احتفل الجزائريون بليلة رأس السنة الميلادية الجديدة، كغيرهم من شعوب العالم، وان اقتصرت سهرات الفنادق والخيمات على الأثرياء. فإن العديد من أبناء الطبقة المتوسطة توجهوا نحو المراكز التجارية الكبرى للترويح عن النفس والبحث عن الترفيه بأسعار في المتناول. مع اقتراب عقارب الساعة من التاسعة ليلا، لم يكن سهلا أن تجد لك موطئ قدم في مركز باب الزوار التجاري، بسبب التوافد الكثيف للزوار، ورغم الجو البارد، إلا أن ذلك لم يمنع عائلات بأكملها من الخروج لقضاء اللحظات الأخيرة من سنة 2013، برفقة الأطفال وتناول وجبة العشاء أو المثلجات خارج المنزل والتجول بين المحلات التي أبقت أبوابها مفتوحة إلى ساعات متأخرة. أما بالمساحة التجارية “أونو” فكان الحصول على كعكة رأس السنة “لابيش”، إلا لمن استطاع إليه سبيلا، ليس بسبب ثمنها وإنما للتدافع الكبير للزبائن عليها، وكما قال مراد يشتغل بقسم المرطبات “يا أخي ما لحقناش”. ونفس الأجواء كانت بساحة المركز التجاري “أرديس” فلا نسمات البحر الباردة ولا الرطوبة منعت العائلات من احتلال الطاولات التي توسطتها كؤوس الشاي والمكسرات، في وقت شكّل مجموعة شباب كبيرة كانت تعزف على القيثارة”، شاركناهم الجو لمدة 10دقائق وفي تلك الأثناء تبادلنا أطراف الحديث مع عمر الذي علق ضاحكا "الله غالب هذا هو الريفيون تاع الزوالية”. أما بالفنادق الكبرى والخيمات فلم يكن الجو عاديا، خاصة تلك التي استقطبت ألمع نجوم الغناء وبلغت تكلفة الدخول إليها 30 ألف دينار للشخص الواحد، في حين عمد آخرون إلى تنظيم حفلات عائلية، لكنهم في الأخير أجبروا على بيع التذاكر للشباب بسبب نقص إقبال العائلات. دبي تخطف أنظار العالم كانت كل الأعين مشدودة ليلة رأس السنة نحو دبي التي دخلت كتاب “غينيتس” للأرقام القياسية، بعد إطلاقها ل 440 ألف طن من الألعاب النارية التي أضاءت سماء الخليج لمدة 6 دقائق. وشهدت دبي توافد مليوني شخص على برج خليفة وجزيرة النخلة جميرا لمشاهدة الألعاب النارية التي تكفل 200 فني بإعدادها وبنيويورك أنزلت الكرة البلورية العملاقة ببطء كالعادة في ساحة تايمز سكوير، حيث تجمّع نحو نصف مليون شخص، بينما تبادل نحو 2,3 مليون شخص القبل على شاطىء “كوباكابانا” بالبرازيل في أجواء من الموسيقى والاحتفالات. أما في روسيا، فقد شهدت الساحة الحمراء في موسكو احتفالات كبرى كما كان الآلاف على موعد مع احتفالات رأس السنة عند بوابة براندنبرج في برلين وفي لندن تجمع الآلاف أمام ساعة بيغ بان إيذانا بانطلاق العام الجديد، كما أضاءت الألعاب النارية عجلة “عين لندن” الشهيرة عند منتصف الليل بحضور الآلاف من المحتفلين. وبعاصمة الجن والملائكة باريس تجمّع أكثر من 300 ألف شخص في جادة الشانزيليزيه وسط مراقبة أمنية مشددة تولاها حوالي تسعة آلاف شرطي ورجل إطفاء وعسكري. وفي البندقية تجمّع آلاف الأشخاص مرتدين الأبيض في ساحة القديس مرقص للإحتفال بالعام الجديد مع احتفالات موسيقية وعروض بالألعاب النارية.و كانت سيدني العاصمة الاسترالية أولى المدن الكبرى التي تستقبل العام الجديد باحتفال مبهر بالألعاب النارية. وأضاءت سبعة أطنان من المفرقعات سماء سيدني راسمة أشكالا فنية بألوان متعددة، بعضها تم ّإطلاقه من على مقربة من أوبرا سيدني الشهيرة للمرة الأولى منذ أكثر من عشر سنوات. وبجنوب إفريقيا، خصصت مدينة كيب تاون تكريما لنيلسون مانديلا الذي توفي في الخامس من ديسمبر مع حفلة موسيقية وألعاب نارية وعرض بتقنية ثلاثية الأبعاد لصور تستعيد حياة بطل مكافحة نظام الفصل العنصري الحائز جائزة نوبل للسلام. في المقابل،حظرت السعودية أي احتفال برأس السنة الميلادية الجديدة، حيث منعت هيئة، الأمر بالمعروف أي مظاهر احتفالية في هذه المناسبة.