يبدو أن الحراك الشعبي الذي تشهده بلادنا هذه الأيام ،و تركيز جميع فئات المجتمع، بينها شريحة الفنانين، على الجانب السياسي و الاستراتيجي للخروج من الأزمة الراهنة، أثر أيضا على انجاز العديد من المشاريع و الأعمال المبرمجة لشاشة رمضان 2019، ما جعل العديد من المنتجين و المخرجين يضطرون إلى توقيف أو تأجيل التصوير، و انهمك آخرون في التحضيرات التي «مددوها» إلى أن تعود الأمور إلى نصابها و تحدد معالم المرحلة القادمة في تاريخ الجزائر، في حين كثف العديد منهم جهودهم، لافتكاك «السبونسور» ، أما الفئة الرابعة فرفعت التحدي للحاق بالسباق المناسباتي السنوي، رغم كل الظروف و الصعوبات التي تواجهها، كما أكد أهل الاختصاص للنصر. التصوير الداخلي يخدم «الشركاء» بالنسبة لسيت كوم «الشركاء» للمخرج الشاب نوفل شايطة، و إنتاج المحطة الجهوية للتليفزيون بقسنطينة، أكد للنصر، أحد أعضاء طاقم العمل، بأنه سيكون جاهزا للحاق بسباق رمضان، لأنه من نوع كوميديا المواقف، و بالتالي يعتمد على التصوير الداخلي في أستوديو بقسنطينة، و ليس التصوير الخارجي الذي يتطلب تحديد مواقع التصوير في عدة مناطق، و الحرص على توفير الشروط اللازمة للتصوير ، و في مقدمتها انعدام الضجيج و الضوضاء ، مشيرا إلى أن الحراك يواكب الجزء ما قبل الأخير من التحضيرات التي انطلقت منذ شهرين ، و تتواصل على قدم و ساق، على يد مختصين بلغوا حاليا مرحلة تجهيز الديكور. و أوضح المتحدث بأن سيت كوم «الشركاء» الاجتماعي و الفكاهي ، يتكون من 15 حلقة، كل حلقة مستقلة عن سابقاتها، و مدتها 30 دقيقة، و يسجل عودة قوية للفنان الفكاهي حكيم دكار للتليفزيون، بعد غياب طويل، و يشاركه التمثيل كل من هاجر سراوي و صبرينة بوقرية و مهدي عباد و عديد الممثلين الآخرين. «عنتر ولد حداد 2 « يرفع التحدي أما المنتج و الممثل أحمد رياض الذي نظم عملية كاستينغ في الفترة بين 3 و 10فيفري الفارط بقسنطينة، فقد رفع التحدي و قطع شوطا معتبرا ليكون في الموعد الرمضاني، ببث الجزء الثاني من سلسلته الفكاهية «عنتر ولد شداد»، عبر التليفزيون الجزائري، الجهة المنتجة للسلسلة التي تعتبر ثالث أضخم عمل تنتجه هذا الموسم، كما أنتجت الجزء الأول منه الذي عرض في رمضان الفارط، لكن كما يبدو، دون مشاركة بطل الجزء الأول مروان قروابي، الذي أعلن سابقا انسحابه من الجزء الثاني عبر حسابه بموقع التواصل انستغرام. علما بأن العمل الذي يصور حاليا بقسنطينة ، سيتواصل تصويره ببسكرة، و قد تعذر علينا الحصول على تفاصيل أخرى، لأن المنتج لا يرد على اتصالاتنا. «البوغي» يترقب مسلسله!! المخرج علي عيساوي، أخبرنا بأن لديه مشروعين، هما سلسلة فكاهية و مسلسل، موضحا بأن الأولوية لتحويل فيلمه التاريخي و الدرامي الأخير «البوغي»، على شكل مسلسل من سبع حلقات، يمكن بثها في رمضان المقبل عبر التليفزيون الجزائري، لأن المشاهد جاهزة و بإمكانه إعادة تركيبها على شكل حلقات، و ذلك لا يتطلب وقتا طويلا، مشيرا إلى أنه ليس متأكدا في ظل الظروف الراهنة من المشاركة في شاشة رمضان، خاصة و أن ميزانية التليفزيون الجزائري محدودة و بالتالي الإنتاج قليل. مشاريع معلقة بالعاصمة في حين أكد الممثل فؤاد بن طالب، من جهته، بأن عديد المشاريع الفنية الرمضانية، بينها أعمال اختير للتمثيل فيها، متوقفة أو معلقة بالجزائر العاصمة، وذلك رغم الانتهاء من التحضيرات التقنية، لأن المسيرات يومية تقريبا والحراك الشعبي متواصل ، فالجميع، حسبه، ينتظر وضوح الرؤية و انفراج الأزمة السياسية الراهنة للالتفات للفن، وحده المخرج بشير سلامي، حسبه، يواصل تصوير السلسلة الأمازيغية التي بدأها منذ شهرين تقريبا. و في اتصال بالممثلة الشابة صبرينة قريشي، بطلة الجزء الأول من السلسلة الاجتماعية الفكاهية التي حققت نجاحا معتبرا في رمضان الفارط، أكدت لنا بأنه كان من المفروض الانطلاق في تصوير الجزء الثاني من السلسلة، في بداية الشهر الجاري، لكن المنتجة تواجه بعض المشاكل ، وإذا توصلت إلى حلول، يمكن اللحاق بالركب الرمضاني، حسبها، إذا انطلق التصوير في نهاية مارس الجاري، و هناك احتمال تأجيله إلى موسم آخر. في حين قال الممثل المسرحي سليم بو وذن للنصر، بأنه سيشارك في شاشة رمضان 2019 ، بسلسلة فكاهية عنوانها «دشرة زكي» يتقاسم بطولتها مع كوكبة من الممثلين، بينهم زينب عراس ، مشيرا إلى أنها من إنتاج الفقيد يوسف قوسام في 2015 ، و هذا يعني أن بعض القنوات قد تضطر للاستنجاد ببعض الأعمال التي صورت سابقا، لإنقاذ الموسم الرمضاني. انتظار قدوم «بوقرون 2 « من تونس بالمقابل تواصل المنتجة و المخرجة ريم غزالي تصوير الجزء الثاني من ملحمة المماليك أو «بوقرون 2» بتونس تحت عنوان "طاليس" ليكون جاهزا للعرض في رمضان المقبل عبر قناة خاصة، و قد بدأت التصوير، حسب الفنانة بهية راشدي، منذ شهرين تقريبا. و يتساءل الكثيرون إذا كانت شاشة رمضان الجزائرية لهذا الموسم، ستحقق طموحات و رغبات المشاهدين، أم أنهم سيضطرون للبحث عن بدائل في قنوات أخرى، لأن الاهتمام الأساسي حاليا للجزائريين يندرج في خانة السياسة، لا الفن و الثقافة، في انتظار بروز معالم المرحلة القادمة من تاريخ البلاد.