انطلق المنتجون منذ أشهر في التحضير لمختلف الأعمال التلفزيونية، في محاولة منهم لحجز فرصة ضمن الشبكة البرامجية لشهر رمضان الكريم، إلا أن ظروف جائحة كورونا قد تقلب الموازين لدى البعض نتيجة التأخر في بداية التصوير وتسليم الأعمال في الوقت المحدد. وقد باشرت مختلف القنوات التلفزيونية في عملية انتقاء وبرمجة عدة أعمال، بهدف الدخول في السباق الرمضاني، خاصة مع تعدد ومنافسة القنوات الأجنبية التي أصبحت تستقطب المشاهد الجزائري الذي وجد فيها ملجأ بتقديمها إنتاجات جديدة من حيث المضمون والتقنية، في ظل نقص البرامج المحلية التي ترقى إلى ذوقه من جهة ووقوع بعضها في التكرار والنمطية من جهة أخرى، ليجد المنتجون أنفسهم أمام تحد تقديم أعمال مميزة تستقطب المشاهد الجزائري، خاصة بعد موجة هروب هذا الأخير نحو القنوات الأجنبية في السنة الماضية، نتيجة ما قدمته أغلب البرامج الجزائرية التي تزامنت مع جائحة كورونا. ومع استمرار الجائحة، يتخوف معظم المنتجين من العقبات التي قد تعترض مشاريعهم، خاصة مع تصاعد منحنى الإصابات مقارنة بتحضيرات إنتاجاتهم في شهر رمضان الفارط، التي عصفت بأعمالهم وأجلتها لرمضان القادم، ليصطدموا بالظروف نفسها التي حالت دون التقدم في التصوير خاصة مع اقتراب الشهر الفضيل، لا سيما استمرار غلق المجال الجوي الذي شكل عائقا أمام الفنانين المتواجدين بالخارج، الذي يمنعهم من الالتحاق بالتصوير في الوقت المناسب، إلى جانب تأخر الحصول على تصاريح التصوير من طرف الجهات المعنية بالنسبة لبعض المشاريع الجديدة. وفي انتظار الحسم في الجدل الذي فرضه صالح اقورت في الجزء الثالث من عاشور العاشر، انطلقت عملية تصوير المشاهد الأولى في إجراء احترازي لضمان سلامة فريق العمل. وقد استأنف بعض المنتجين تصوير أعمالهم التي جمدت في وقت مضى، خاصة أن نسبة التقدم فيها بلغت مراحل متقدمة، كمسلسل "النفق" الذي يبقى معلقا بقدوم الممثل كريم يزيد الذي يتواجد في فرنسا، وينتظر أن يبث العمل على التلفزيون العمومي. فيما تبقى بعض الأعمال في مرحلة الكتابة، مما سيضعها في تحدي الالتحاق بالسباق الرمضاني. ومن المنتظر أن يكون المشاهد الجزائري على موعد مع باقة منوعة من البرامج التلفزيونية، على غرار الجزء الثاني من مسلسل "يما"، لمؤلفه سفيان دحماني، الذي يبقى هو أيضا رهن المفاوضات في توزيع الأدوار الرئيسية على النجوم المشاركين فيه، خاصة بعد التحاق بعض الوجوه الجديدة، على غرار عماد بن شني ومحمد بوشايب. إلى جانب عدة أعمال ستبث على القناة الرابعة الناطقة بالأمازيغية، بالإضافة إلى عدة برامج أخرى، كالحصص الترفيهية والمنوعات والمسلسلات الفكاهية، على غرار "لكازا دا كمال"، التي ستعيد بوعكاز وبشرى عقبي إلى الشاشة الصغيرة، إلى جانب نخبة من الممثلين، على غرار سالي وجمال بوناب ولويزة نهار… ولم يفصح بعد عن اسم القناة أو المنصة التي ستعرض العمل. هذا، إلى جانب برامج الكاميرا الخفية التي ستبث على مختلف القنوات الجزائرية التي عرفت تجميد عرض بعض الأعمال، رغم جاهزيتها، على غرار مسلسل "تلك الأيام"، والسلسلة الفكاهية "دقيوس ومقيوس". كما يدخل مسلسل "بنت البلاد" السباق الرمضاني، بعد الانتهاء من عملية التصوير، التي فتحت المجال أمام العديد من المواهب الشابة. وقد بدأ التسويق بقوة للعمل كأحد أهم الإنتاجات التي ينتظر أن تستقطب المشاهد في رمضان المقبل. ويبقى المخرج يحي مزاحم الذي حققت سلسلته "طيموشة" أعلى نسب المشاهدة في رمضان الفارط، رهين الانتهاء من تصوير الفيلم الشبابي "يد مريم"، لمباشرة عملية تصوير الجزء الثاني من السلسلة الفكاهية، المنتظر عرضها على التلفزيون العمومي. هذا، إضافة إلى عدد من الأعمال التي هي قيد التصوير، ولم يفصل بعد في عرضها، مثل "بابور اللوح" و"فاقد الشيء".