حاوره في تونس : صابر لعروسي رغم تأكيده أن المباريات الودية التي يلعبها منتخبنا الوطني ضد منتخبات تعد الأقوى على الصعيد العالمي على غرار الأرجنتين والبرازيل مفيدة لأشبال المدرب كافالي، إلا أن عبد الحق بن شيخة مدرب منتخب الآمال سابقا، ونادي الإفريقي التونسي حاليا صرح أن الوقت غير مناسب لإجراء مثل هذه المواجهات الودية الاستعراضية نظرا لحاجة "الخضر" إلى التركيز على المواعيد الرسمية التي تنتظره والتي ستحدد مصير مشاركته في كأس إفريقيا للأمم 2008 . س - بداية، ما هي أحوال بن شيخة ؟ ج – على ما يرام والحمد لله، أحاول أن أقوم بعملي على أكمل وجه هنا في تونس، لا يخفى عليكم أن نادي الإفريقي الذي أشرف عليه يملك أكبر قاعدة شعبية بين الأندية التونسية وهو ما يجعل الضغط علينا كبيرا نوعا ما لأن الجمهور يطالبنا دائما بالنتائج الإيجابية نظرا لرغبته في رؤية فريقه وهو يعود إلى التتويجات مجددا. س – على ذكرك للإفريقي، كيف جرت الاتصالات بينك وبين مسئولي النادي ؟ ج – بعد أن أديت موسم في المستوى مع نادي جرجيس الذي كنت مدربا له الموسم المنصرم، تلقيت عدة عروض من أندية تونسية سعت إلى التعاقد معي على غرار حمام الأنف، وبعد دراسة كل العروض فضلت الالتحاق بالإفريقي نظرا لعراقة الفريق إضافة إلى الإمكانيات البشرية والمادية الكبيرة التي يمتلكها والتي من الممكن أن تكون من عوامل النجاح معه. س – وما كان رأي مسئولي فريقك السابق ؟ ج – من دون أدنى شك فقد عارضوا الفكرة جملة وتفصيلا، وكان صعبا علي أن أترك الفريق هكذا نظرا لأنه هناك أمور عديدة تربطني بالفريق وحتى بالمدينة وأحيطكم علما أن ابنتي الصغيرة ولدت في جرجيس منذ 12 سنة، كما أنني تلقيت مكالمات من مسئولي الولاية، إلا أنهم تفهموا الأمر في النهاية وسمحوا لي بالمغادرة. س – وكيف كانت تجربتك مع النادي الجرجيسي ؟ ج – النادي الجرجيسي يلعب أدوار ثانوية في البطولة التونسية ولا يمكن مقارنته بالإفريقي أو النجم الساحلي مثلا، إلا أننا قضينا موسما في المستوى وتمكنا من الإطاحة بالإفريقي في كأس تونس وهي أمور جعلت مسئولي الفريق يمنحونني الصلاحيات كاملة ويترجونني للبقاء. س – وكم هي مدة العقد الذي يربطك بالإفريقي ؟ ج – بحكم أنني أدرس في المعهد العالي للتربية البدنية بالجزائر، فإنه لا يمكنني أن أغيب عن التدريس أكثر من سنة واحدة وهو ما جعلني مضطرا لمطالبة مسئولي النادي الإفريقي بالسماح لي بالإمضاء لموسم واحد، القاعدة هنا مع الإفريقي هو أنهم لا يسمحون للاعب أو للمدرب بالتعاقد لموسم واحد نظرا لرغبة الإدارة في خلق الاستقرار داخل التشكيلة وقد تفهموا وضعيتي وسمحوا لي بالتعاقد لموسم واحد. س – وما رأيكم في المهاجم الجزائري فؤاد بوقرة ؟ ج – بوقرة لاعب يملك إمكانيات معتبرة ويمكنه أن يذهب بها بعيدا، إلا أن الحظ ليس إلى جانبه في الفترة الحالية بسبب فترة الفراغ التي يمر بها إضافة إلى سوء التفاهم الحاصل بينه وبين أنصار النادي الإفريقي، والتي أتمنى ان يتجاوزها في أقرب الأوقات نظرا لحاجة الفريق إلى خدماته. س – وهل تتعرض لضغوطات بعدم إشراكه في المباريات الرسمية ؟ ج – لا أحد يضغط علي لإشراك لاعب ما أو لإبعاد آخر، منحت الفرصة لبوقرة في أول مباراة في البطولة التونسية لما تعادلنا مع نادي جندوبة الصاعد الجديد للقسم الأول، إلا انه لم يتمكن من استغلال الفرصة التي منحته إياها حيث أنه ضيع أهدافا محققة، ففي مناسبتين أو ثلاثة على الأقل، وما كان عليه سوى وضع الكرة داخل الشباك، إلا أن رأسياته كانت خارج الإطار ما جعل أنصار الفريق يثورون ضده، على كل لن أتردد في إشراكه عندما يحتاجه الفريق لأنه مهاجم كبير ويملك مكانة خاصة لدي س – لنعود إلى الجزائر، ما رأيكم في المباريات الودية التي يجريها منتخبنا الوطني ضد منتخبات كبيرة على غرار الأرجنتين والبرازيل ؟ ج – صحيح أن مواجهة البرازيل أو الأرجنتين لا ترفض حتى ولو كانت استعراضية وودية، إلا أنه من وجهة نظري فإن الوقت غير مناسب لإجراء مثل هذه المباريات، لأن المنتخبات المذكورة تحضر لمواعيد بعيدة المدى، فيما نجد أنفسنا نحضر لمباراة رسمية مصيرية ضد غامبيا لا بد علينا أن فوز فيها إذا أردنا التأهل إلى نهائيات كأس إفريقيا 2008 ، أرى انه كان يجب على مسئولي الفاف البحث عن منتخبات من نفس مستوى منتخبنا الوطني وعدم الانسياق وراء ما قد تجلبه إلينا مباراة مثل تلك التي جمعتنا بالأرجنتين. س – في رأيك ماهي الأسباب التي جعلت الخضر يتراجعون ويصلون إلى هذا المستوى؟ ج – هناك عدة عوامل في رأيي جعلت المنتخب الأول يلعب بهذه الطريقة، فاللاعبون لم يتعودوا على اللعب في الجزائر بدليل الوجه الطيب الذي يظهرون به مع أنديتهم في أوروبا، كما أن عدم إشراك اللاعبين المحليين في المنتخب الوطني يؤثر نوعا ما، لأنه يوجد لاعبين في البطولة الوطنية يمكنهم أن يقدموا الكثير للمنتخب. س – وكيف ترى مستقبل المنتخب ؟ ج – عندما يربح المنتخب الجميع يفق ويصبح الناس يتحدثون عن فرج وشيك للكرة الجزائرية وعودة مرتقبة إلى مصاف الكبار، وعندما يخسر، فإنه يتلقى اللوم من شتى الجهات، أرى أن الكرة الجزائرية تدور في حلقة مفرغة حيث أننا نتقدم بخطوة للأمام، ونعود بخطوتين إلى الوراء. س – وهل ترى أن التسيير أثر نوعا ما على المنتخب بدليل المباريات الودية التي تكلمنا عليها سابقا ؟ ج – ليست لي أية فكرة حاليا عن المسئولين الذين يشرفون على تسيير كرة القدم في الجزائر، لكن يمكنني أن أؤكد أن رحيل محمد روراوة من على رأس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم يعد خسارة كبيرة للكرة الجزائرية، لأنه الوحيد الذي كان يوفر الإمكانيات للجميع، إضافة إلى علاقاته الشخصية، أعطي مثالا هنا عن الفترة التي كنت فيها مدربا للمنتخب الوطني للآمال، كان يسمح لي بإجراء تربص كل أسبوع ووصل بنا الأمر إلى إجراء تربصين في ظرف أسبوع ما مكننا من تحضير منتخب الآمال على أكمل وجه. س – وما هي الحلول الكفيلة بإنقاذ الكرة الجزائرية في رأيك ؟ ج – أهملنا أحد اهم عوامل النجاح في أي رياضة كانت وهو جانب التكوين،، كنا قادرين على أن نخسر 10 سنوات بالاعتماد على تكوين الفئات الشابة ومنحها فرصة البروز، وعندها سنجني ثمار العمل الذي قمنا به. س – على ذكر منتخب الآمال، ما تقييمك للنتائج التي حققها في الألعاب الإفريقية التي نظمتها مؤخرا وقضية الاستغناء عن قندوز ؟ س – في رأيي قندوز دفع ثمن وطنيته لأنه قبل مهمة الإشراف على منتخب الآمال في فترة صعبة للغاية رفض خلالها معظم المدربين المهمة، أما فيما يخص آداء آمال الخضر في الألعاب فقد كان منتظر ظهورهم بذلك الوجه منتظرا لان التحضير لمثل هذه المناسبات لا يتم عشيتها بل يجب أن يكون قبل وقت طويل. س - لنترك المنتخب الوطني ولنتحدث قليلا عن البطولة الوطنية، ما هي أحلى الذكريات التي تحتفظ بها تجربتك في الجزائر ؟ ج – لا يمكنني أن أنكر أنني قضيت أحلى الأيام لما كنت ضمن الطاقم الفني لشباب بلوزداد وتمكنا من الفوز ببطولتين متتاليتين، حيث قمنا بعمل في المستوى وكانت سياسة الفريق واضحة المعالم ما خلق نوعا من الاستقرار سواء في التشكيلة أو في الطاقمين الفني والإداري، وحتى مع اللاعبين حيث اعتمدت الإدارة آنذاك على ربط اللاعبين بعقود طويلة المدى على غرار علي موسى، طاليس، مزوار وباجي وهو ما جعلها تجني ثمار العمل الكبير الذي قامت به بالحصول على بطولتين في موسمين متتاليين، وواصل الفريق المنافسة على الألقاب بعد ذلك. س – إذا فإنك ترى أن التسيير في بيت الشباب هو ما كان وراء تتويجاته ؟ ج – في رأيي، الجيلالي سالمي يعد أحسن رؤساء الأندية على الإطلاق، بدليل الطريقة التي كان يسير بها فريق مثل شباب بلوزداد والتي مكنته من إعادة الفريق إلى صفو الكبار حيث جعله يفوز باللقب الوطني ويشارك في كأس إفريقيا بعد غياب طويل عنها، كانت لدى سالمي قناعات وتصورات كبيرة لم تكن لدى أي رئيس فريق آخر، كما أنه عمل على تجسيدها على أرض الواقع، إلا أنه فضل الانسحاب من على رأس الفريق آنذاك والقرار الأول والأخير يعود إليه. س – هل هذا يعني أنك كنت من مناصري الشباب ؟ ج – لا كنت أحب أن ينجح الفريق الذي كنت متعاقدا معه وهذا أمر طبيعي، معروف أنني مناصر لمولودية الجزائر منذ صغري وهذا الأمر لا يمكن نكرانه أن نسيانه، لكن الأيام الجميلة التي قضيتها في بلوزداد لا تنسى كذلك. س- طلبتم من إدارة النادي الإفريقي التعاقد مع عدد من اللاعبين الجزائريين، هل لنا أن نعرف أسماءهم وسبب عدم تحويلهم لفريقك الحالي ؟ ج – فعلا، فلقد طالبت من إدارة النادي الإفريقي التعاقد مع بعض اللاعبين الذين تألقوا في البطولة الوطنية خلال المواسم المنصرمة، على غرار حمزة ياسف وسمير زاوي إلا أن الاتصالات انقطعت بعد ذلك مع مهاجم شبيبة القبائل السابق، بينما طالب مسئولو الشلف بقيمة مالية رأت إدارة فريقي أنها كبيرة نظير تسريح زاوي للعب في البطولة التونسية رغم أن اللاعب كان متحمسا لخوض تجربة جديدة. س – صرحتم سابقا أن مدوار رئيس الشلف فاز بصفقة القرن لما تعاقد مع المهاجم بول، هل لنا أن نعرف الدافع الذي كان وراء هذا التصريح ؟ ج – فعلا، فلقد فاز مدوار بصفقة كبيرة لما تمكن من ضم اللعب بول لأنه يعد من أحسن المهاجمين الإفريقيين المتوفرين حاليا، ولقد كان هذا اللاعب ضمن اهتمامات فريقي الحالي إلا أن مدوار كان الأسرع للفوز بخدماته، كما أن مسئولي النادي الإفريقي حاولوا إيجاد صيغة للتفاهم مع رئيس الشلف، إلا أن هذا الأخير أبدى تمسكا كبيرا باللاعب وأكد انه ليس مستعدا لتسريح لأي فريق.
