كشفت دراسة أعدتها قيادة الدرك الوطني حول نشاط شرطة وحدات حرس الحدود على المستوى الوطني أن السداسي الأول من السنة الجارية سجل بروز ظاهرة تهريب الأسلحة و المواد المتفجرة بالحدود الغربية للبلاد رغم " أن الكمية المحجوزة خلال هذه الفترة لم تكن كبيرة" حسب الدراسة. حيث تمثلت في حجز 4 بنادق صيد ،800 لغم مضاد للأفراد ، 400متر من االفتيل البطىء المشتعلة ،54 خرطوشة عيار 12 و 16 مم و حامل ذخيرة و ذلك بولايتي عين تموشنت و تلمسان فقط ، إلا أنها أشارت إلى أن ذلك مؤشر عن وجود شبكات محتملة تنشط في مجال تهريب السلاح و المتفجرات على الحدود الجزائرية المغربية. الحدود المغربية ..من هنا تمول " القاعدة" و يهرب الموت إلى الجزائر و توصلت الدراسة إلى لجوء المهربين في الأشهر الأخيرة لهجر مركباتهم و سلعهم عند محاولة توقيفهم "حتى لا يتعرضوا للمتابعة القضائية و الحبس" في ظل تشديد العقوبات بناء على القانون الخاص بمكافحة التهريب و أصبحوا يعتمدون أكثر على الدواب في نقل المواد المهربة و سجلت الدراسة إرتفاعا لافتا تهريب المواد الغذائية المدعمة من طرف الدولة إلى الخارج يتصدرها الحليب بنسبة 160 بالمائة. و كان اللواء أحمد بوسطيلة قائد سلاح الدرك الوطني قد كشف قبل يومين عن فتح 160 مركز حدودي بالجهة الغربية للبلاد ما يعكس المساعي لضمان تغطية أمنية شاملة على الحدود الجزائرية المغربية التي تحولت إلى منفذ مهربي المتفجرات إثر تحقيقات أمنية كشفت أن المتفجرات المستعملة في إعتداءات الأربعاء الأسود دخلت عبر المغرب . و كانت قوات الجيش من جهتها قد أحبطت في جوان الماضي محاولة تهريب 2500 لغم مضاد للأفراد عبر حدود المغرب الشرقية إلى الجزائر في أكبر محاولة لتسريب المتفجرات إلى معاقل الإرهابيين بوسط البلاد وحصلت مصالح الأمن على معلومات ومعطيات تؤكد تحويل شبكات تهريب المتفجرات لنشاطها من التعامل مع الصيادين، الذين يستعملون الديناميت في أعالي البحار لاصطياد السمك، إلى التعامل مع الجماعات الإرهابية. كما تأكد أن هذه المتفجرات دخلت إلى مدينة مغنية الحدودية من المغرب.و كانت مصادر أمنية إشتغلت على التحقيق في الإعتداءات الإنتحارية بينت أن الشاحنات التي استعملتها الجماعات الإرهابية في التفجيرات التي استهدفت مراكز أمنية بولاية بومرداس قبل عملية 11 أفريل، دخلت عن طريق شبكات التهريب من المغرب و أن الإرهابيين الذين تجندوا لاحقا في صفوف " القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي " (الجماعة السلفية للدعوة و القتال ) تسللوا من الحدود المغربية. و أشارت الدراسة التي تضمنت مقارنة بين نشاط حرس الحدود خلال السداسي الأول من السنة الجارية و نفس الفترة من العام الماضي وردت إلى " الشروق " نسخة منها من خلية الإتصال بقيادة الدرك ، أن الوقود يبقى يتصدر المواد المهربة إلى خارج الحدود حيث عرفت النسبة المحجوزة إرتفاعا ب70 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي و قدرت الكمية ب451.450 لتر خلال 6 أشهر أغلبها غرب البلاد و تمثل الكمية المحجوزة بولاية تلمسان نسبة 86 بالمائة من المجموع الوطني كما عرفت المواشي الجزائرية المهربة إلى تونس التي حجزها حرس الحدود الشرقية إرتفاعا بنسبة 64 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي حيث تم حجز 619 رأس ماشية خاصة الخرفان و أوضحت الدراسة أن إرتفاع تهريب الماشية الجزائرية إلى تونس يعود لتراجع أسعارها في الجزائر مؤخرا ورافق ذلك تراجع في تهريب الصوف من تونس إلى الجزائر بنسبة 21 بالمائة بحجز حوالي 4 أطنان من الصوف و هو رقم يبقى رهيبا إرتفاع تهريب الحليب ب160 بالمائة و"تصدير "رهيب للدواء الجزائري وقام حرس الحدود خلال الفترة الممتدة من شهر جانفي إلى جوان الماضي بحجز 12008 علبة حليب بزيادة 160 بالمائة و هي السلع المدعمة من طرف الدولة و كانت بلادنا قد عرفت أزمة حليب مقابل إنخفاض في المواد الغذائية الأخرى ب47 بالمائة كما سجل على صعيد آخر إرتفاع في تهريب المواد المعلبة من الحدود إلى الجزائر أهمها علب السردين مصدرها من المغرب حيث تم حجز55 ألف علبة في 6 أشهر . و تحولت شبكات التهريب إلى تهريب الأدوية" نظرا للإقبال عليها و توفرها في السوق الجزائرية و إنخفاض أثمانها " حيث حجز حرس الحدود الجنوبية 2514 علبة "سيليستين " و 503 " آرسيفوريل " ووصفت الدراسة كمية الأدوية المهربة ب" المرتفعة جدا" . و إذا كانت شبكات التهريب " تصدر" موادا ذات منفعة إلا أنها على صعيد مناقض " تستورد" سموما و مواد قاتلة و مدمرة حسب الدراسة بين أيدينا ، و خلال السداسي الأول من السنة الجارية حجز حرس الحدود 170.108 كغ من الكيف المعالج بإرتفاع أيضا مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي و تشير الدراسة إلى أن " الكمية المحجوزة لا تعكس الكمية المتداولة واقعيا " لكن الكمية المحجوزة تبقى جزءا فقط و يتم إستغلالها في التحري و التحقيق .و مقابل ذلك ، عرف تهريب السجائر من موريتانيا و المشروبات الكحولية من المغرب تراجعا بين 12 و 23 بالمائة . أحمرة و بغال و سيارات مزورة و أخرى تم كراءها.. وسائل التهريب الجديدة و حجز حرس الحدود في إطار مكافحة التهريب 355 دابة من أحمرة و بغال و هي " وسائل النقل " الجديدة التي أصبحت تعتمدها شبكات التهريب لتمرير سلعها عبر مسالك وعرة بعد تضييق الخناق عليها في الطرقات و تكثيف الدوريات المتنقلة و إنتشار أفراد حرس الحدود بمسلك المهربين و هو ما يفسر إرتفاع عدد الدواب المحجوزة(355 دابة) ب31 بالمائة .و لم يشر التقرير إلى عدد المركبات المحجوزة في إطار مكافحة المهربين و فسرت الدراسة إنخفاض عدد المهربين الموقوفين بفرارهم و هجر سلعهم في ظل تشديد العقوبات ضد المهربين حيث يوضعون تحت النظر قبل إحالتهم على العدالة بعد أن كانوا يستفيدون من الإفراج إلى غاية محاكمتهم و لجأ المهربون حسب تحقيقات أمنية إلى كراء سيارات من وكالات كراء السيارات أو إستعمال سيارات مزورة و مسروقة في تهريب المخدرات لعدم تحديد هوياتهم. نائلة.ب: [email protected]