انتشر، مؤخرا، فيديو لسيدة في العقد السادس من عمرها، وهي تبكي بحرقة خلاله، متهمة ابنها الوحيد بأنه طردها من المنزل الذي اشترته له وكتبته باسمه، متهمة شقيقها كذلك بالتخلي عنها، ورميها لتبيت في الشارع. السيدة التي أبكت كل من شاهد الفيديو الخاص بها، تضامن معها الشعب الجزائري في كل أنحاء الوطن، وحتى خارجه، ليصل الأمر إلى تبني مجموعة من شباب بلدية الرمشي، ومتطوعين من تلمسان قضيتها، حيث باشروا رحلة البحث عن عائلة تأوي السيدة، في حين أبدى الشباب استعدادهم لتنظيم حملة تطوعية من أجل بناء مسكن لائق للسيدة، التي اختارت توقيتا مثاليا للظهور عبر مواقع التواصل الاجتماعي خلال الفترة التي شهدت ولاية تلمسان تساقطات مطرية وحتى ثلوجا، وهو الأمر الذي زاد من تضامن الجميع معها. بداية المفاجأة كانت من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، أين أبدى عدد من ساكنة مدينة الرّمشي التي لا تبعد عن تلمسان سوى بكيلومترات قليلة، تفاجؤهم من ظهور هذه السيدة التي يعرفونها، مؤكدين بأن هذه المرأة من ذوي السوابق القضائية، كما أنها متورطة في قضايا سرقات وحتى اختطاف. لتتوالى المفاجآت في قضية السيدة التي عرفها الجميع وتضامن معها، حيث وخلال محاولة أحد الفاعلين الخيرين في المجتمع التلمساني مرافقتها نحو الطبيب من أجل إجراء فحوصات، تفاجأ بتوقيفه من طرف مصالح الأمن التي اقتادتهما نحو مقر الأمن الحضري وهناك كانت المفاجأة الصادمة، فعند التحقق من هوية المرأة تبيّن أنها متابعة ومحل أوامر بالقبض في ثماني قضايا، بتهم تتعلق بالنصب والاحتيال وخيانة الأمانة والتزوير واستعمال المزور. ليتم التحفظ عليها، قبل إنجاز ملف قضائي وتقديمها بموجبه أمام نيابة الاختصاص. واستغلّت الموقوفة هذه الفترة التي تعرف فيها بلدية الرّمشي عمليات ترحيل لساكني البيوت القصديرية، مع توزيع قطع أرضية على ساكنة أحياء فوضوية أخرى، من أجل الخروج بهذا الفيديو في محاولة منها للحصول على سكن اجتماعي أو حتى قطعة أرضية. لكن خطتها التي نجحت في اللعب على وتر العاطفة وتضامن الجزائريين سرعان ما انكشفت لتكون نهايتها الزج بها في السجن في انتظار محاكمتها، في حين عاد كل من تضامن معها ليبدي ندمه، وسط تساؤلات وحيرة كبيرة، إلى درجة أن البعض أضحى يتساءل، كيف سنصدق الآن؟ في حين عبّر ناشطون جمعويون عن خيبة أملهم، خاصة أن حبهم لفعل الخير كاد أن يورط زميلا لهم يشهد له كل من يعرفه بالطيبة وحسن الخلق ومبادرته للعمل الخيري. كما أبدى آخرون حيرتهم كيف لامرأة تبلغ من العمر 63 سنة، أن تنجح في الضحك على الشعب الجزائري برمته من خلال فيديو تبكي من خلاله وتروج لمشهد لا صلة له بالواقع، كما توجد حالات كثيرة مماثلة لعائلات اتخذت من مرض أبنائها سجلا تجاريا تجمع من خلاله أموالا باهظة بحجة العلاج، رغم أن حالات أبنائهم ميؤوس منها. في حين أن البعض وبدل الاكتفاء بجمع ما يحتاجه من أموال، فإنه يترك المجال مفتوحا لتحقيق أرباح ولو على حساب صحة أبنائه أو زوجته أو والديه.