الفرنسي رغم معارضة القاضي، وزدت من تعقيد القضية؟ لم تكن هناك معارضة من القاضي كنت ممنوعا من مغادرة التراب الفرنسي بحكم الإفراج المؤقت، وكانت الوالدة في حالة صحية خطيرة جدا، ووجدت نفسي في غربة رغم خروجي من السجن.. لا أفهم ما الفائدة من الإفراج المؤقت، إذا كنت ستبقى وحيدا، بعيدا عن العائلة والأقارب، لقد خرجت من سجن صغير إلى سجن أكبر ومع كل الهرج الذي كان يحوم حولي قررت العودة إلى الجزائر مهما حدث، فقد كانت لي سابقة مع الوالد رحمه الله، حيث كنت في السويد ولم استطع أن أكون بجانبه في لحظاته الأخيرة، لقد عاد إلى مخيلتي شريط الذكريات وأنا أسمع من العائلة أخبار تدهور صحة الوالدة يوما بعد يوم بسببي.. لم أفكر وقررت المخاطرة والدخول إلى الجزائر وأتحمل كل مسؤولياتي في ذلك. بالعودة إلى القضية من الأصل كيف حدث كل هذا؟ لن أدخل في التفاصيل، فالكل صار يعرفها ربما أحسن مني بسبب تداولها في الصحافة.. ولكن يمكن أن اعتبرها غلطة الشاطر، فعلى مدار 25 سنة من عمري الفني كان مساري بدون أي خطأ يذكر، إلى أن وقعت الواقعة، أظن أن ذلك كان سيحدث عاجلا أم آجلا وقد تعلمت منه الكثير. لكن جوانب كثيرة مازالت غامضة في هذه القضية.. فرغم أن الضحية إيزابيل سيمون لها سوابق متشابهة لكن ذلك لم يفد قضيتك ودخول طرف ثالث وهو مدير أعمالك السابق ميشال ليفي على الخط أشعل نار المواجهة.. هل كان هناك تحامل ضدك، أو بالأحرى هل كنت ضحية مؤامرة كما روجت في البداية؟ لم أروج لشيء بل كانت تصريحات المقربين من الذين لم يفهموا الأبعاد الكبيرة التي أخذتها القضية في ظرف قياسي، فظنوا أني مستهدف وحاولوا الدفاع عني بكل الطرق. إذن لم تكن ضحية؟ يا سمير.. القضية واضحة.. الضحية لها سوابق مشابهة وكانت تحوم حولي على مدار سنوات إلى أن وقع الخطأ واعترفت ببنوة البنت، هذا كل ما في الأمر. هناك أشياء أخطر في القضية، وهي إجبارها على الإجهاض؟ للمرة المليون أؤكد أنه لا علاقة لي بالأمر، وسيكتشف كل شيء أثناء المحاكمة، ومَن فعل ذلك، ولكن المؤكد أن رواية إيزابيل سيمون ضعيفة في التحقيق وفيها نقاط ظل كثيرة وتضارب صارخ وهو ما يحسب لي.. هي تريد توريطي بأي شكل من الأشكال حتى بافتعال أشياء لا أساس لها من الصحة. لكن هناك تقارب واضح بينها وبين مدير أعمالك السابق؟ شيء طبيعي جدا، ربما جمعهما هدف واحد..وهو تدميري! ولماذا يريد ميشال ليفي تدميرك، وهو من كان وراء انطلاقتك عالميا، اذ تُعتبر مصدرا ماليا مهما بالنسبة له؟ أنت تعرف الوسط الفني وكيف يسير، في لحظة قد يتحول أعز الأصدقاء إلى ألذ الأعداء، ولا أنكر أن الفترة التي سبقت القضية كانت العلاقة بيني وبين ميشال متوترة جدا، وقد وصلت إلى النهاية. لماذا! لم تكن تعجبه فكرة استثمار أموالي في الجزائر كان يعترض على قبولي لكل الدعوات التي توجه إلي من بلادي، كان يردد دائما إني فنان عالمي وأن مستقبلي هو أوروبا وأمريكا وهي الفكرة التي لم أكن أهضمها، ربما في البداية كنت منبهرا بالأضواء والنجومية لكن في السنوات الأخيرة وهي مرحلة النضج صرت مشدودا أكثر فأكثر إلى الجزائر، لقد اعترض ميشال بشدة على فكرة ألبوم "ليالي" لأنها فكرة تصب في منحى صناعة صورتي كفنان عربي، وقال إن الألبوم سيفشل وهو ماحدث فعلا، ولكن ليس لأن الألبوم سيء، ومن المصادفة الغريبة والعجيبة أن يلقى القبض علي في مطار أورلي 24 ساعة قبل انطلاق الحملة الترويجية للألبوم. هل تتهم ميشال ليفي بتدبير كل هذا؟ لا أتهم أحدا، فأنا جزء من القضية وأخطأت، لكن المؤكد أن هناك من استغل هذا الخطأ أبشع استغلال، وليفي حتى إن فعل ذلك فقد كان ينوي من ورائه إجباري على البقاء معه والعودة إلى رشدي كما يقول. كان يمكنك التخلص من كل هذا، لو دفعت 30 ألف يورو كما طلبت إيزابيل سيمون، وهو مبلغ غير تعجيزي بالنسبة لك؟ القضية ليست قضية 30 ألف يورو أو حتى مليون أورو، أنا شخص بطبعي لا أستجيب للتهديدات وأكره أن يحاول أحدهم ليّ ذراعي، ثم أنها لم تكن لتكتفي بذلك المبلغ، وكنت سأعيش كل حياتي تحت التهديد وأنا أرفض أن أعيش تحت رحمة أي أحد. وماذا عن الإعلام الفرنسي الذي حاول أن يجعل من قضيتك قضية سياسية بتركيزها على علاقتك بالرئيس، وبالحصانة والسند اللذين تتمتع بهما في الجزائر بسبب علاقتك بكبار المسؤولين في الجزائر؟ أظن أن الصحافة والإعلام الفرنسي وجد في قضيتي كل عوامل "السكوب" الإعلامي فتبنوه لصناعة حدوثة مثيرة لاستقطاب القراء والمشاهدين من خلال إقحام أسماء كبيرة في قضيتي، رغم أنها قضية شخصية تخصني وحدي، ولكنها كانت فرصة بالنسبة لهم فأنقضوا عليها وضخموها إلى أن أصبحت الشغل الشاغل للرأي العام الفرنسي والجزائري، مع أنها قضية تحدث عشرات المرات في اليوم الواحد والوسط الفني الفرنسي يعج بها ولا أحد يهتم.. لكن هذا لايمنع من أن ما ذكروه يحمل جزءا من الحقيقة وعلاقتك بأهل السياسة في الجزائر وتواجدك المكثف ضمن نشاطات الرئيس وحادثة فال دوغراس الشهيرة كلها تؤكد ذلك؟ إنها حقيقة مشوهة، وحق أريد به باطل، فوسائل الإعلام الفرنسية حاولت أن تحيط هذه العلاقة بالشبهات وكانت تغطيتها للحدث توحي إلى التشكيك في وجود تواطؤ بيني وبين هيئات رسمية في الجزائر توفر لي الحماية، وهذا غير صحيح على الإطلاق، فتصرفي كان فرديا ولا أتمتع بأي حماية خاصة، أو ضمانات، ماعدا ما يكفله لي الفنانون الجزائريون. إذن كيف هي علاقتك بالوسط السياسي؟ علاقة عادية جدا، أنا أعرفهم بحكم لقاءاتنا المتكررة ضمن النشاطات التي شاركت فيها أثناء حملة الرئيس. وكيف هي علاقتك بالرئيس؟ هي علاقة نسجت على مدار سنوات، كنا نلتقي أثناء عديد من المناسبات الرسمية ومع الوقت لاحظ أني لا أفوّت فرصة لأكون مع الجزائريين سواء أيام المحنة أو الفرج لأساهم بما استطعت، وأيام حملته الانتخابية تبعته خطوة خطوة في غرب البلاد وتعلمت منه أشياء كثيرة، مازلت استفيد منها حتى اليوم وهذا ما جعلنا نقترب من بعضنا نوعا ما، هذه علاقتي بالرئيس، وربما كان يكن لي بعض المعزة الخاصة بالنسبة لباقي الفنانين لا أكثر ولا أقل. هذه المعزة التي جعتلك تكون الشخص الوحيد الذي يحظى بزيارته في مستشفى "فال دوغراس" التي يشكك كثيرون في صحتها؟ هم أحرار يقولون ما شاؤوا، ولكنها الحقيقة، هم لم يتقبلوا الأمر لأسباب عدة ،ولكن أظن أن تخميناتهم ذهبت بعيدا، كل ما في الأمر أن الرئيس كان معترضا على زيارة السياسيين لأنه كان مجبرا على الابتعاد عن كل أجواء العمل بأمر من الأطباء، وأنا كنت شخصا بعيدا عن السياسة، فوافق على استقبالي كفنان جزائري يريد الإطمئنان على صحته. فنان جزائري حامل للجنسية الفرنسية!! نقطة أخرى أثيرت من جديد وبشدة في قضيتك الأخيرة؟ كوني تحصلت على الجنسية الفرنسية لا يمنع أني مواطن جزائري حتى النخاع، والسلطات الجزائرية تعي ذلك جيدا!! أشيع أن علاقتك بالرئيس كانت وراء دفع السلطات الفرنسية منحك الجنسية الفرنسية، هل هذا صحيح؟ غير صحيح، لسبب بسيط وهو أني تحصلت عليها في 2 أفريل 1997، أي سنتان قبل أن يصل بوتفليقة إلى سدة الحكم، وهو ما يبطل ادعاءهم من انني تحصلت عليها سنة 2002 والدليل موجود وقصتي مع الجنسية الفرنسية حكاية أخرى، فقد تحصلت عليها لوضع حد للمتاعب التي كانت تواجهني في الحصول على تأشيرات الدخول الى الدول الأوروبية وأمريكا بسبب العدد الكبير من الحفلات التي كنت أحييها هناك. ومن ساعدك في ذلك؟ جاك لانغ الذي كان آنذاك أمين عام الحزب الاشتراكي فقد كانت تجمعني به علاقة صداقة طيبة.. وكنت في كل مرة أواجه مشاكل حين يتعلق الامر بضرورة العمل، وخاصة عند إحياء حفلات في بريطانيا التي كانت شديدة الحيطة في تعاملها مع الأجانب، وفي أحد المرات تسببوا بإلغاء حفل كنت سأقيمه بلندن بسبب إجراءاتهم، فأحدثت مشكلة في القنصلية البريطانية بباريس وتضخمت القضية ووصلت إلى مسامع جاك لانغ الذي اتصل بي واقترح أن أطلب الجنسية الفرنسية لتسهيل تنقلاتي في الدول الأوروبية.. وهو ماحدث بالفعل، وقد ساعدني في ذلك بتعجيل الإجراءات وإتمامها، ومنذ أن تحصلت على جواز السفر والجنسية الفرنسية لم استعملهما إلا لهذا الغرض، كانت مجرد ورقة مرور للدول الأجنبية لا غير. قلت إن السلطات الجزائرية تعي جيدا أنك مواطن جزائري حتى النخاع، ماذا تقصد؟ أقصد أنه وبرغم من حصولي على الجنسية الفرنسية كنت دائما مرتبطا بالهيئة الرسمية في الجزائر ولا أقبل على أي شيء دون الرجوع إليهم، فأنا فنان ولست سياسيا، وقد يحسب علي أي تصرف، لهذا كنت دائما أرجع إلى أهل الربط والحل في البلاد حين أتعرض إلى موقف غير واضح أو قد يؤول خطأ على أنه موقف غير وطني.. مثلا؟ حين تلقيت دعوة من الإليزي لأكون ضمن الوفد الذي سيرافق الرئيس جاك شيراك في زيارته إلى الجزائر، لقد كان الموقف صعبا ومحرجا في نفس الوقت، لهذا لجأت إلى استشارة السلطات الجزائرية قبل الموافقة على دعوة الإليزي!! من استشرت بالضبط؟ العربي بلخير، كان آنذاك على رأس ديوان الرئيس، اتصلت به وعرضت عليه الأمر ومخاوفي، فقال آت مع من شئت فنحن لا نشك في وطنيتك!! هكذا، كنت تتصل برئيس ديوان الرئيس لطلب الاستشارة؟ وماذا في ذلك؟ إذن كانت علاقتك بوسط الرئيس جيدة؟ إلى حد ما.. فهم يعرفون ماذا قدم مامي لهذا البلد وماذا قدم؟ أيام المحنة كنت المطرب الوحيد الذي ينزل إلى الجزائر برفقة أرمدة من الصحافيين الأجانب لينقل للعالم صورة عن الجزائر غير تلك التي حاول أعداء البلد أن يروجوها عنا، صورة شعب يحب الحياة ويتمسك بها رغم المحن والمأساة.. شعب يتذوق الموسيقى ويحب الفرح والسلطات الجزائرية تعي جيدا من هو الغث من السمين، رغم ما يحدث معي اليوم وحاول بعضهم استغلاله. هل تقصد خالد؟ صدقني لم أكن لأريد الحديث في الموضوع، ولكني لا أفهم لماذا هذه الحملة التي يشنها ضدي، وكيف يريد أن يلمع صورته على حسابي، والتواجد عبر الإعلام من خلال إثارة قضيتي، بسبب ومن غير سبب. هذا ماتراه؟ هو يقول إنه يوجه لك نصيحة؟ إسمع خالد هو آخر واحد يمكن أن أتقبل منه النصيحة، وهو آخر واحد كان يجب أن يتحدث عن مشكلتي، لأنه حين كان غارقا في مستنقع عشرات المشاكل الأخلاقية والمالية، كانت الصحافة تسألني عنه فأرفض الخوض في الموضوع من باب الاحترام، ولكن هو يفعل العكس "لضربي... يظن أني سقطت ويريد أن لا يفوت فرصة "ذبحي" والبروز من جديد، لكن الناس تعرف من هو خالد ومن هو مامي... ماذا تقصد؟ رغم تحصلي على الجنسية الفرنسية بقيت "جزائري ونص" وهو طلب الجنسية الفرنسية ورفضوا منحها إياها بسبب مشاكله مع مصلحة الضرائب، واليوم يقول إن مشاكلي بدأت مع حصولي على جواز سفر فرنسي، ويفتخر بكونه يحمل فقط الجنسية الجزائرية.. أقول له إن الوطنية أكبر بكثير من ورقة إدارية.. إسأله أين كان حين احتاجت إليه بلاده وهي في محنة.. أين كان؟ كان يرفض فكرة الغناء في الجزائر، ارتدى "المنقوشة" وتبنى "كانيش" "حاشكم"، ليتنزه معه في شوارع باريس وأمام عدسات المصورين الفرنسيين، ليثبت فرنسيته "بالعافية" ومع ذلك رفضوه.. لست أنا من كان يجوب بلاتوهات التلفزيونات الفرنسية للترويج لفكرة "من يقتل من في الجزائر"، ويضرب كل السلطات الجزائرية في الصميم، واليوم يحاول العودة إلى الواجهة مستغلا قضيتي، يظن أن ذاكرة الناس قصيرة وأنه يمكنه مراوغتهم والضحك عليهم.. لكن التاريخ لا يرحم... لماذا في رأيك يتحدث عن المشكل وفي هذا الوقت بالذات؟ أولا لأنه مجبر، فهو هارب من المصالح الجبائية الفرنسية التي أصدرت أمرا بغلق كل حساباته البنكية ومنعه من تداول الشيكات، وهو اليوم مستقر بلوكسمبوغ جنة الهاربين من الضرائب، ولأنه يجب أن يؤمن لقمة عيشه كثف من نشاطاته في المغرب والجزائر، لأنه يتقاضى فيها أجره نقدا بدون أي تحويلات بنكية، وثانيا يريد أن يحسن صورته أمام الرأي العام مستغلا غيابي عن الساحة، وهو يتحرك بأمر من بعض المقربين إليه أعرفهم واحدا واحدا، فخالد ليس بمستوى التفكير في وضع خطط استراتيجية، بل هو مسير من أشخاص معينين. العلاقة بينكما لم تكن يوما على مايرام، هل هو الصراع الأبدي بين الملك والأمير أم هناك أشياء أخرى؟ هذه حقيقة، أنا وخالد خطان متوازيان لا يلتقيان.. لكن مع توضيح بسيط وهو أنه هو من أعلن علي الحرب أولا، وحاول عرقلتي بكل الطرق وهذا منذ البداية لكن الحمد لله وصلت إلى القمة بمفردي وبدون مساعدة أحد، اعتمدت على إمكانياتي وهذا مالم يهضمه خالد خصوصا بعد أن رأى بأن السلطات الجزائرية تعتبرني رمزا من رموز الجزائر، فحاول أكثر من مرة الإطاحة بي ولكنه فشل، وحين استسلم للأمر الواقع طلب مني عبر بعض الأصدقاء أن أقدم معه ديو، فرفضت وهذا من حقي، في حين عندما كان هو في عز نجوميته لم يدعني، وكان يحاول تقديم فلة عبابسة والزهوانية، ولما أطلق مجموعة "1 2 3 صولاي" استبعدني واستدعى فضيل ورشيد طه، ولما انطفأ نجمه تذكرني بعد نجاح الديو الذي أديته مع المطرب العالمي ستينغ... وبسبب هذا الرفض حاول إيذائي بكل الطرق، وأتذكر أنه في إحدى اللقاءات التي جمعتنا في مأدبة رسمية مع الرئيس وأعضاء من الحكومة كان يتنقل بينهم ويشيع أنني تحصلت على الجنسية الفرنسية، وكنت حينها جالسا برفقة الرئيس ورئيس حكومته بن فليس، فاقترب منا وبدون مقدمات قال لي مبروك عليك الجنسية الفرنسية، وذلك لإحراجي، ولأنني فهمت مايرمي إليه أجابته قائلا، أنت أيضا طلبتها ورُفضت، وهناك دخل بن فليس وقال لخالد، بالجنسية الفرنسية أو الأمريكية مامي ولد البلاد وجزائري.. وهي الكلمات التي "أفحمته" فغادر مبكرا" وماذا عن محاولة الصلح التي جمعتكما منذ سنوات، لماذا فشلت؟ كان ذلك بالشيراتون منذ سنوات، تصادفت زيارتنا للجزائر معا وحاول بعض الأصدقاء منهم كمال آيت كجاجو وناصر مهل مدير وكالة الأنباء الجزائرية حاليا، أن يصلحوا بيننا ولكن خالد طلب أن آتي أنا إليه فرفضت وانتهى الأمر، وظل يردد أنه الملك.. إنه ملك بلا قصر! كيف؟ إسأل عنه، طول حياته ماذا قدم وماذا فعل بكل أمواله وأين ذهبت، وكيف هي أحوال عائلته كما يقول المثل "اللي ما فيهش خير في امواليه مافيه خير في حتى واحد" والفاهم يفهم وأهل وهران يعرفون القصة كاملة! هذا عن خالد وماذا عنك، ماذا فعل مامي بثروته؟ استثمرتها في الجزائر بلدي وتعيش منها عائلتي - وكثير من العائلات الأخرى- عيشا كريما، ولو كان الأمر يتعلق بالمال فقط فإنه بإمكاني أن أتقاعد من الآن وأضمن حياة أبنائي وأحفادي! بكم تقدر ثروتك؟ ليس هناك رقما معينا، ولكن الحمد لله على كل شيء!! كل هذا من الفن؟ ليكن في علمك انه من ألبوم المطرب ستينغ فقط تحصلت على ثروة، فقد كان لي واحد أورو عن كل ألبوم، وقد بيع منه 8 ملايين ألبوم عبر العالم، ولك أن تحسب على كم تحصلت دون احتساب الجولات التي قمت بها عبر العالم... رغم كل الثروة هل تحن للأضواء؟ ليست الأضواء والشهرة بمفهومهما المقنن ولكنه حنيني إلى الخشبة والوقوف أمام الميكروفون. هل تحضر لعودتك الفنية؟ طبعا، فأنا لا أستسلم سمعت أنك تكتب كلمات أغاني من حين لآخر هذه الأيام، هل هو ألبوم جديد؟ سيكون ألبوم العودة وبشكل مختلف تماما، وسيكون جاهزا لأطلقه مباشرة بعد أن أنهي مشاكلي مع القضاء الفرنسي! وهل ستغني عن المحنة التي تمر بها؟ طبعا هي أغنية واحدة بعنوان "مقدرة" ويقول مطلعها: مقدرة ومكتوبة فالكتب هكذا يصرالي شكون يهرب من المكتوب.. هل صحيح أن شركة فيرجين ألغت عقدها معك؟ على العكس لقد ألغت الشركة عديدا من العقود مع فنانين، ولكنها حافظت على العقد الذي يربطني بها عن طريق الشركة الأم "إيماي" وهو مايعني أنها مازالت مقتنعة بي كمطرب، وبهذا تكذب ادعاءات نهايتي الفنية. ونحن نتحاور ليقام المهرجان الدولي للفيلم العربي.. ولما علم المشرفون عليه بلقائنا طلبوا مني دعوتك.. ولكنك رفضت لماذا؟ ليس رفضا ولكنه احتراما للمهرجان والمشرفين عليه، فضلت عدم الحضور لتفادي أي مشاكل خصوصا مع تواجد الشاب خالد في المهرجان وما بدر منه مؤخرا، لهذا، ارتأيت أن أعتذر حتى لا يتم انحراف المهرجان الى مشاكل شخصية أو تصفية حسابات... لكن أشكر محافظ المهرجان حمراوي حبيب شوقي وكل المشرفين عليه، أولا على التظاهرة وثانيا على الدعوة ،وإن تحسنت الأحوال بإذن الله سأكون حاضرا في الطبعة المقبلة! سؤال أخير.. كانت الشروق متابعة لكل تفاصيل قضيتك وتحدثنا معا عبر الهاتف، وسمعت أنك غضبت مما كنت أنقله عبر صفحات الجريدة، مالذي دفعك لتغيير رأيك وتقبل بالحديث إلينا، في حين رفضت وسائل إعلام ضخمة بحجم العربية و"تي آف 1"؟ يضحك.. صحيح أني غضبت وعبرت عن ذلك بشكل مباشر بسبب الظروف التي كنت أمر بها، لكن مع الوقت تفهمت الموقف وماكنت تنقله كان يحمل الكثير من الدقة حتى أنني كنت أتفاجأ حين اسمع بعض التفاصيل.. وماكنت تنقله عن تطورات القضية في باريس بعد عودتي للجزائر ساعدني كثيرا.. ولا أنكر أني تفاجأت من الشعبية الكبيرة لجريدة الشروق اليومي في الخارج، حيث كنت أتلقى مكالمات من بعض الأصدقاء في الخارج من مختلف الأقطار يسألونني عن ماقرؤوه، في الأول كنت أظن أنهم قرؤوها في إحدى الجرائد الجزائرية الناطقة بالفرنسية، لكنهم يفاجئونني دائما بقولهم إنهم قرؤوها على موقع الشروق اليومي عبر الانترنيت، وهو ما أثار حيرتي وإعجابي بهذا الرواج الذي تتمتع به جريدة ناطقة بالعربية في الأوساط الأجنبية! كلمة أخيرة؟ أتمنى أن تنتهي هذه القضية في أقرب الآجال لأعود وألتقي بجمهوري "وربي يحسن الأحوال!!