عبر عدد من مرافقي الضحايا، الذين قاموا بالإجراءات الأولية ببلدية سيدي لخضر بمستغانم عن سخطهم، جراء البيروقراطية التي عرفتها العملية، وأثرت بشكل واضح على جثتين، كانتا في حالة متقدمة جدا من التعفن، نتيجة غياب مصلحة لحفظ الجثث وطول الإجراءات الإدارية. وفي هذا الإطار. أكد "بن علية" أخ المرحوم "عثمان" أنه رفقة بعض المواطنين إلى جانب رئيس بلدية دار الشيوخ وثلاثة أعضاء وصلوا الساعة 4.30 مساء يوم السبت، وفور وصولهم اتصلوا بمقر فرقة الدرك الوطني بسيدي لخضر، للقيام بالإجراءات المنصوص عليها قانونا، وأكد على غياب سيارة إسعاف مكيفة لدى مصالح الحماية المدنية لنقل الجثث، وقد حاول المرافقون إيجاد شاحنة بها مبرد إلا أنهم لم يفلحوا أمام عدم توفر سيارة إسعاف قادرة على نقل الجثث على مسافة أكثر من 500 كم للحفاظ عليها من التعفن، ويضيف "بن علية" الذي التقته الشروق اليومي في بيت العزاء أنه بعد تسليم محاضر المعاينة انتقل صباح اليوم الموالي إلى المحكمة المختصة، وانتظر الجميع حضور وكيل الجمهورية من الساعة الثامنة صباحا إلى غاية منتصف النهار، والذي كان منشغلا على ما يبدو بإحدى القضايا الأخرى. وقد تواصلت متاعب الموكب الجنائزي بانتظار ساعة كاملة بمكاتب الحالة المدنية بسيدي لخضر من الساعة الثانية إلى غاية الثالثة مساء، لاستلام شهادة الوفاة، لتقوم بعدها مصالح ولاية مستغانم بتسليم رخصة الدفن. وبتحسر أردف "بن علية" أن الضحايا تم تغسيلهم وتكفينهم من طرف المرافقين من بلدية دار الشيوخ في المستشفى التابع لسيدي علي، لينطلق الموكب الجنائزي باتجاه بلدية دار الشيوخ بعد حصوله على تصريح من قبل مصالح الشرطة. والأدهى أن ولاية مستغانم لم تستطع توفير سيارة إسعاف مجهزة بمبرد تفاديا لتعفن جثث الضحايا، مما جعل ذويهم يستنجدون بسيارتين نفعيتين "باشي" لنقل الجثث ليلة الأحد على الساعة 11.30، على مسافة تقارب 500 كم، وهو ما يثير الاستغراب حول هذا التسيب. وقد سارع مواطنو بلدية دار الشيوخ إلى دفن الضحايا أمس بعد صلاة الفجر تفاديا لتعفن جثثهم، وسط تكاتف وتضامن كبيرين وقفت عليهما الشروق اليومي أمس ميدانيا، أثناء زيارتها لأسر الضحايا، حيث أكد أب المرحوم "عيسى معمري" رغم المحنة التي ألمت بعائلته أن تواجد المواطنين إلى جانب مسؤولي الولاية والبلدية والنواب يثبت أن الضحايا ذرية صالحة، يجب الافتخار بهم، ليبقى الاتصال الذي قام به أحد قراء الشروق اليومي من إحدى ولايات الجنوب وتبليغه لتعازيه الخالصة لأخ "بن سالم الرحماني" وعلى المباشر صورة أخرى للتكافل بين الجزائريين، الذي لم ولن تمحيه المحن. كريم يحيى