أدخلت المعلومات الأخيرة المتداولة بشأن السلالة الجديدة والطفرة الجينية لفيروس كورونا المكتشفة في بريطانيا الجزائريين في دوامة وجعلت مخاوفهم تتجدد في ظل الحديث عن فقدان السيطرة على الفيروس القديم – الجديد. وما إن لاحت الآمال للتخلص من الفيروس والقضاء عليه بتطوير لقاح مضاد إلا وعاودنا الرجوع إلى نقطة الصفر والتخبط في وضعية أعقد وأسوأ من سابقتها. ويوضح المختص النفسي، خالد كدّاد، ورئيس النقابة الوطنية الجزائرية للنفسانين، أنّ غالبية الجزائريين يعانون قلقا وتوترا مضاعفا بعدما كانوا يأملون انفراج الأمور مع صدور القرارات الأخيرة المتعلقة باقتناء اللقاح المضاد لكورونا، محملا المسؤولية لمنظمة الصحة العالمية التي فشلت في تسيير الاتصال والإعلام خلال هذه الأزمة الصحية الاستثنائية. وقال كداد: "الجميع كان متفائلا جدا باقتراب انتهاء الأزمة غير أن الإعلان عن الإشكال الجديدة لفيروس كورونا أعادنا إلى نقطة الصفر وذكرنا ببدايات الأزمة من يوهان الصينية". وتحدث كداد عن التأثيرات السلبية لهذه المخاوف ومساهمتها في إضعاف المناعة النفسية التي تؤثر بدورها على البنية الدفاعية للجسم وبالتالي، الحيلولة دون الاستجابة للعلاج الموصى به وأحيانا قطعه طالما أن الشخص يعتقد أنه لا جدوى له، حيث صرح: "هذه الأزمة الصحية سببت انعكاسات سلبية على الصحة النفسية في ظل المعلومات المتغيرة والمتجددة وعدم الاستقرار وتعطل الحياة من كل المناحي الاقتصادية والاجتماعية والنفسية ما جعل العيش في مثل هذه الظروف مستحيلا". واستطرد كداد: "أثبتت عدة دراسات علمية وجود علاقة بين التوازن النفسي وزيادة المناعة النفسية والجسدية، وبالتالي تعجيل الشفاء، فعندما يضطرب المريض ويدخل في دوامة الهلاك والموت يواجه مصيرا مجهولا فتضعف مناعته وتنعكس على بنيته الدفاعية الجسمية، ويصبح غير قادر على حماية نفسه، نافيا وجود أي دراسة إحصائية تتعلق بنسب معينة أو أرقام أو معدلات، ماعدا بعض الملاحظات الإكلينيكية، وقد يؤدي ضعف المناعة النفسية والاضطراب النفسي إلى التخلي عن العلاج والتهاون في متابعته. وتحدّث كدّاد عن جهود المختصين النفسانيين للتكفل بمرضى كوفيد 19 بالمستشفيات أو المتواجدين في الحجر الصحي بالإضافة إلى أهلهم وذويهم، مركزا على أهمية الدعم العائلي والاجتماعي الذي يعزز حظوظ الشفاء ويعجّلها، وأشار كدّاد إلى المتابعة النفسية عن بعد عن طريق الإصغاء بالنسبة لحالات نحول ظروفها دون الالتحاق بالمستشفيات أو عيادات المختصين. ووضح المختص النفسي أكثر حيث قال إن "بعض الناجين من المرض يشعرون بتأنيب وعذاب الضمير في حال توفي أحد أقربائهم المرضى ويلازمهم هذا الإحساس مدة طويلة مؤكدا أنها أحاسيس تسجل في الأزمات الحادة والجماعية، وتسعى فرق المتابعة النفسية لمساعدتهم على تجاوزها بسلام". الدكتور ملهاق: اطمئنوا السلالة الجديدة زادت سرعتها ولم تزد خطورتها طمأن البروفيسور محمد ملهاق الدكتور البيولوجي السابق بمخابر التحليلات الطبية والباحث في علم الفيروسات أن فعالية اللقاح المطور من قبل بعض المخابر العالمية ضد فيروس كوفيد تخضع لاحتمالين أو فرضيتين الأولى تتعلق بان العلماء اخذوا بالحسبان هذه الطفرات الجينية البسيطة وصنعوا لقاحاتهم وفق ذلك، وبالتالي، فإن اللقاح فعال ضدها في كل الأحوال، والثانية هي أن الطفرة إذا كانت كبيرة وقوية يلجأ العلماء إلى تحوير اللقاح وتطويره وفق المعطيات والمؤشرات الجديدة وهذا ما صرح به مدير مخبر بيونتيك الذي أكد انه في غضون 6 أسابيع سيطور اللقاح ليستجيب لمحاربة السلالة الجديدة وهذا هو نفس المبدأ، يقول الدكتور ملهاق، المعمول به في اللقاحات المضادة لفيروس الأنفلونزا الموسمية متعدد الطفرات. وذكر المختص بأن السلالة الجديدة للفيروس طورت من سرعتها بينما الأعراض والتشخيص لم يختلف وحتى درجة الخطورة التي تعد المؤشر الأساسي لم ترتفع وهذا دوما بحسب المعطيات العلمية المقدمة من مخابر "بيونتيك". وأردف الباحث في علم الفيروسات انه علميا في علم الفيروسات كلما تطور الفيروس أثناء انتقاله من فرد لآخر ومن مجموعة لأخرى تحدث غلطات في القراءة، وبالتالي، يصبح لدى العلماء معيارين سرعة الانتشار ودرجة الخطورة وعلى العموم فإن الفيروسات تقل وتنقص خطورتها وهذا ما وقف عليه العلماء خلال تجاربهم السابقة في علم الفيروسات من خلال دراسات موثوق بها. خياطي: الفيروس غير تركيبته الجينية 12 ألف مرة وإلى ذلك أكد البروفيسور مصطفى خياطي رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث "فورام" أنّ نقاشا علميا دوليا كبيرا يجري الآن بخصوص فعالية اللقاح المطور ضد فيروس كورنا من قبل بعض المخابر، غير أن أغلب المؤشرات تشير إلى نجاعة اللقاح ضد السلالة الجديدة، وأشار خياطي إلى أن الفيروس غير من تركيبته الجينية 12 ألف مرة منذ ظهوره، غير انها تغيرات خفيفة وبسيطة. وأضاف خياطي أنّ الدراسات الجارية تؤكد أن الطفرة الجديدة سريعة الانتشار وغيرت من تركيبتها المفتاحية للدخول للجسم وضاعفت فرصها، ومؤشرات خطورة السلالة الجديدة تتعلق أساسا بعدد الوفيات والحالات المتواجدة في الإنعاش، ومعرفة كل هذه التفاصيل يتطلب وقتا اضافيا، وبامكان اللقاح اذا كان ناجحا حماية الأشخاص من تهديدات فيروس كوفيد19. ويؤكد رئيس الفورام أن أول ظهور للسلالة الجديدة كان في جنوب المملكة المتحدة ثم ظهر بعدها في جنوب إفريقيا وفي عدد من الدول الأوروبية.