أكد رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث البروفيسور مصطفى خياطي، أن توفير اللقاح قريبا في الجزائر، لا يعني القضاء تماما على الفيروس، موضحا أن الخطر لن يزول إلا بتسجيل صفر إصابة. حذر البروفيسور خياطي في تصريح خص به «الشعب»، المواطنين من التهاون وعدم الاستمرار في الالتزام بإجراءات الوقاية اللازمة المتعلقة بارتداء القناع الواقي والتباعد الجسدي والنظافة اليومية حتى بعد توفر اللقاح المضاد للفيروس، معتبرا أنه غير كاف لمحاربة هذا الوباء وزوال الخطر نهائيا. وأوضح رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث، أن استفادة الجزائريين قريبا من اللقاح المضاد لكورونا، يعد مؤشرا إيجابيا ووسيلة هامة للتحكم في خطورة الوضع الوبائي والتقليل من حصيلة الإصابات ومعدل الوفيات ولكن لا يعني زوال الفيروس والقضاء عليه تماما. وبحسب محدثنا، فإن جلب اللقاح إلى الجزائر يتم بعد مفاوضات تقوم بها الحكومة على أفضل الأسعار للحصول عليه بأخفض ثمن والتحقق من سلامته، مع توفير مختلف وسائل وإمكانات تخزين اللقاح الذي يحتاج الى سلسلة حرارة أقل من 70 درجة، بالاضافة الى أن المخابر العلمية التي اختارتها المنظمة العالمية للصحة من بين 20 مخبرا حقق نتائج جيدة لتسويق منتوجها، مطالبة بتبرير فعالية وسلامة اللقاح بالدراسات العلمية. المخابر تعتمد إعلانات دعائية أكثر منها علمية يرى البروفيسور خياطي، أن المخابر العالمية المنتجة للقاح المضاد لفيروس كورونا تعتمد أساسا على الإعلانات الدعائية للمنتوج وتفتقد الى دراسات علمية، تؤكد مدى نجاعة اللقاح في تأمين الحماية للشعوب. وعن فعالية اللقاح المضادة لفيروس كورونا، أجاب أن المعلومات المتداولة حول نسبة الحماية التي يوفرها اللقاح إلى حد الآن غير دقيقة، كونها صادرة من المخابر المنتجة له والتي تسعى إلى الترويج والإعلان عن منتوجاتها فقط، مشيرا الى أهمية إجراء دراسات علمية تثبت مدى فعالية اللقاحات وتركيبته الحقيقية وتقدم إلى المنظمة العالمية للصحة والهيئات الدولية للصحة وعلى إثرها يتم اختيار النوع الجيد. فيروس كورونا يمكن أن يصبح موسميا ويستمر لسنوات قال البروفيسور خياطي إنه من المحتمل أن تصبح كورونا فيروس موسمي يستمر في السنوات القادمة مع توفير اللقاح المضاد له في الصيدليات كالأنفلونزا الموسمية والمواطن لديه حرية اختيار القيام به من عدمه مضيفا أن توفره الآن بعد أشهر من البحث والتجارب والتنافس بين المخابر الدولية سيحدث الفارق وسيقضي على مخاوف الشعوب من هذا الفيروس الجديد. وأشار الى أن بعض العلماء والباحثين يعتقدون أن الفيروس ستتغير تركيبته الجينية ولكن الحقيقة لم تتأكد بعد في ظل عدم وجود المعلومات الكافية عن الفيروس ولا نعلم اذا اللقاح سيوفر في كل مرة حماية فعالة من الإصابة بالفيروس. الأولوية لعمال الصحة في أخذ اللقاح في رأيي، فإن ثلاث فئات يجب أن يخضعوا للقاح كأولوية وهم عمال الصحة من طواقم طبية وشبه طبية، نظرا لاحتكاكهم الدائم بالمرضى والحالات الخطيرة وكبار السن والمصابين بأمراض مزمنة والنساء الحوامل وذوي المناعة الضعيفة الأكثر عرضة للإصابة بمضاعفات الفيروس. جمع المعلومات حول الفيروس وتطوره مع اكتشاف اللقاح، لا يعني عدم الاستمرار في الالتزام بالإجراءات الوقائية، يجب أن تبقى سارية المفعول إلى غاية زوال الوباء. الجزائر لا تعيش موجة ثانية للفيروس نفى رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث، أن تكون الجزائر في موجة ثانية من تفشي الفيروس، قائلا: «لسنا في موجة ثانية وهذا المصطلح خاطئ وإذا اعتمدناه فإننا في الثالثة، نظرا لانتشار الفيروس في بداية شهر مارس وبعدها ارتفع عدد الإصابات أكثر في شهر جوان، قبل أن يأخذ الوباء منحنى تصاعديا منذ شهر سبتمبر. لكن من الناحية العلمية، فإننا مانزال نعيش الموجة الأولى، كون الإصابات لم تنخفض بدرجة كبيرة لتصل إلى الصفر وبعدها ترتفع. وأرجع ارتفاع حصيلة الإصابات في الفترة الأخيرة إلى طبيعة الفيروس الذي يتغير وينتقل من منطقة إلى أخرى حسب الشروط المواتية له، بالإضافة إلى التخفيف من الإجراءات الاحترازية الصارمة، خاصة بعد قرار استئناف الدخول الاجتماعي وتنظيم التجمعات السياسية والأمر لا يتعلق بالجزائر فقط وإنما حتى الدول الأخرى، على غرار أوروبا التي شهدت ارتفاعا قياسيا للوباء مؤخرا بسبب الانفتاح وتقليص الحجر في أواخر جوان. وقال إن القضاء تماما على الفيروس يكون عند تسجيل صفر حالة وهو ما لم يتحقق إلى حد الآن.