استعجل السكرتير الأول لجبهة القوى الاشتراكية يوسف أوشيش، السلطة والطبقة السياسية في البلاد لفتح حوار وطني شامل تسخر فيه آليات التغيير الحقيقي بعيدا عما وصفه ب"الحلول الزائفة"، قائلا إن أي انتخابات ستنظم مستقبلا لن تشكل حلا للمعضلة الوطنية ما لم تتوفر على شروط أساسية على غرار رفع القيود عن الحريات وفتح المجال السياسي والإعلامي في البلاد. وقال يوسف أوشيش في كلمة ألقاها، السبت، على هامش تنصيب الهيئة الإدارية لفدرالية الجزائر، أن أي انتخابات ستنظم مستقبلا مهما كان مستواها وتصنيفها وأيا كانت فعالية وشمولية القوانين التي تتكئ عليها لن تشكل حلا للمعضلة الوطنية، وعليه فإن السلطة مطالبة بوضع إجراءات تضمن التهدئة وتساهم في توفير الأجواء لنجاح مثل هذه الاستحقاقات على غرار فتح المجالين السياسي والإعلامي ورفع القيود عن الحريات، مصرحا: "أي أجندة سياسية لا تأخذ بعين الاعتبار هذه العوامل والشروط المسبقة سيكون مآلها الفشل". وحسب السكرتير الأول للأفافاس فإن الوضع الحالي في البلاد يتطلب استعجال فتح حوار وطني واسع وتوافقي تسخر فيه آليات التغيير الحقيقي، بعيدا عن الحلول الزائفة غير محمودة العواقب، مضيفا "نعتقد بأن الوقت لم يفت لاستدراك الأمور ولم ينقض وقت العودة إلى مسار حقيقي بكل ما تملكه من مقومات بشرية طبيعية وتاريخية"، ويؤكد أوشيش أن الأفافاس لن يشارك في أي حوار مستقبلا بأعين معصوبة، فقد سبق له وأن استفاد من تجارب الماضي، وسيعمل هذه المرة – حسب تعبيره – على أخذ بعين الاعتبار المتغيرات التي شهدتها الجزائر سواء على الصعيد الداخلي أو الإقليمي قائلا: "لا حل للأزمة السياسية التي تعيشها البلاد إلى مباشرة حوار سياسي شامل وشفاف لصياغة خارطة طريق متفق عليها يمهد لبناء دولة الحق والمؤسسات"، ويرى يوسف أوشيش أن الحوار هو الحل الوحيد لتفويت الفرصة أمام الجهات التي تقود حملات لتقسيم البلاد وتسعى لبعث الفوضى في المجتمع. ودعا المتحدث مناضلي حزبه، إلى توحيد الصفوف وتجاوز الخلافات للذهاب نحو مؤتمر جامع بعيدا عن المصالح الضيقة التي لا تخدم – حسبه – مصالح الحزب ولا مصالح البلاد التي تواجه تحديات كبيرة على الصعيد الدولي والإقليمي قائلا: "حان الوقت لمراجعة كافة المسارات سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي". للإشارة، فقد قرر الأفافاس استدعاء المجلس الوطني للحزب للاجتماع في دورته العادية يوم الجمعة 5 فيفري المقبل في المقر الوطني للحزب.