"ريفيون" 2020 لا يشبه أي "ريفيون" في تاريخ الجزائر المستقلة، فقد تغير الزمن بفعل الوباء الفتاك، ويكفي تذكر قرابة ألف راحل ومئة ألف مصاب بفيروس كورونا في بلادنا، لنعرف بأن "ريفيون" هذا العام سيكون مختلفا حتى بالنسبة للذين كانوا يتشبثون بالاحتفال، ويعتبرونه تقليدا لا يمكن التضحية به.. حتى الحوانيت والمكتبات التي تعوّدت على بيع كل ما له علاقة بهذه الاحتفالية القادمة من بلاد الغرب، بدت شاحبة نوعا ما ومن دون حركة كبيرة، فلا هدايا ولا دببة ولا دمى مستوردة ولا بطاقات، بل مجرد تواجد رمزي حتى لا تضيع المناسبة وكأنها لم تكن. مواطنون من معتنقي هذه الاحتفالية قرروا نقلها بالكامل من الصالونات والصالات والقاعات الفاخرة والفنادق ومن تواجدهم أمام مقام الشهيد للتمتع بالألعاب النارية، إلى بيوتهم الضيقة، فاشتروا "بالونات" كبيرة وملونة، ونفخوها واشتروا الكثير من الألعاب النارية الخفيفة وقرروا نقل المشهد إلى بيوتهم مع الكثير من الحلوى والمرطبات والشكولاطة المحلية مع كعكة "لابيش"، وسيتابعون كما جرت العادة الألعاب النارية التي ستنطلق من أبراج دبي بالإمارات العربية المتحدة المنقولة عبر الفضائيات، وفي المقابل ستكون وسائط التواصل الاجتماعي متنفسا لهم لتبادل التهاني وضرب موعد ل 31 ديسمبر من سنة 2021 لتعويض هذا المفقود الذي ضحوا به إجباريا وليس طوعا. بعض العائلات والأصدقاء اتفقوا على الاحتفالات الجماعية، خاصة الذين يمتلكون فيلا وبيوت شاسعة الأرجاء، ومنهم من تمكن من اصطياد بعض الفنانين حتى ينقل أجواء الخارج إلى الداخل ولا يضيع ما تعوّد على القيام به في السنوات السابقة ما قبل فيروس كورونا.