عبّر علماء وأئمة ومنظمات مجتمع مدني وشخصيات وطنية، عن استيائهم البالغ، لواقعة تطبيع العلاقات بين المغرب والكيان الصهيوني، مؤكدين أن خطوة النظام المغربي "ليست مفاجئة "، معتبرين أن التطبيع لن يخدم سوى الكيان الصهيوني، أكثر من الدول المهرولة نحوه، والتي ستخسر أكثر من القضية الفلسطينية، فالمطبعون مصيرهم الانقسام الداخلي والتشتت تحت رعاية وتخطيط صهيوني، للاستيلاء على المنطقة العربية. شبّه أستاذ العلوم السياسية، اسماعيل دبش، عملية تطبيع النظام المغربي مع إسرائيل ب"الزواج العرفي" المعلن عنه فقط، لأن الخطوة ليست مفاجئة منهما. ويؤكد المُتحدث في تصريح ل"الشروق"، بأن النظام المغربي يعتبر إحدى ركائز الكيان الصهيوني في المنطقة العربية، والدليل، حسبه، هو تورط النظام المغربي، في تسريب ما جرى في مؤتمر القمة العربي خلال الستينات للكيان الصهيوني، وهو ما انعكس على الحروب الإسرائيلية لاحقا. كما أن المغرب يمتلك سفارة غير معلنة في الكيان الإسرائيلي باسم هيئة تجارية، والعكس صحيح. ويتوقع المحلل السياسي، انهيارا وشيكا، للدول المطبعة مع الكيان الغاشم، حيث قال "هذه الدول العربية دخلت في فخ إستراتيجية الكيان الصهيوني، الساعي للقضاء على الدول العربية، بعد تدمير العراق واليمن وليبيا وسوريا". وحتى إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أول أمس، فهو يقر بضرورة الاستقلال الذاتي للصحراء الغربية، وأوضح "كلمة الاستقلال الذاتي، سوف تفتح المجال لتقسيم المغرب، إذ سبق لوزير داخلية المغرب المرحوم إدريس البصري، أن طالب بالاعتراف بحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، بدل منحه الاستقلال الذاتي، لأن ذلك سيفتح الباب لتقسيم دولة المغرب". والدول المطبعة وخاصة الخليجية، يقول دبش، ستنهار تدريجيا "لأنها تملك ثروات هائلة وأموال، مقابل قلة الكثافة السكانية، ما يجعلها قبلة للأجانب، والذين سيصلون لسدة الحكم ويقضون على الأنظمة السياسية، بعد ما يشكلون 90 بالمائة من سكان الخليج، وذلك تنفيذا للمخطط الصهيوني في المنطقة". والأمر، حسبه، تفطن له الشعب المصري، والذي يرفض وبشدة انعقاد أي مؤتمر علمي أو أي حضور رسمي لإسرائيليين على أرضه. ويعتقد أستاذ العلوم السياسية، أن الخاسر الأكبر في التطبيع، هي الدول العربية وليست للقضية الفلسطينية والصحراوية، واللتان تعتبران قضيتي شعبين "أما الأنظمة السياسية والعلاقات الدولية، فتتغيران مع الزمن.. خاصة وأن دولا كبرى ومؤثرة تدعم الجزائر في مواقفها". وحتى النظام الأمريكي فمنقسم بشأن القضية الصحراوية، "فمثلا جون بولتون وشخصيات من عائلة كنيدي، تدعم القضية الصحراوية، وهذا ما سيشكل انقساما في الموقف الأمريكي"، ليبقى إعلان ترامب بشأن الصحراء الغربية، مجرد إعلان وليس قرارا ملزما، ويمكن إلغاءه في أي لحظة، على حدّ تعبيره. قسوم: يستغلون الظروف لتطويقنا.. وأمننا القومي خط أحمر من جانبه، أكد رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، عبد الرزاق قسوم في تصريح ل"الشروق"، أن المتتبع للأحداث اليوم، يكتشف أن كل شيء مخطط له سلفا، ويدخل ضمن مؤامرة صهيونية غربية عالمية، وقال إن "سموم الكيان الصهيوني وفقاقيعه، وبعد تطبيعه مع بعض دول الخليج، ها هي تنتقل إلينا لمحاصرتنا". واعتبر، أننا كجزائريين "بقينا الضمير الحي للأمة العربية، فنحن وبمختلف أطيافنا من الطفل إلى الشاب إلى البطال إلى المثقف والشيخ.. نساء ورجالا ومن القاعدة إلى القمة، نرفض التطبيع مع الكيان الغاشم". وهذا الموقف الثابت، جعل بعض الدول تسعى لمحاصرة الجزائر، لأننا الدولة الوحيدة التي بقيت مستعصية على الأعداء. والمخجل، حسبه، أن بعض الدول التي فتحت لها قنصليات بمنطقة العيون "لا تملك مواطنا واحدا