لطفي رايسي ضيفا على منتدى الشروق/ تصوير: بشير زمري أهدي هذا النصر لكل الجزائريين وسأفتح شركة طيران خاصة كشف الطيار الجزائري، لطفي رايسي، الحائز، سنة 2008، على حكم قضائي بريطاني ينفي صلته بأية فعل إرهابي، أمس، عن تلقيه لوثيقتين رسميتين عن طريق محاميه بلندن، عقب انتهاء آجال الاعتذار والتعويض المحددة ب 28 يوما من قبل القضاء البريطاني، حيث تضمنت الوثيقتين الاعتذار الرسمي من طرف وزارة العدل البريطانية، لما قام به الفرع الخامس والسادس لمكافحة الإرهاب لشرطة سوكتلنديارد والنائب العام بتوريط رايسي في تهمة تدريب انتحاريين قاموا بتفجير مبنى وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون". وأظهر الطيار رايسي، خلال استضافته في منتدى الشروق، مضمون الوثيقتين اللتين يقول من خلالهما وزير العدل البريطاني، جاك سترو، بأنه يقبل التعويض المادي لرايسي مع تبرئته تبرئة كاملة، تبعا للتبرئة الكاملة التي نطق بها مجلس اللوردات البريطاني والقضاة البريطانيين، سنة 2008، وأكد وزير العدل مضمون النطق القضائي في رسالته الموجهة إلى رايسي، وقبل بالتعويض عن خسائر المسار المهني لما مضى والمسار المهني المستقبلي لشخص لطفي كطيار، ما يعني تقدير حجم الخسائر المترتبة عن فقدان مجال عمله كمدرب للطيارين. وأفاد رايسي أنه سيسافر، يوم الثلاثاء المقبل، بعد غد، إلى بريطانيا من أجل لقاء وزير العدل البريطاني، في اليوم الموالي أي الأربعاء، وأوضح المتحدث أن أهم نقطة سيركز عليها هي أن يكون الاعتذار علنيا وموقعا من طرف وزير العدل لأن الوثيقتين وقعهما نائبه بالوزارة، مضيفا " الحكومة البريطانية عندما تعترف بالتعويض والتبرئة فهو اعتذار، لكن ذهبت بعيدا بطلب اعتذار شخصي وعلني فهي قضية مبدأ " . وقال المتحدث إن مضمون الوثيقة الثانية التبرئة التامة "وأنه لا علاقة للطفي رايسي بالإرهاب". وأصر الطيار الجزائري على أن وزير العدل على مدى 10 سنوات وهون يقول إن رايسي له علاقة بالإرهاب، فعليه أن يعتذر علنيا عن ذلك، مضيفا "أرفض أخذ صك مالي وأغادر هكذا، وعليه طلبت الاعتذار ثم الاعتذار وعلنيا، وسأكون أول جزائري عربي مسلم تعتذر له الحكومة البريطانية رسميا عن طريق وزير العدل بالاعتراف بالأخطاء التي وقعت فيها شرطة سكوتنلديارد والنائب العام " . وأكد رايسي أن وزير الداخلية آنذاك، دايفيد بلاكنت، هو الآخر مسؤول بتوقيعه لوثيقة "الحجز والترحيل"، مع قيام عناصر الشرطة باستعراض العضلات بإلقاء القبض بدل المراقبة، كما طالبت السلطات الأمنية الأمريكية لمجموع المزاولين مهمة تدريب الطيارين، موضحا "والقضاة هم من اكتشف ذلك التجاوز، ومنحوا وزير العدل 28 يوما للاعتذار والتعويض بعد مشاهدة الظلم " . بلقاسم عجاج رايسي يعتبر ذلك إهانه للجزائريين لن أقبل التعويض المادي دون اعتذار علني من الحكومة البريطانية على مقولة الرئيس الراحل، هواري بومدين، "كي تطيح القبة واش من عار بقا"، يقول الطيار لطفي راسي الملايين لن تعوض حياتي، معتبرا أن قبول التعويض المادي بالشكل البسيط الذي تتطلع إليه الحكومة البريطانية، للتنصل من توريطه في قضية إرهاب لا صلة له بها، تعتبر إهانة للشعب الجزائري بالكامل وليس لشخصه فقط، موضحا أن التعويض المادي لن يمحوَها، مضيفا أنه يجب الاعتذار العلني أمام الصحافة البريطانية وللرأي العام . واعتبر رايسي قضيته نقطة منعرج لمرحلة تمهد لمبدأ أنه لا يجب أن تهان الإطارات الجزائرية وباقي أبناء الشعب عندما يتقدمون لطلب تأشيرة أو السفر للخارج، "فنحن نمتلك جنة في الجزائر ولا نغتر ببريطانيا أو غيرها"، موضحا "الدرس بعد قضيتي جعل بريطانيا لا تتبع أمريكا أو فرنسا، وخير دليل على ذلك عدم تصنيفها للجزائريين ضمن