كشف ويليم دو ماير، المدير المكلف بالتنقيب الأول في الكارتل الأسترالي النرويجي، "شتات أويل بي آش بي بيليتون" الناشط في مجال الاستثمارات الطاقوية، أن تأجيل فتح أظرفة "مشروع تينهرت" بعين امناس لإنتاج الغاز المسال في الجزائر ،يعود إلى "أسباب تقنية"، حسب التبريرات التي قدمتها الحكومة الجزائرية. وأوضح ويليام دو ماير في تصريح أدلى به في مدينة كاب تاون بدولة جنوب إفريقيا، لوكالة رويترز للأنباء، أن فتح أظرفة هذا المشروع، الذي يعد الأكبر في تاريخ الجزائر حسب ما هو مخطط له، كان مقررا في نوفمبر من سنة 2006، قبل أن يؤجل إلى النصف الأول من سنة 2007، ثم مرة أخرى إلى أجل غير معلوم، ما دفع بالمتتبعين إلى الاعتقاد بأن "مشروع تينهرت" مهدد بالتوقف، بسبب تكلفته الباهضة على حد تعبير وزير الطاقة والمناجم شكيب خليل. ويقع حقل تينهرت الذي يعتقد أنه يتوفر على كميات هائلة من الغاز والنفط، على بعد 60 كلم شمال مدينة عين أمناس حنوب شرق البلاد. وتشير التقديرات الأولية إلى أن حجم احتياطه من الغاز يتراوح ما بين 80 و90 مليار متر مكعب. فيما يتضمن المشروع الاستثماري المؤجل، انجاز مصنع لإنتاج الغاز المسال، بقيمة تقدر بثلاثة ملايير دولار، وبطاقة إنتاج تصل إلى 36 ألف برميل يوميا بميناء أرزيو غرب البلاد. وبحسب وزير الطاقة والمناجم فقد تلقى المشرفون على المشروع، ثلاث عروض منذ إطلاق المناقصة الدولية في أفريل من سنة 2005، تقدمتهم الشركة الهولندية "روايال دوتش شل"، والكارتل الأسترالي النرويجي شتات أويل بي آش بي بيليتون، والمجمع الأمريكي الجنوب إفريقي ساسول سوفرون، الذي لم يلبث أن سحب عروضه، في خطوة وصفت من قبل المتتبعين بأنها جاءت نتيجة للتعديلات التي أدخلت على قانون المحروقات الجديد، لاسيما ما تعلق منها بالضريبة على أرباح الشركات الناشطة في قطاع المحروقات. وقدم الكارتل المتكون من بيتروسا الجنوب إفريقية وبي آش بي بيليتون الأسترالية عرضا بقيمة 1.4 مليار دولار، من مجموع أربعة ملايير دولار تشكل القيمة الإجمالية للمشروع، الذي قال شكيب خليل إنه تم تأجيله ولم يلغ، نظرا للعروض المقدمة، مشيرا إلى أن التحجج بارتفاع تكلفة المشروع من قبل الشركات التي تقدمت بعروض للفوز بالصفقة، يبقى غير مبرر من الناحية الواقعية، بالنظر لوجود مشاريع مشابهة قيد الانجاز في دول أخرى، على غرار مشروع الغاز المسال بدولة قطر. وبسبب المشاكل المتعلقة بالتكاليف، يتخوف وزير الطاقة من حصول تأخر في إنجاز بعض المشاريع الموجود قيد الانجاز وحتى تلك التي ينتظر إطلاقها، غير أنه أشار إلى أن اتفاقات جديدة تم إبرامها مع شركاء جدد مثل روسيا والبرازيل تسير وفق ما كان مخطط لها، حيث أكد بأن الجزائر تبحث رفقة هاتين الدولتين عن استثمارات في دول أخرى، ولا سيما مع البرازيل التي تعتبر من الدول المتطورة جدا في مجال التنقيب في أعالي البحار. محمد مسلم: [email protected]