وافق الرئيس التونسي، المنصف المرزوقي، أمس الجمعة، على ترشيح حركة النهضة الإسلامية لوزير الداخلية الحالي، علي العريض، لمنصب رئيس الوزراء، خلفا لحمادي الجبالي، الذي اعتذر عن مواصلة مهامه بعد فشل مبادرته في تشكيل حكومة تكنوقراطية، حيث يكون مجلس شورى الحركة قد حسم في مناقشة ترشيح كل من وزير العدل، نور الدين البحيري، ووزير الفلاحة محمد بن سالم، ووزير الداخلية، علي العريض، الذي دخل السباق في آخر لحظة. وأبدى القيادي في حركة النهضة، عبد الفتاح مورو، إمكانية تخلي الحركة عن الحقائب الوزارية السيادية، الذي يعد مطلبا أساسيا لدى مختلف الفرقاء السياسيين، الذين دعوا إلى تحييد الوزارات السيادية عن المحاصصة الحزبية، وإبعادها عن التجاذبات السياسية، مشيرا إلى "عدم وجود تمسك مبدئي" بتلك الوزارات. وفي سياق المخاوف الأمنية، حمل عبد الفتاح مورو السلطة والأطراف السياسية في تونس مسؤولية مقتل الناشط اليساري التونسي، شكري بلعيد، بسبب إشاعتهم المناخ السياسي المواتي لذلك. وأكد ل"العربية" أن هناك نسخة سلفية داخل حركة النهضة، ولكنها ليست مؤثرة. وقال أن القضية في تونس ليست قضية إسلامي وغير إسلامي، بل تقدمي ورجعي، وأضاف "هناك رجعيون إسلاميون يريدون أن يطبقوا الآن نمط الحكم الإسلامي الذي كان سائدا في صدر الإسلام". وفي سياق متصل، وبينما أعلن وزير الداخلية، علي العريض، أن التحقيقات في اغتيال المعارض اليساري شكري بلعيد، وصلت "مرحلة الإيقافات"، نافيا وجود جهاز أمن موازٍ لأجهزة الدولة، وقال "لا وجود لجهاز أمن موازٍ، كل هذه أكاذيب وافتراءات". وقامت جماعة مسلحة تتكون من أربعة عناصر مساء أول أمس الخميس بإطلاق النار على قوات الأمن التونسية بمنطقة السبالة قرب مدينة سيدي بوزيد، أسفر عن إصابة شرطيين بجروح، حيث تحصن المسلحون بأحد المساجد بعد مطاردتهم من طرف قوات الأمن التي تطوق حاليا المنطقة، وعندما حاول أعوان الأمن القبض عليهم بادروا بإطلاق النار مما تسبب فى إصابة عونى أمن. وكانت أجهزة الأمن التونسية قد حجزت الليلة الماضية كميات كبيرة من المعدات الحربية والعتاد العسكري داخل أحد البيوت بولاية أريانة، قرب تونس العاصمة، تتمثل في العشرات من قاذفات الطائرات من طراز "اربي جي" وعشرات الرشاشات من طراز كلاشينكوف. ونقل راديو "موزاييك" عن ضابط بالحرس الوطني قوله إنه تم ايقاف صاحب المخزن ليلة الأربعاء إلى الخميس وهو عنصر ينتمي للتيار السلفي الجهادي وعرف بسفره المتكرر إلى العراق.