أماط تقرير مجلس المحاسبة حول المشروع التمهيدي لتسوية الميزانية لسنة 2018، اللثام عن طريقة التسيير العشوائية للأموال النائمة في حسابات التخصيص، والتي يكتنفها الغموض والضبابية وهو ما دفع بالحكومة إلى المسارعة لغلق معظمها عبر قانون المالية لسنة 2021، وبلغ الرصيد الإجمالي لحسابات التخصيص بتاريخ 31 ديسمبر 2018، 4490 مليار دينار، فيما كشف تقرير مجلس المحاسبة عن غياب وثائق تبرر النفقات ونقص المتابعة والتقييم وعدم مراقبة تنفيذ المشاريع. ووفقا للتقرير التقييمي لمجلس المحاسبة حول المشروع التمهيدي لقانون تسوية الميزانية لسنة 2018، والذي تلقت "الشروق" نسخة عنه، بلغت موارد حسابات التخصيص سنة 2018، 4493 مليار دينار مقابل 2938 مليار دينار سنة 2017 والنفقات 3.878 مليار دينار مقارنة مع 3.646 مليار دينار سنة 2017 وبلغ الرصيد الإجمالي في نهاية سنة 2018 4.490 مليار دينار مقابل 3.905 مليار دينار سنة 2017 أي بارتفاع قدره 14.98 بالمائة. وبالمقابل، بلغ عدد حسابات التخصيص الخاص حسب الوزارات 7 حسابات برصيد إجمالي دائن قدره 304.936 مليار دينار، حيث قدم تقرير مجلس المحاسبة العديد من الملاحظات حول فحص بعض الحسابات، منها حسابات وزارة التضامن الوطني، ويتعلق الأمر بحساب النفقة رقم 142 302، حيث أقر تقرير مجلس المحاسبة أن هذا الصندوق لم يقدم أي وضعيات مالية من طرف مديري النشاط الاجتماعي والتضامن الولائية في غياب الوثائق الثبوتية الكفيلة بتبرير النفقات لاسيما الأوامر الولائية، إضافة إلى غياب نسخ من حوالات الدفع، فضلا عن وثائق التغيرات الطارئة فيما يخص المستفيدين على غرار حالات الوفاة والزواج ودفع نفقة، وانتقد التقرير أيضا عدم إصدار الآمرين بالدفع أوامر دفع للمدينين، وعلى العموم تم تسجيل قصور في تسيير الحساب بسبب نقص المتابعة والتقييم، يضيف تقرير مجلس المحاسبة. وفيما يخص حسابات وزارة الصحة سجل حسابا الاستعجالات الطبية ومكافحة السرطان أرصدة عادلت على التوالي 116 مليار دينار و39 مليار دينار لم يتم استعمالها، وفيما يتعلق بقطاع النقل والأشغال العمومية، فإن الحساب 100 302 تحت عنوان الصندوق الوطني للطرق السريعة، سجل إيرادات إجمالية بمبلغ 43 مليار دينار منها 21 مليار دينار سنة 2018 بنسبة نمو 50 بالمائة، وانتقد المجلس عدم وجود مخطط عمل لتسيير نفقات هذا الحساب وغياب المتابعة المحاسباتية للآمرين بالصرف الثانويين وعدم وجود هيئة مكلفة بالمتابعة المادية للمشاريع الممولة من طرف هذا الحساب. وفيما يتعلق بصندوق تعويض مصاريف النقل، فقد تم تمويل هذا الصندوق من ميزانية التسيير بمبلغ قدره 2.5 مليار دينار سنة 2018، ولكن لاحظ مجلس المحاسبة غياب المتابعة للنفقات المنفذة من طرف المديريات الولائية للتجارة خاصة الواقعة في الجنوب، حيث تكتفي مديرية تنظيم الأسواق للوزارة بالتنسيق بين هذه الهيئة المحلية ومصالح وزارة المالية من أجل الحصول على الإعانات ولم تقم بأي مهمة على مستوى هذه الهيئات للتأكد من حسن تنفيذها. وبخصوص الحساب رقم 084 302 لترقية الصادرات فرغم أهمية الصادرات في الفترة بين سنتي 2016 و2018 والتي انتقلت من 32 إلى 42 مليار دينار غير أن مستوى استهلاك الاعتمادات لم يتعد واحدا بالمائة أي ما يعادل 553 مليون دينار، كما أنه من بين 491 ملف مودع سنة 2018 لم يتم تسوية سوى 301 ملف أي 61 بالمائة. وفيما يخص الصندوق الوطني للتحكم في الطاقة والطاقات المتجددة والمشتركة سجل شطر الطاقات المتجددة والمشتركة 118.054 مليار دينار إيرادات منها 44 مليار دينار خاصة بسنة 2018 ولكن لم يسجل أي نفقات، أما الصندوق الوطني لدعم تطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، فلم يسجل أي إيرادات سنة 2018. وفيما يخص حسابات التسبيقات، ويتعلق الأمر بالحساب 006 303 تسبيقات المستشفيات والتي تشكل تدخلا من قبل الخزينة لضمان التسيير الحسن لهياكل الصحة، فقد بلغ بعنوان سنة 2018 401 مليار دينار مقابل 393 مليار دينار سنة 2017 ولم يسجل أي مبلغ باق للتسديد بنهاية سنة 2018. وفيما يخص حسابات وزارة الفلاحة تم تسجيل ضعف استهلاك مختلف حسابات التخصيص التي لم تتعد ال20 بالمائة وعدم استهلاك الاعتمادات الممنوحة لصندوق مكافحة التصحر رغم تخصيص اعتمادات بمبلغ قدره 5 ملايير دينار.