بالرغم من تجاعيد وجهها وشعرها الأبيض المصبوغ نصفه بالحناء، إلا أن ابتسامتها وضحكاتها التي لا تكاد تنقطع وهي توزعها على كل أهالي القرية وكل من يتواصل معها، تزيدها نضارة وجمالا وقوة، ليغلب على تلك التجاعيد القاسية التي عجزت حقا عن محو جمال روح وبياض قلب أحب الأرض بشغف وأخلص في خدمتها. إنها "أم العز ايت واكلي"، أرملة جومر ربيع، عجوز تصدرت عرش المعمرين بالجزائر بعد أن بلغ عمرها 112 سنة، وهي تملك،44 حفيدا، أما الابن الأكبر فهو السيد عبد الحميد يبلغ من العمر 85 سنة. فضولنا في معرفة الوصفة السحرية لإطالة العمر دفعنا إلى زيارة "أم العز"، ببلدية صدوق ولاية بجاية، وطرق باب منزلها المتواضع، حيث كانت عقارب الساعة تشير إلى الساعة 10 صباحا حين أكدت أن زيت الزيتون والقمح والشعير والثمار والبذور والأعشاب هي أطعمة لن تقدمها لك أفخم المطاعم وفنادق خمس نجوم، بقدر ما تمنحه تلك الأرض الطيبة التي تضربها أم العز بذراعيها وهي تعقد العزم وتتوكل على الله لأن يخرج منها بركاته. أما الملح والسكر والمشروبات الغازية والمصبرات فهي من المحرمات. تؤكد أم العز أن جسمها طاهر وغير ملوث بسموم الأطعمة التي تباع في رفوف المتاجر، وهي حتى لا تعرف مسمياتها… الغضب والقلق لن يعرف طريقه إلى أم العز التي تحرص على الاستمتاع بما كل هو جميل، فهي تعرف كيف تنصت للطبيعة وتتواصل معها أكثر من تواصلها مع البشر لأنها ببساطة قليلة الكلام. غادرنا منزلها ونحن سعداء لحصولنا على تلك الوصفة السحرية، التي قد تطيل أعمارنا أو عسى أن تحفظ أجسادنا من الأمراض التي قد تتسلل إلى أجسادنا بعد أن عرفت طريقها عبر تلك الأطعمة غير الصحية.