هنالك"، وهذا دليل على المؤامرة التي تحاك ضد الجزائر، مستغلين ما يمر به البلد من ظروف سياسية واقتصادية، ولكن "ظروفنا ستكون مصدر قوة لا ضعف في حال تعرض أمننا القومي للتهديد". ويؤكد المتحدث، أن الكلمة الأخيرة في إحباط المخططات الصهيونة، ستكون للشعوب الثائرة وليس للأنظمة السياسية. محمد عباد: تطبيع المغرب سيوحدنا لنرصّ الصفوف أكثر "لستُ متفاجئا ولا مستغربا من خرجة النظام المغربي"، هكذا استهل رئيس جمعية مشعل الشهيد، عباد محمد، كلامه بشأن التطبيع المغربي مع إسرائيل، مؤكدا "أن نظام المخزن تعوّد على مثل هذه الخرجات"، واليوم تجسدت ميدانيا. والمؤسف، حسبه، أن إعلان المغرب جاء متزامنا مع الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان، فإذا بنا نفاجأ بنظام المغرب يدوس على حق الشعبين الصحراوي والفلسطيني. والمقصود من خرجة المخزن، حسب تأكيد محدثنا، هي الجزائر "..ما يحتم علينا اللحمة مع بعضنا ومع نظامنا وجيشنا، ضد هذا الاستفزاز… بل أعطانا المغرب فرصة للوحدة ورصّ الصفوف، حماية لمبادئنا الوطنية والدبلوماسية". وأكد عباد أن إعلان النظام المغربي، سيدعم القضية الصحراوية عالميا أكثر "لأنها ليست قضية ترامب، بل هي قضية تقرير مصير شعب، تسانده الأممالمتحدة ومن خلفها دول كبرى". جلول حجيمي: لا يُمكن لأيّ عالم إسلامي تبرير التّطبيع من جهته، أكد رئيس النقابة الوطنية للأئمة وموظفي الشؤون الدينية، جلول حجيمي، أن موقف الجزائر بخصوص القضية الفلسطينية "واضح ولا مزايدة فيه، فنحن ضد التطبيع مع إسرائيل جملة وتفصيلا.. لأن القدس الأقصى قضية المسلمين جميعا، ولها مكانة خاصة في الإسلام". وأوضح ل"الشروق" قائلا "كعقيدة نحن لا نختلف مع الديانة اليهودية، ولكن قضيتنا مع الصهاينة المحتلين القامعين لأخوتنا الفلسطينيين"، ليؤكد بأن "الجزائر لن تتنازل عن شبر من القدس الشريف، ونحن كأئمة ومسلمين، وفي أضعف الإيمان سندعو لهم بالنصر، كما لا يمكن لأي عالم إسلامي، أن يبرر عملية التطبيع مع إسرائيل، مهما قدم من حجج وذرائع". الإصلاح والإرشاد: يسعون لنهب خيرات المغرب العربي بدوره رئيس جمعية الإصلاح والإرشاد ناشد "الأحرار في المغرب العربي الكبير، لرص الصفوف والتفطن للمؤامرة التي تحاك، لتفتيت المنطقة والسيطرة عليها، للاستيلاء على خيراتها تحت مسميات مسمومة". وقال المكلف بالإعلام بالجمعية، محمد قاضي في تصريح ل"الشروق"، بأن الرجولة مواقف "وموقف الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، في ملف القضية الفلسطينية كان واضحا، حاسما وقويا… ولن نعترف إلا بتحرير فلسطين وعاصمتها القدس، ساعتها فقط نستطيع الحديث عن حل لكل أزمات الشرق الأوسط". وختم على التأكيد، بأن موقف الجزائر شعبا وحكومة من القضية الفلسطينية "ثابت ولن تزعزعه المطامع الدولية". الطلابي الحر: لن نشارك في الهرولة نحو التطبيع… جملة سيُخلدها التاريخ للرئيس تبون كما استنكر عضو المكتب التنفيذي الوطني بالاتحاد العام الطلابي الحر، عبد الكريم بن مالك، عبر "الشروق"، تطبيع الحكومة المغربية مع إسرائيل، في وقت كنا ننتظر قيامه بالتطبيع مع الصحراء الغربية، على حد قوله. وقال "للأسف، المغرب خيب الآمال، فعدو الأمة أصبح صديقا، وابن الأمة أضحى عدوا.. وكما نعلم أن الشعب المغربي الرافض للتطبيع لن يسكت عن هذا الذل.. أما الجزائر فلابد أن تصمد، لأنها المستهدف رقم واحد". ودعا محدثنا، الشعب إلى اللحمة، لأن "الجزائر لها موقف فخر وعزة وشرف، وقضية فلسطين، قضية أمة ومبدأ.. حفظ الله الرئيس وشفاه حينما قال.. هناك هرولة عربية نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني… لن نشارك فيه، ولن نقبله، ولن نباركه، والقضية الفلسطينية بالنسبة لنا قضية محورية لن نتنازل عنها".