القائمة السوداء للسفر " . وفي رده عن سؤال الشروق إن كان يعتزم مقاضاة وزير العدل البريطاني، أجاب المتحدث "الملف طويته ولكن ما تمنيته أخذته، ربحت القضية وحصلت والتبرئة والاعتذار والآن يجب أن أعيش حياتي"، مضيفا "الوثيقة تؤكد التعويض عن مساري المهني للسنوات التسع والمسار المستقبلي"، مؤكدا أنه آليا يفترض أن ينزع اسمه من القائمة السوداء كممنوع من التحليق . ويشار أن المحكمة قالت إن قرار سجن رايسي لمدة تزيد عن خمسة أشهر، بسجن بلمارش بناء على طلب الولاياتالمتحدة كانت تشوبه أخطاء جسيمة. وطالب رايسي حينها بالتعويض عن فترة السجن ونفقات التدريب التي دفعها للحصول على رخصة طيار والتي تقدر بحوالي 120 ألف دولار. بلقاسم عجاج لطفي رايسي .. رجل واحد في مواجهة بريطانيا العظمى تطرح قصة الطيار الجزائري، إبن الحي الشعبي باب الوادي، مع المملكة البريطانية حكومة ومختبرات وقضاء وإعلاما، عدة تساؤلات حول دور الديبلوماسية الجزائرية في الدفاع عن أفراد الجالية الجزائرية المنتشرين في شتى أنحاء العالم. الرجل خاض معركة حامية على مدار تسع سنوات، بعد أن انتهت محنته الأولى في سجن بلمارش، بعد أن تواطأت ضده أقوى دولتين في العالم ووجهت له تهمة تدريب منفذي هجمات 11 سبتمبر، دون تقديم دليل واحد يثبت هذا الاتهام. والغريب في القضية أن هذه الملحمة التي قادها لطفي على مدار السنوات الماضية، وعلى الرغم من براءته التي تأكدت بإطلاق سراحه، إلا أن لا أحد من المسؤولين أطلق تصريحا أو أجرى اتصالا أو مارس نوعا من أنواع الضغط التي تمارسها كل الحكومات في العالم إزاء التجاوزات التي تطال رعاياها، ولم نسمع بمسؤول كبير استقبل هذا الجزائري الأصيل وأعرب له عن دعم لقضيته، ثم ألا يستحق هذا الإطار لفتة من الرسميين في الجزائر، وهو الذي حول قضيته إلى قضية لكل الجزائريين، وناضل من أجل كرامة أبناء وطنه في الخارج، ولماذا لا يكرم كما كرم زيدان. ص . ع الطيار الجزائري لطفي رايسي يحقق نصرا تاريخيا ويكشف في منتدى "الشروق": أقدم اعتذار وزير العدل البريطاني هدية لكل الجزائريين تلقيت مراسلات الكترونية من الحكومة البريطانية وأنتظر اعتذارا علنيا أمام الصحافة "الاعتذار ثم الاعتذار ثم الإعتذار .. حتى لو استمرت قضيتي عشرون عاما كنت واثقا أن العدالة ستُنصفني لأني ظُلمت .. ما تعرضت له من إهانة منحني القوة لكي أنتزع الاعتذار وأي اعتذار من وزير عدل بريطانيا العظمى .. اعتذار أقدمه لكل الجزائريين..«، بهذه العبارات أصر الطيار لطفي رايسي أن يُعبّر عن وطنيته وحبه الشديد لوطن وشعب قال عنه أنه قدم درسا لأمريكا وبريطانيا في أن الجزائريين وإن كانوا على حق لن يتنازلوا عنه مهما طالت السنين «. وكشف لطفي رايسي، أن اعتذار وزير عدل بريطانيا له، هو بالدرجة الأولى حق ناضل من أجله تسع سنوات، اعتذار يمنحه لكل الشعب الجزائري، الذي أعطى درسا لأمريكا وبريطانيا بأن الجزائريين يعتزون بجزائريتهم ويناضلون لأجلها إلى آخر رمق قائلا: »أتعبتني السنوات التسع، لكني كنت واثقا من براءتي وكنت مستعدا لأنتظر إنصاف العدالة حتى بعد عشرون سنة « . لكن الطيار الجزائري لطفي رايسي، أكد أن قضيته لم تتوقف عند حد الإعتذار حتى وإن طوي الملف نهائيا قائلا: »ما تعرضت له وما عشته وما عانيته أنا وزوجتي وكل عائلة رايسي لا ينسى ولن تمحوه كلمة اعتذار.. حتى بالإعتذار لن أسامحهم«. وعرّج رايسي على سنوات السجن، منذ لحظة اعتقاله تعسفيا واتهامه كإرهابي إلى غاية الإفراج عنه، مؤكدا بالقول »لم يكن يهمني ولم يهمني يوما التعويض المادي، حتى لو منحوني ملايير العالم هل يستطيعون أن يعيدوا تسع سنوات قضيتها وأنا أحمل هما مثل الجحيم، كان عمري 27 عاما أهانوني، وأصروا على اتهامي