أعلنت اللجنة التحضيرية للمؤتمر التأسيسي للتنسيقية الوطنية للأئمة والإطارات الدينية- المنضوية تحت لواء الاتحاد العام للعمال الجزائريين- أنها على مشارف إنهاء عملها وإتمام الندوات الجهوية، حيث ستعقد آخر ندوة جهوية لها خلال الأسبوع القادم بعنابة، ومن ثمة ستستدعي المؤتمر خلال شهر مارس الداخل. وجاءت فكرة تأسيس تنسيقية نقابية للأئمة وموظفي الشؤون الدينية على أيدي مؤسسي الرابطة الجزائرية للأئمة والعلماء والإطارات الدينية، التي عقدت جمعيتها التأسيسية في 15 مارس 1999، إلا أن جمعها بين أهداف ثقافية واجتماعية من جهة، وبين مطالب مهنية فئوية- خاصة بالأئمة- حالت دون حصول الرابطة على اعتماد، وقال الشيخ جلول حجيمي إن لجوء مؤسسي الرابطة إلى الاتحاد العام للعمال الجزائريين جاء من أجل إصلاح هذا الخطإ الذي حال دون اعتماد رابطتهم، حيث ستتولى التنسيقية الدفاع عن المطالب المهنية والاجتماعية للأئمة وموظفي الشؤون الدينية تحت لواء الاتحاد العام للعمال الجزائريين الذي تعترف به الحكومة كشريك اجتماعي وحيد. كما أن التعامل مع الاتحاد سيمكن التنسيقية من تسوية عدد غير قليل من المشاكل التي يعاني منها القطاع، حيث ستستفيد النقابة الوليدة من التجربة النضالية الكبيرة للاتحاد، كما أنه يمكنها أن تستأنس بتجارب الفيدراليات الأخرى المنضوية تحت لوائه في حل مشاكل قطاعات أخرى وتبني عليها. هذا، إضافة إلى أن التكتل مع الاتحاد الذي يضم في صفوفه ملايين المنخرطين سيعطي للتنسيقية هيبة أخرى تضاف إلى الهيبة التي تستمدها من كون موظفيها يشرفون على تسيير قرابة 17 ألف مسجد تقام الصلوات فيها خمس مرات في اليوم، إضافة إلى الدروس العلمية وخطب الجمعة. كما أن تبنيها لمشاكل طلاب الزوايا التي يأتي على رأسها عدم الاعتراف بطلابها وبالشهادات التي يحصلون عليها سيعطيها انتشارا أكبر مما سيمنع توسعا أكثر للمركزية النقابية التي ستكون موجودة في كل القطاعات. يأتي هذا بالتوازي مع مساعي المؤسسين للرابطة إلى إعادة بعثها من جديد بعد فصل المطالب المهنية الفئوية التي ستتولاها التنسيقية. وقال الدكتور جلول حجيمي، الذي انتخب في مارس 1999 رئيسا للرابطة، إن الرابطة في مشروعها الجديد، ستحاول أن تسهم في إصلاح المجتمع الذي ترى الرابطة أن غياب الأئمة والعلماء عن قضاياه اليومية جعله يغرق في مشاكل غائبة عن خطاب الدعاة والوعاظ. وقال الشيخ حجيمي إن الرابطة ستشكل مجلسا علميا يضم علماء الجزائر وسيكون هو القيادة الفعلية والموجه العملي لنشاط الرابطة التي تسعى للنزول إلى اهتمامات المواطن الجزائري من جهة، والدفاع عن قيمه وهويته من جهة أخرى. وتعتبر الرابطة الجزائرية للأئمة والعلماء والإطارات الدينية أول مبادرة حاولت أن تنظم صفوف الأئمة، وعقدت مؤتمرا تأسيسيا برخصة رسمية في 15 مارس 1999 بالمركز الثقافي الإسلامي بالعاصمة وقدمت ملفا إلى وزارة العمل لكنها لم تحصل على الاعتماد بسبب توجس وزارة الشؤون الدينية من قيام نقابة لموظفيها من جهة وكذا خلط المؤسسين في مطالبهم وأهدافهم بين بنود نقابية وأخرى مجتمعية.