هناك مغالطة تتبع المهاجم الجزائري، إسلام سليماني، تربطه بسنه التي بلغت الآن 31 سنة وسبعة أشهر، وهناك من يضعه ضمن اللاعبين الذين انتهت مدة صلاحيتهم، وحان الوقت لاعتزالهم اللعب دوليا على الأقل، ويسقط اسمه من الآن من مونديال قطر 2022 في حالة تأهل أشبال بلماضي، بالرغم من أن الذي يتابع الدوريات الكبرى يرى تواجد لاعبين مشهورين تزيد سنهم عن سن سليماني، يحضرون أنفسهم من الآن للمشاركة في المونديال القادم، وأسعارهم في سوق التحويلات ما زالت مرتفعة وليست في متناول كل الفرق، بل وإن سعي الأندية الكبيرة لأجل الاستفادة من خدماتهم وخبرتهم مازال قائما وسيلتهب بالتأكيد في الميركاتو الصيفي القادم. تمكن الطب والتحضير البدني في السنوات الأخيرة، من إطالة عمر اللاعبين عكس ما كان الأمر عليه في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي في زمن الأسطورتين بيليه ومرادونا، وتواجد لاعبين في سن يقارب الأربعين وفي أندية كبيرة وعريقة مثل رونالدو مع جوفنتوس وخواكين مع بيتيس وإبراهيموفيتش مع الميلان صار أمرا عاديا وليس ضد قوانين اللياقة البدنية، بل إن بعض الأندية العريقة استنجدت باللاعبين الكبار في السن، من أجل التتويج بالألقاب الكبيرة. ولد إسلام سليماني في 18 جوان من سنة 1988، وعندما تألق في مونديال البرازيل 2014 حيث سجل هدفين وقدم تمريرة حاسمة كان قد بلغ السادسة والعشرين، وللأسف ضيّع رفقة الخضر مونديال روسيا السابق، ومن حقه أن يحلم بمونديال قطر حيث سيتجاوز في هذه الدورة الرابعة والثلاثين من العمر، وهي دورة من المحتمل أن يشارك فيها عدد من نجوم العالم من يكبرون سنا النجم إسلام سليماني. منتخب الأورغواي زوّد الكرة العالمية ومازال بلاعبين اثنين، هما نجم برشلونة سواريز ونجم باريس سان جيرمان كفاني، فالأول المصاب حاليا يبلغ من العمر33 سنة التي احتفل ببلوغها في 24 جانفي الماضي ومازال سعره غاليا جدا، وأحلام برشلونة مرتبطة به وبعودته إلى المنافسة، كما أن منتخب بلاده لن يفرط فيه في المونديال القادم، وهو في نفس سن مواطنه كافاني الذي احتفل بعيد ميلاده ال 33 في 14 فيفري الحالي ويجري الحديث عن تنقل اللاعب في الميركاتو الصيفي القادم إلى الدوري الإنجليزي، بعد أن اقتنع الباريسيون بإيكاردي، وفي إنجلترا سيجد كافاني صاحب ال 33 سنة لاعبين كُثرا يفوقونه سنا ومنهم رفيقه رياض محرز في مانشستر سيتي وآغويرو، ومن هم في سنه وعلى رأسهم هداف الدوري الإنجليزي حاليا ب 17 هدفا النجم جيمي فاردي الذي احتفل في الرابع من جانفي الماضي بعيد ميلاده ال 33 ومازال يجوب الملاعب الإنجيلزية طولا وعرضا، ويحلم بتكرار ذكريات 2016 مع ليستر بالتتويج باللقب مرة أخرى، ولعب رابطة أبطال أوربا في الموسم القادم وهو مرشح هذا الموسم لتحقيق لقب هداف الدوري الإنجليزي، الذي لم يسبق أن حصل عليه. ولو سافرنا خارج بريطانيا لوجدنا الوضع متشابها، فأقوى ناد في ألمانيا على الإطلاق بايرن ميونيخ، يضم لاعبين وهدافين كبارا، حيث يبلغ الظاهرة البولوني ليفاندوفسكي نفس سن إسلام سليماني، فهو من مواليد صيف 1988 ومع ذلك يصر النادي البافاري على تمديد عقده إلى غاية 2024، وحتى منافسه الدولي الألماني مولر بلغ من العمر 30 سنة، أما رفقاء عيسى ماندي في نادي بيتيس إشبيليا، فإنهم مازالوا يحققون الانتصارات بفضل مهاجمهم المخضرم خواكين الذي يبلغ من العمر 38 سنة، وهي نفس سن العائد إلى الدوري الإيطالي من بوابة الميلان السويدي إبرهيموفيتش الذي يقود الميلان إلى تقديم أداء أفضل ونتائج أحسن، ومن مراتب أخيرة صار هدف الفريق الفوز بمكانة تسمح له بالمشاركة في رابطة أبطال أوربا، ومازال مدرب أتليتيكو مدريد سيميوني يراهن على دييغو كوستا الذي هو في سن إسلام سليماني ومازالت أندية كثيرة وعريقة تطلبه لتدعيم صفوفها، وحتى غالاتا ساراي التركي الذي يلعب له سفيان فيغولي قام هذا الموسم بتدعيم صفوفه بالقادم من موناكو الكولومبي فالكاو الذي احتفل مؤخرا بعيد ميلاده الرابع والثلاثين. ويكفي القول بأن ميسي الهداف الأول لبرشلونة وصانع ألعابها أكبر من سليماني بسنتين أما رونالدو الذي بلغ في الخامس من فيفري الحالي الخامسة والثلاثين فهو أمل جوفنتوس الكبير لأجل حصد هذا الموسم لقب رابطة أبطال أوربا، وواضح أن عامل السن سقط عن مقياس أداء مستوى كبار نجوم الكرة في العالم، وستشهد بطولة أمم أوربا هذه الصائفة وحتى كأس العالم في قطر، تواجد العشرات، وربما المئات من اللاعبين الذين تفوق أعمارهم الخمسة والثلاثين ربيعا كرويا. ب. ع