أدعو الغنوشي إلى التنحي و عدم التصرف في الحزب كملكية عائلية وجه عبد الفتاح مورو القيادي في حركة النهضة الإسلامية في تونس انتقادات لاذعة لرئيس الحركة راشد الغنوشي مؤكدا أنه يسير الحركة كما لو كانت شأنا عائليا. وأعلن مورو في حوار أجراه مع مجلة “ماريان" الفرنسية، دعمه لرئيس الحكومة الجبالي منتقدا استقواء التيار السلفي في تونس ما بعد الثورة. وجه عبد الفتاح مورو نائب رئيس حركة النهضة الإسلامية في تونس انتقادات لاذعة إلى رئيس الحركة راشد الغنوشي، وذلك في الوقت الذي أعلن فيه رئيس الوزراء حمادي الجبالي نيته في تقديم استقالته إذا لم تسفر مشاوراته مع الأحزاب السياسية عن تشكيل حكومة التكنوقراط التي دعا إليها بعد اغتيال المعارض شكري بلعيد. وقال عبد الفتاح مورو في حوار لمجلة ماريان الفرنسية نشرته أمس على موقعها الإلكتروني ، “إنه لا يكفي أن تكون مسلما لكي تقود الشعب بل يجب أن تحب الشعب وتدرك رغباته وتطلعاته"، مشيرا إلى أنه كان وراء اقتراح الجبالي بتشكيل حكومة كفاءات وطنية من التكنوقراطيين وأن على راشد الغنوشي التنحي حتى يمكن إقامة السلم الاجتماعي في تونس. وأضاف مورو أن “السلفيين قاموا بالاعتداء علي، وأن النهضة لم تدافع عني.. إنني أدين هذه المرونة التي تسمح باستقواء العنف في تونس". وعبّر مورو عن استنكاره لما يتم القيام به داخل حركة النهضة، التي قال إنه يعتبرها من نتاجه وعمله، وأنه كان يدعو منذ البداية إلى اعتماد روح الإسلام ، “لأن الإسلام دون حضارة ودون تقدم ليس إسلاما “. وانتقد مورو الرجل الأول في النهضة معتبرا أن ثقافته و ثقافة المحيطين به هي ثقافة أحادية في بلد تعددي و في مناخ مختلف في بلد متعدد بطبيعته يعتبر حصيلة لميراث 25 حضارة مرت في تاريخه، معلنا “إننا لم نقم بالثورة لكي نمنحها للسلفيين واليساريين المتطرفين". وأكد مورو أنه طلب من راشد الغنوشي عقد مؤتمر استثنائي للنهضة لتغيير القيادة التي تقود الحزب وتونس إلى الكارثة لكنه رفض، مشيرا إلى أن الغنوشي حوّل النهضة إلى مسألة عائلية، وأنه يحيط نفسه بعدد من الناس ليسوا منفتحين على الواقع والحداثة وهو ما يعتبر كارثة. وقال مورو “إننى أستنكر ما قام به النائب البرلماني من النهضة حبيب اللوز الذي دعا إلى رحيل العلمانيين" خلال المظاهرة أمام السفارة الفرنسية بتونس ، “فتونس هي للعلمانيين كذلك وأن تكون في السلطة يفرض عليك أن تتصرف كرب أسرة". وتوقع مورو أن تترك حركة النهضة الإسلامية السلطة في غضون الأشهر القليلة المقبلة، لأن “مكان النهضة هو في المعارضة التي قضت فيها 20 عاما، وأن الشعب التونسي لم يعد يرغب في استمرارها، وأنه يلزم انتظار مرور بعض الوقت حتى يمكن نسيان الأخطاء التي ارتكبتها الحركة “. وقال مورو إنه يأمل في ظهور جيل جديد في الحركة الإسلامية يمكن أن يجمع بين الإسلام والحداثة، لأن المشكل في تونس ليس بين الإسلام والعلمانية وأن الحل في الحداثة، “فهل في استطاعتنا الجمع بين الإسلام والديمقراطية"؟ يتساءل شيخ حركة النهضة الذي قضى سنوات طويلة في سجون النظام السابق. ق.و