لا يمكن لنجم مارسيليا ماكسيم لوبيز، الانتظار مطولا لدعوة من المدرب الفرنسي للالتحاق بالديكة، فاللاعب الذي احتفل بعيد ميلاده الحادي والعشرين في الرابع من شهر ديسمبر الماضي، تيقن بأن مكانه في التشكيلة الفرنسية غير واردة إطلاقا في الأشهر القليلة القادمة، خاصة في وجود نجم من طينة مبابي، وأيضا لأن فريقه مارسيليا بعيد عن التألق، وهو ما أدخل اللاعب الإسباني الأب والجزائري الأم في روتين قاتل في نادي مسقط رأسه مارسيليا الذي صارت السنوات تتشابه بالنسبة للفريق الذي فقد الأمل بصفة نهائية لأجل الحصول على الألقاب المحلية فما بالك الأوروبية، في وجود ظاهرة باريس سان جيرمان. عرف المنتخب الجزائري في السنوات الأخيرة الاعتماد بالكامل على اللاعبين المولودين في فرنسا، وضم لاعبين من أمهات فقط جزائريات، ومنهم على وجه الخصوص الحارس الأسطوري رايس مبولحي، الذي هو من أم جزائرية وأب من الكونغو، وعندما تطلق الوالدان، عاش رايس مبولحي مع والدته واختار المنتخب الجزائري، بدلا من منتخب الكونغو أو فرنسا التي ولد في عاصمتها، كما اختار سفير تايدر جنسية والدته الجزائرية وليس جنسية والده التونسي، وكان لسفير شقيق يدعى نبيل تايدر اختار المنتخب التونسي، فقرر سفير اختيار جنسية أمه عكس شقيقه الأكبر، كما اختار اللاعب كادامور النجم السابق في نادي ريال سوسيداد، المنتخب الجزائري وليس منتخب والده الإيطالي الجنسية. غالبية الجزائريات المهاجرات اللائي تزوجن من أوروبيين في فرنسا، احتفظن بأبنائهن إلى جانبهن، ومنهن والدة ماكسيم لوبيز اللاعب الذي بدأ كبيرا وظاهرة كروية وتراجع في الفترة الأخيرة، وللأسف فإن والدة مبابي الجزائرية لم تستطع من إقناع ابنها من تقمص ألوان الخضر، لأن المنتخب الفرنسي أصرّ على عدم تضييعه، سواء للمنتخب الجزائري موطن والدته ولا إلى المنتخب المالي، موطن والده. يطمح أنصار مارسيليا في أن يحصل ناديهم على مركز يؤهله للمشاركة في رابطة أبطال أوربا فهو غير بعيد عن ليل وليون كثيرا، خاصة أن مارسيليا مازالت لحد الآن الفريق الفرنسي الوحيد الحائز على هذا اللقب الكبير، ويضم الفريق لاعبين معروفين ومنهم الحارس موندوندا والهولندي ستروتمونت والإيطالي بالوطيلي ويدربه الفرنسي غارسيا، وفي مثل هذه الظروف فإن تألف مارسيليا يبدو مستحيلا، وتطوير ماكسيم لوبيز لإمكانياته غير ممكن، ويتمنى محبو اللاعب في مشاهدته في نادي أوروبي كبير، خاصة في إنجلترا. لم يغادر ماكسيم لوبيز فريق مارسيليا الذي بدأ فيه مداعبة الكرة، وبدأ اللعب في المستوى العالي، في سنة 2013 وكان في السادسة عشرة من العمر، وضمه مارسليا مع الفريق الأول في خريف 2016 حيث لعب في أول موسم 2185 دقيقة، وسجل ثلاثة أهداف وقيل عنه في ذلك الوقت بأنه لاعب ظاهرة بإمكانه أن يضمن مركزا أساسيا مع المنتخب الفرنسي من الآن، ووجد ماكسيم لوبيز صعوبة في مغادرة مارسيليا بالرغم من العروض التي وصلته من إسبانيا وإيطاليا وإنجلترا، بل إن ريال مدريد وبرشلونة وضعاه ضمن اهتماماتهما، ولكن ماكسيم لوبيز في موسم 2017 / 2018 خفت نوره، ولم يسجل طوال الموسم أي هدف، فنساه الفرنسيون نهائيا في وجود باريس سان جيرمان وموناكو ونجومهما، وحتى هذا الموسم الذي شارك فيه باستمرار وبلغ لحد الآن 1223 لم يسجل فيه سوى هدف واحد فقط وهو دون طموحات صانع ألعاب. مازال ماكسيم لوبيز بعيد عن المنتخب الفرنسي، فهو لم يستدع سوى مرتين لمنتخب أقل من 20 سنة، حيث جاءته الدعوة لأول مرة في الثالث من نوفمبر 2016، وشارك في مباراتين وديتين الأولى كان فيها على مقاعد الاحتياط وفي الثانية تم إشراكه أساسيا، ولكن بعد ذلك، تم الاستغناء عن خدماته، وواضح بأن اللاعب يئس نهائيا من إمكانية منحه فرصة في الفريق الفرنسي، ولن يجد فرصة للتمتع باللعب لمنتخب وطني، سوى أصول والدته. ستكون مفاجأة كبيرة وسارّة لو أقنع جمال بلماضي هذا اللاعب في تقمص ألوان الخضر، وطريقة لعبه تتلاءم مع إسماعيل بن ناصر وآدم وناس ويوسف عطال ومحمد فارس، وجميعهم دون سن ال 22. ب. ع