بدأ النظام الحاكم في المغرب حملة "مساومة وابتزاز"، للرئيس الأمريكي الجديد جو بادين، مبكرا وفور تنصيبه خلفا لدونالد ترامب، من أجل دفعه لتزكية قرار سلفه حول الصحراء الغربية، كشرط لتجسيد التطبيع مع الكيان الصهيوني. ونقل موقع "عربي بوست"، عن مصدر دبلوماسي مغربي، تأكيده "أن المغرب ينتظر، موقف الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن"، من قرار سلفه دونالد ترامب حول سيادته على الصحراء الغربية. كما ينتظر وفق المصدر نفسه، إتمام عملية فتح قنصلية الولاياتالمتحدة في مدينة الداخلة، كشرط ليُنفذ اتفاقيات التطبيع، أهمها فتح خط طيران مباشر بين تل أبيب والدار البيضاء. وكشفت المصادر ذاتها، أن المغرب أخر تنفيذ اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل إلى ما بعد تنصيب الرئيس الأمريكي جو بايدن، والتأكد من تبنيه للقرار الذي أصدره سلفه دونالد ترامب. وبحسب مصادر دبلوماسية مغربية، فإن موعد توقيت افتتاح مكتبي الاتصال في الرباط وتل أبيب لم يُحدد بعد، وإن الأيام الأولى من ولاية الرئيس الأمريكي الجديد، هي التي ستحدد طبيعة الخطوات المقبلة التي سيتخذها المغرب. في السياق ذاته، أشارت ذات المصادر إلى أن استئناف الرحلات الجوية بين المغرب والكيان الصهيوني، في ظل تفشي وباء فيروس كورونا المستجد غير ممكن، فضلاً عن أن ذلك يمنح المغرب حيزاً من الوقت لمعرفة موقف الإدارة الأمريكية الجديدة من هذا الملف. واعترفت هذه المصادر لأول مرة، بأن قرار فتح قنصلية أمريكية في مدينة الداخلة المحتلة، كان مجرد "فقاعة إعلامية وسياسية". وحسبها فإن زيارة "مساعد وزير الشؤون الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ديفيد شينكر، في 10 جانفي كانت لإحدى البنايات بالمدينة، اقترحها المغرب لكي تحتضن مقر القنصلية الأمريكية المرتقبة، دون أن يُعلن عن الافتتاح الرسمي لهذه المؤسسة الدبلوماسية". وجاءت هذه التطورات بالتزامن، مع مؤشرات عديدة، أظهرت أن إدارة الرئيس الأمريكي الجديد، بدأت مبكرا التنصل من قرار سلفه دونالد ترامب. ويمكن ذكر أهم هذه المؤشرات حول القضية في: 1- السحب المبكر للسفير الأمريكي ديفيد فيشر، من المغرب قبل أيام من وصول بايدن وسط تساؤلات حول الأسباب الحقيقية لإنهاء مهامه خصوصاً أنه كان قد تم تعيينه قبل عام بالضبط. 2- وصف مصدر كبير في إدارة بايدن في تصريح لصحيفة "واشنطن بوست"، قرار ترامب حول الصحراء الغربية، بأنه مناورة اللحظة الأخيرة، وأن مراجعة هذا الإعلان جارية وفقا لمصلحة البلاد. 3- تصريح وزير الدفاع الأمريكي الجديد، لويد أوستن، أمام مجلس الشيوخ بأن ملف الصحراء الغربية سيكون من بين المسائل التي سيعاد النظر فيها. 4- أرشفة قرارات ترامب المنشورة على واجهة موقع البيت الأبيض، وبينها إعلان الصحراء الغربية، فضلا عن مباشرة بايدن عمله بإلغاء عدد كبير من قرارات سلفه. وقبل أيام نشرت مجلة فوراين بوليسي، في مقال كتبه أكاديميون، 4 أسباب قالت إنها تجعل تراجع الرئيس الأمريكي الجديد جو بادين، عن قرار ترامب حول نزاع الصحراء الغربية، أمرا مرجحا، كونه أضر بمصالح البلاد وكذا بالقانون الدولي. وأوضحت أنه من الناحية النظرية، يمكن للحكومة المغربية أن ترد على الانقلاب الأمريكي بإلغاء علاقاتها الدبلوماسية الجديدة مع إسرائيل، لكنها ستدفع ثمنًا أكبر لمثل هذه الخطوة مما ستدفعه الولاياتالمتحدة. وأشارت إلى أنه على الرغم من أن أقلية صغيرة فقط من المغاربة (أربعة في المائة) تدعم تطبيع العلاقات مع إسرائيل، فإن نصف مليون يهودي مغربي يعيشون في إسرائيل لديهم علاقات طويلة الأمد مع بلدهم الأصلي.