قرر مواطن جزائري ملاحقة السلطات البريطانية قضائيا بسبب اعتقاله لمدة ثلاثة سنوات بتهمة الإرهاب والانتماء إلى تنظيم القاعدة قبل أن تطلق العدالة سراحه و تبرئه من التهم التي نسبتها إليه الشرطة البريطانية. وقد أفادت أمس الصحف البريطانية استنادا إلى محاميه بان الجزائري مداني مالك ،39 سنة، قد رفع قضيته أمام المحاكم للاستفادة من تعويض بعد المعاناة التي تعرض لها خلال فترة سجنه مند نوفمبر 2004. وكان مداني قد تم توقيفه مند ثلاثة سنوات رفقة مواطنه حملاوي سلامة ، بحي لايتونستون بضواحي العاصمة البريطانية لندن - التي أقام فيه مند 1992 - بتهمة حيازة وثائق مزورة قبل أن يتهما بالإرهاب و يسجنا على أساس أنهما عضوان في تنظيم القاعدة و هي التهم التي فندها محاموه. و حاولت أيضا السلطات البريطانية ترحيلهما الي الجزائر قبل أن تبرئ العدالة ساحتهما و تلغي إجراء الطرد. و قد تم إطلاق سراحه لكن بقيود منها إخضاعه للمراقبة القضائية لفي انتظار أن تبث العدالة في قضيته. و كانت وزارة الداخلية قد رفضت إطلاق سراح مداني بحجة أنه "يشكل خطرا كبيرا" على الأمن الداخلي إلا في حالة ترحيله إلى الجزائر وهو الأمر الذي رفضته السلطات الجزائرية التي أكدت انه ليس مطالب من قبل القضاء الجزائري. كما اعتبرت محكمة لندن أن ترحيله إلى الجزائر لا يستند إلى أي نص قانوني أو دعوى تبين حجة اللجوء إلى هذا الإجراء لا سيما و أن مداني كان قد تقدم رسميا بطلب اللجوء إلى مصالح الهجرة لوزارة الداخلية قبل القبض عليه. و حسب القوانين البريطانية فانه يتم إيداع السجن كل شخص صدر بحقه أمر قضائي بالطرد. و قد أشار القاضي جون غولدرينغ انه قرر إطلاق سراح مداني لأنه أضحى من غير المعقول إبقاءه في زنزانته مادام أن وزارة الداخلية لم تأت بما يبرر ذلك . و من المنتظر أن تبث العدالة قبل نهاية السنة في قضية التعويضات التي رفعها مداني في حين لم تفد المصادر الإعلامية البريطانية ما إذا كان حملاوي قد رفع هو أيضا قضية ضد وزارة الداخلية. و في انتظار البث في قضية مداني ستنظر أيضا العدالة في قضايا تعويض مماثلة تخص جزائريين و مغاربة من بينهم ،حسب مصادر قضائية، فؤاد بوقديار، عبد الرحمان بولعراس، فاتح رشاشي و العربي خليفي . و علاوة على هؤلاء ، يقبع في السجون البريطانية مند سنوات لا سيما سجن بلمارش في جنوبلندن 17 جزائريا في إطار ما يعرف بمكافحة الإرهاب الدولي متهمين بالإرهاب في الوقت الذي يطالب فيه محاموهم بإطلاق سراحهم. كمال منصاري