كشف رئيس الحكومة البديل وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، إنه زار كل الدول العربية بالخفاء ضمن أداء مهمات عسكرية، مبدياً رغبته بزيارتها علناً بشكل رسمي وودي وسلمي. وقال غانتس في حوار له مع صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية، الخميس: "لقد أمضيت حوالي 38 سنة مقاتلاً في الجيش الإسرائيلي. وصدقني، الجنرالات في الجيش، الذين رأوا وذاقوا ويلات الحرب، هم أكثر من يريدون السلام. وبين الجنرالات عندنا، يمكنني القول، بكل ثقة، إنني أكثرهم سعياً للسلام". ودعا غانتس القيادة الفلسطينية والرئيس محمود عباس إلى "الانضمام للمسيرة السلمية وعدم البقاء في الصفوف الخلفية"، مؤكداً أن "الفلسطينيين يريدون ويستحقون كياناً يعيشون فيه بشكل مستقل". وقال رئيس الأركان السابق، إن "السلام في المنطقة سيبقى ناقصاً من دون الفلسطينيين". وأضاف غانتس: "إسرائيل هي الأخرى تريد الانفصال عن الفلسطينيين.. ونريد ضمانات لأمننا. إذا اتفقنا على الأمور الأمنية فإن الحل السياسي يأتي بسهولة. وسيكون علينا أن نجد ليس فقط حلولاً للمشاكل، بل أن يكون لدينا تعاون عميق في الاقتصاد وفي العلوم والتكنولوجيا وفي التعليم وفي كل شيء. وهذه فرصة تاريخية". وشدد غانتس على أن "القدس يجب أن تبقى موحدة. ولكن سيكون فيها مكان لعاصمة فلسطينية. فهي مدينة رحبة جداً، ومليئة بالمقدسات للجميع"، مؤكداً أن "إسرائيل لن تتراجع عند حدود العام 1967″، موضحاً: "نريد للكيان الفلسطيني أن يكون ذا امتداد جغرافي مناسب يجعله قابلاً للحياة المريحة بلا عوائق وعراقيل". "الترويج للسلام" واعتبر غانتس، أن "السلام مع الدول العربية هو تحالف القوى المعتدلة، التي تعبر عن الرغبة الحقيقية للمواطنين. طبعاً لا يمكننا أن نتجاهل وجود محور مضاد هو المحور الإيراني الذي يهدد إسرائيل وجميع الدول العربية". وأضاف وزير الدفاع الإسرائيلي: "دعنا نتمنى أن يتوصل هذا المحور إلى الاستنتاج اللازم من رياح السلام ويبدأ هو الآخر يتغير باتجاه السلام. ولكن، إن لم يفعل، فإنه سيواجه ما لا تحمد عقباه. وهو يواجه الآن مصاعب جمة. انظر كيف تعيش سوريا اليوم أو لبنان أو العراق أو ليبيا أو اليمن. هذا المحور يدمر ونحن نسعى للسلام والازدهار لشعوبنا. لكن الأهم، أننا نتوجه لتحالفات سلام وليس لتحالفات حرب". ويخوض بيني غانتس هذه الأيام معركة مريرة مع بنيامين نتنياهو يمكن أن تطيح بالحكومة التي تجمعهما وتؤدي إلى انتخابات مبكرة. وهو يواجه ضغوطاً لتجنب مثل هذا الخيار خشية أن تؤدي الانتخابات المبكرة إلى تحطيم حزب "كحول لفان" الذي يقوده. ويأتي حوار غانتس مع الصحيفة السعودية، في نهاية عام حفل باتفاقات تطبيع بين أربع دول عربية مع الاحتلال الإسرائيلي وهي الإمارات والبحرين والسودان والمغرب، مع ازدياد المحاولات للإيقاع بالمزيد منها وذلك عن طريق الترويج للسلام المزعوم مع الكيان الصهيوني على حساب القضية الفلسطينية.