كشفت مصادر مؤكدة أمس عن وجود 8 جثث مجهولة الهوية بمصلحة حفظ الجثث بمستشفى وهران الجامعي لم يتم التعرف على أصحابها، ولا تزال مرتبطة بالتحقيقات الأمنية المفتوحة بشأنها، وأضاف ذات المصدر أن هذه الجثث للجنسين ذوات أعمار مختلفة، تم جلبها إلى المصلحة منذ مدة لم يتم التصريح بها، ولم يصدر وكيل الجمهورية أمرا بدفنها عملا بالإجراءات القضائية المتخذة في مثل هاته الحالات.. ونفى من جانب آخر أن تكون هذه الجثث لمهاجرين غير شرعيين مجهولي الهوية، مثلما حدث في مرات سابقة، حيث أن جميعها تم تسوية وضعيتها إما بتسليم الجثة إلى أهلها أو بالدفن بأمر قضائي، في حين تشهد المصلحة استفسارات متكررة من طرف ذوي "الحراقة" المفقودين الذين انقطعت أخبارهم وجهل مصيرهم، وأما بخصوص الجثث الثمانية المتواجدة بالمصلحة إلى آجال غير معلومة فهي لضحايا، تعرضوا لحوادث اعتداءات وقتل عمدي أو عثر عليها ملقاة بأماكن منعزلة في ظروف غامضة منها ما هو بحالة متقدمة من التعفن، ولم تفصل التحقيقات فيها بعد. من جانب آخر كشفت مصادرنا عن تعطل أحد أجهزة التبريد المخصصة لحفظ الجثث بنفس المصلحة منذ أزيد من 6 أشهر وهو جهاز حفظ ل 4 جثث، لم يتم تصليحه بعد رغم الشكاوى المتكررة الموجهة لمديرية المستشفى، وكان من المفترض أن تتكفل مؤسسة خاصة بتصليحه، إلا انه لم يحدث ذلك، وبذلك تنقص الطاقة الاستيعابية لغرفة حفظ الجثث ما يمكن أن يوقع المصلحة في أزمة حقيقية خصوصا وأنها تستقبل الجثث من كافة أنحاء الجهة الغربية وكذا من مختلف مستشفيات وهران بغرض إخضاعها إلى عملية التشريح الطبي الذي يسهم بشكل كبير في الكشف عن أسباب الوفاة ويساعد على غلق التحقيقات الأمنية المفتوحة بشأنها، ووفقا لنفس المصدر فإن المصلحة تستقبل العديد من الجثث يوميا، ولا يتواجد بها غير 4 أجهزة حفظ متمثلة في جهاز كبير طاقته 12 جثة، و3 مبردات صغيرة يحفظ كل واحد منها 4 جثث، في حين تتواجد حاليا 24 جثة بالمصلحة منها الثمانية المذكورة أعلاه، ولا تشكل الجثث العادية خطرا بالقدر الذي تشكله الجثث المجهولة الهوية التي يؤدي تراكمها إلى إحداث ضغط على المصلحة. ويعد هذا من جملة المشاكل التي تعاني منها وكان انقطاع التيار الكهربائي على مدى عدة أيام بها الشهر الماضي قد سبب حالة من القلق والاستنفار بحكم انبعاث رائحة التعفن من الجثث، بينما أثار الإبقاء على الجثث المجهولة الهوية بالمصلحة فترات طويلة بلبلة في الأوساط الطبية. صالح فلاق شبرة