وصف عبد القادر بن قرينة، الخميس، حزب العدالة والتنمية الذي يتولى رئاسة الحكومة المغربية، بالكيان الوظيفي الشاذ فكريا، بسبب مواقفه المتلونة من القضايا العربية الجوهرية. وجاء في تمنشور لرئيس حزب البناء الوطني عبد القادر بن قرينة، عبر صفحته على الفايسبوك: أن الموقف التطبيعي الذي جدده المغرب وتولى إخراجه رئيس حزب العدالة والتنمية الذي يتولى رئاسة الحكومة المغربية، سعد الدين العثماني، أمر مرفوض. وقال بن قرينة "بحكم معرفتي الجيدة بعدد من رموز هذا الحزب وبما ينشرونه بيّنتُ بعض من الأفكار التي فيها بعض الشذوذ الفكري، جعلت منظريهم يستغلون مع الأسف الشديد الفكرة الاسلامية الوسطية بشكل غريب عمّا هو سائد داخل أبناء التيار الاسلامي العريض بحيث جعلوا من بيعة أمير المؤمنين قضية مركزية في كل تنظيراتهم ومواقفهم وتحت سقفها فقط يعملون، ولو على حساب المواقف المبدئية و يخالفون بذلك أغلب الحركات الاسلامية، عكس ما يشاع عند الناس بأنهم جزء هذه الجماعة او الحركة او تلك . وتابع بن قرينة "وأنا هنا لا أعيب عليهم اختياراتهم السياسية في قضايا بلدهم، وإنما أعيب عليهم الشذوذ الفكري الساخر أحيانا من مواقف غيرهم من تيار الوسطية والاعتدال مثل ما فعلوا مع جماعة الإخوان المسلمين ومع حركة حماس فلسطين نفسها والشرعنة للاعتداء على حقوق غيرهم من الشعوب والدول". وأوضح المتحدث، أن "هذا الشذوذ الفكري هو الذي جعل من حزبهم كيانا وظيفيا لخدمة أجندات ضارة بمصالح الأمة وبمصالح شعبهم و قواعدهم الانتخابية والحزبية". وذهب بن قرينة بعيدا في تصريحاته عندما قال "ولقد صرحتُ مرارا أن الحراك الشعبي المغربي إنما أجهضه فكرهم بتخطيط ذكي من المخزن الذي استثمر من خلالهم الايدولوجية الاسلامية وبالتنسيق التام معهم لامتصاص حراك الشارع لصالح استقرار دوائر الفساد المرتبطة به وليس استقرار الدولة المغربية الذي نتفهمه ولا نقبل المساس به". واعتبر أن "خطاب حزب العثماني المحسوب على التيار الاسلامي، كان دوما مناوئا للجزائر، بل لاغلب الجنسيات حتى في تنافسات الجالية المسلمة حول تسيير المساجد قصد التمثيل الرسمي في أوروبا عموما وفي فرنسا خصوصا بالرغم من عدم جدوى هذه الصراعات بين مكونات الساحة الاسلامية التي تعمل لتوطين الدعوة في أوروبا، ولكن سلوكات كوادر هذا الحزب كانت دائما شاذة لا يهمها إلا خدمة أجندات المخزن حتى في هذه المواقع الدعوية يضيف بن قرينة. وأكد رئيس حركة البناء، أن هذا الشذوذ اليوم قد بلغ ذروته عندما تعلّق الأمر بقضية فلسطين المقدسة والمركزية لدى أبناء الأمة الاسلامية، بحيث لا يمكن بأي حال من الأحوال تبرير حالة هذا التطبيع المؤسف، الذي فيه دعم واضح للاحتلال الغاصب للأرض وللحقوق، والذروة هو ليس فقط في شرعنة الاحتلال بالسكوت أو بالتأييد بل وبالقرار والتوقيع والمصادقة عليه باسم الدولة من هنا جاءت الذروة" .