كما كان متوقعا، تمتع الجزائريان جمال بلعمري وإسلام سليماني بأول 90 دقيقة وأول ظهور كأساسيين مع ناديهما الكبير ليون في مباراة سهرة الثلاثاء ضمن منافسة الكأس أمام أجاكسيو المنتمي للدرجة الثانية، ومع ذلك أقحم مدرب ليون غارسيا بعض نجوم الفريق مثل ديباي وحسام عوار وريان شرقي والحارس البرتغالي لوبيز، وكما كان متوقعا أيضا فقد سجل إسلام سليماني أول هدف بألوان ليون أتبعه بسجدة حمدا لله في وسط ميدان الملعب، وقدّم تمريرتين حاسمتين لديباي وشرقي، وحدث كل هذا في الشوط الأول، ولولا سوء الحظ لسجل سليماني ثلاثية، في مباراة كبيرة لعبها وأطلق فيها أنفاسا طوفانية محاولا أن يقول للمدرب غارسيا بأنه جاهز ويمكن الاعتماد عليه في المباريات القوية القادمة لفريق ليون الذي سيستقبل مونبيليي قبل التنقل إلى براست ومنها يطير إلى مارسيليا، في دوري فرنسي مفتوح على كل الاحتمالات حيث يحتل المركز الأول ليل بفارق نقطتين عن ليون وثلاث نقاط عن باريس سان جيرمان، ويأمل أنصار ليون في إحداث المفاجأة وإعادة ليون للألقاب مستغلين الهفوات التي يقع فيها باريس سان جيرمان هذا الموسم. ولم يختلف أداء جمال بلعمري عن سليماني حيث كان حصنا حقيقيا برغم تسببه في ركلة الجزاء التي أتت بالهدف اليتيم لفريق أجاكسيو، ولكن ما قدمه بلعمري من لعب رجولي وتركيز شديد طوال التسعين دقيقة، يستحق به مكانة أساسية في الدفاع، وبإمكان جمال بلماضي الاعتماد عليه من دون أدنى تخوف من نقص المنافسة، لأن ما قام به جمال بلعمري طوال المباراة لا يختلف عن أدائه البطولي والثابت خلال بطولة أمم إفريقيا، لكن المفارقة التي حدثت في هذه المباراة هي أن جمال بلعمري صاحب ال 31 سنة وسليماني صاب ال 32 سنة كانا الأكبر سنا في الفريق الذي شارك أمام أجاكسيو برفقة الحارس أونتوني لوبيز صاحب الثلاثين سنة، لكنهما الأكثر حركة ونشاطا وتحفيزا للاعبي الفريق. في السنوات الأخيرة تحدى الكثير من اللاعبين السن خاصة بالنسب للمهاجمين فالذي يتابع الدوريات الكبرى يرى تواجد لاعبين مشهورين يزيد سنهم عن سن سليماني، يحضرون أنفسهم من الآن للمشاركة في المونديال القادم، وأسعارهم في سوق التحويلات ما زالت مرتفعة وليست في متناول كل الفرق، بل وإن سعي الأندية الكبيرة لأجل الاستفادة من خدماتهم وخبرتهم مازال قائما وسيلتهب بالتأكيد في الميركاتو الصيفي القادم، وعلى رأسهم الظاهرة السويدية إبراهيموفيتش الذي اقترب من سن الأربعين وهو حاليا يقود الميلان لمغامرة تألق خرافية، وينافس على لقب الهداف في دوري يضم رونالدو. فمنتخب الأورغواي زوّد الكرة العالمية ومازال بلاعبين اثنين، هما نجم أتليتيكو مدريد سواريز ونجم مانشستر يونايتد كفاني، فالأول الذي نافس ميسي في الأهداف يبلغ من العمر34 سنة التي احتفل ببلوغها في 24 جانفي الماضي ومازال سعره مرتفعا جدا، وأحلام أتليتيكو مدريد مرتبطة به لحصد لقب الدوري الإسباني هذا الموسم، وهو في نفس سن مواطنه كافاني الذي سيحتفل بعيد ميلاده 34 في 14 فيفري الحالي وسيكونان في المونديال القطري بكل تأكيد، وفي إنجلترا يبلغ سن آغويرو 32 سنة، كما أن جيمي فاردي احتفل في الرابع من جانفي الماضي بعيد ميلاده 34 سنة ومازال يجوب الملاعب الإنجيلزية طولا وعرضا، ويحلم بتكرار ذكريات 2016 مع ليستر بالتتويج باللقب مرة أخرى، ولعب رابطة أبطال أوربا في الموسم القادم. ولو سافرنا خارج بريطانيا لوجدنا الوضع متشابها، فأقوى نادي في ألمانيا على الإطلاق بيارن ميونيخ، يضم لاعبين وهدافين كبار، حيث يبلغ الظاهرة البولونية ليفاندوفسكي نفس سن إسلام سليماني، فهو من مواليد صيف 1988، وحتى منافسه الدولي الألماني مولر بلغ من العمر 31 سنة، أما رفقاء عيسى ماندي في نادي بيتيس إشبيليا فإنهم مازالوا يحققون الانتصارات بفضل مهاجمهم المخضرم خواكين الذي يبلغ من العمر 39 سنة، وهو ما يجعل حلم سليماني ورفيقه جمال بلعمري في التألق وحجز مكانتهما في الطائرة المتوجهة إلى قطر في شتاء 2022 شرعيا على أمل الحصول على مزيد من المباريات مع فريق ليون، وقد تكون مباراة الثلاثاء هي التأشيرة التي تمنح اللاعبين فرصة الظهور كأساسيين قريبا. ب. ع