بأدلة واهية لكن العدالة أنصفتني لأني كنت مظلوما « . وبرر لطفي رايسي إصراره على الاعتذار الرسمي والعلني من بريطانيا بأن قضيته كانت بالنسبة له قضية مبدأ، وأكد لطفي أن قوته في طلب براءته والإعتذار الرسمي كانت بفضل الله قائلا: »كنت دائما أعلم أن الله سبحانه وتعالى لن يتخلى عن عباده المظلومين، كما كنت مصرا على الدفاع عن نفسي وأن أحافظ على اسم عائلة رايسي إلى آخر نفس ورمق « . وختم لطفي حديثه بقوله بأن اعتذار وزير عدل بريطانيا العظمى (جاك سترو)، هو هدية لكل الجزائريين وأن هذا الإعتذار ليس شخصيا، بل يعني كل جزائري وجزائرية قائلا : »وزير عدل بريطانيا العظمى في نهاية المطاف يعتذر لمواطن جزائري بسيط من باب الواد«. وأكد رايسي أن الاعتذار سيكون علنا بحضور الصحافة التي ستكتب عن أول عربي، مسلم مواطن وهو جزائري الأصل يعتذر له وزير عدل بريطانيا، هذا الجزائري الذي كان يوما متهما بالإرهاب واسمه يثير الشكوك .. وختم قائلا:»مبروك على كل الجزائريين وليس لطفي رايسي«. فضيلة مختاري قال إنه سيصدر له كتابا عما قريب يُسلط الضوء على حياته و ( آف بي آي ) لن أعتزل التحليق وسأفتح شركة طيران خاصة قال لطفي رايسي أنه من المنتظر أن يؤسس شركة طيران خاصة من بريطانيا، ليؤكد بذلك عدم اعتزاله للتحليق في السماء، حتى لو أمضى تسع سنوات كاملة بعيدا عن المهنة، وأكد المتحدث أنه بالإعتذار الرسمي من بريطانيا سيتم نزع اسمه من القائمة السوداء للطيارين الممنوعون من التحليق في السماء، وأكد المتحدث أنه سيعود لميدان الطيران لأنه المجال الذي أحبه منذ الصغر، مؤكدا أنه ابن عائلة لها علاقة وطيدة بعالم الطيران فوالده قضى 35 سنة موظفا في الخطوط الجوية الجزائرية، وعمه توفي في الكارثة الجوية إثر سقوط طائرة الخطوط الجوية بتمنراست، وأكد لطفي أنه ينوي تأسيس الشركة من بريطانيا ويمكن فتح خطوط لنقل الحجاج والمعتمرين . كما كشف لطفي رايسي عن إصداره عما قريب لكتاب يتحدث بكثير من التفصيل عن حياته واعتقاله ظلما، كما يسرد جوانب من المحاكمة، و(آف بي آي) وغيرها من الأحداث، وسيصدر الكتاب في الذكرى العاشرة لأحداث 11 من سبتمبر من دار نشر فرنسية، وسيوزع منه قرابة 6000 نسخة في بريطانيا إلى جانب الولاياتالمتحدةالأمريكية، كما سيصدر الكتاب باللغات الثلاث العربية، الفرنسية والإنجليزية، وأكد لطفي أن عددا من الدول طلبت الكتاب على غرار تونس، ولبنان . وكشف لطفي رايسي عن جوانب من حياته مؤكدا أنه ابن حي باب الواد العريق، أكمل أطواره الثلاث من الابتدائي إلى الثانوية بالجزائر العاصمة، قبل أن يقرر إكمال مشوار دراسته في بريطانيا ثم في الولاياتالمتحدةالأمريكية ليتدرب كطيار، ثم كمدرب طيار، ليعود بعدها إلى الجزائر، قبل أن يتم اعتقاله، حيث يملك حاليا شركة خاصة في الطاقة في بريطانيا، وقال رايسي، أنه حاليا يتنقل بين بريطانيا والجزائر هذه الأخيرة التي لن يتخلى عنها، وسيحمل جنسيته الجزائرية مدافعا عنها. فضيلة مختاري قال رايسي : أول من تحدث عني كلام سوء هم نقابة الطيارين آنذاك، علما أنني فقدت عمي الذي خدم الجوية الجزائرية طيلة حياته في تحطم طائرة تمنراست. الوزير المرحوم مغلاوي هو الوحيد من قال لي عندما تحتاج أي شيء فالباب مفتوح ولكني رفضت طرق بابه. الدرس الذي يستخلص من قضيتي أن كل جزائري لديه حق يجب أن يطالب به وإذا اقتضى السفر للعلم خارج الوطن فلا مانع من ذلك. ظلمت في اتهامي بالعلاقة بأحداث 11 سبتمبر، ودافعت عن نفسي، والشعب الجزائري هو من لديه الحق أن يحاسبني ومن أخطأ معي الله يسامحه. الشعب البريطاني تأثر كثيرا لقضيتي، وهناك تضامن كبير معي من الصحافة البريطانية، القضاة وهم من أرغم وزير العدل للاعتراف . 1. 2. 3.