تعد تونس قبلة للعديد من المدربين الجزائريين، فنظرة بسيطة فقط تكشف لنا أن كل من: مواسة، بيرة، خلادي، خروف، فرڤاني، سيريدي، آيت جودي...والقائمة طويلة، قد عملوا في تونس، لكن التوفيق لم يحالف سوى عبد الحق بن شيخة الذي أعاد الروح للنادي الافريقي "اللاعب الجزائري حاضر دوما في المواعيد الكبيرة" "تتويجي بكأس تونس مع باجة تأكيد على كفاءة المدرب الجزائري" وقد سلك رشيد بلحوت نفس الطريق مع الأولمبي الباجي عندما توج معه بكأس تونس أول أمس فقط ويمنح ثاني لقب لهذا الفريق بعد تتويجه بكأس 1993 ليؤكد قوة التقني الجزائري، وقد ساعدنا مناجيره محمد صالح كعال على إجراء هذه الدرشة معه: بداية، مبروك عليك كأس تونس. مبروك على كل الجزائريين هذا اللقب لأني لا أمثل نفسي فحسب، بل أمثل كل الجزائر وخاصة مدربيها. بعد تتويج بن شيخة بلقب البطولة مع الافريقي، تمكنت من إعادة الأولمبي الباجي إلى الواجهة بعد طول غياب. الحمد لله، مجهودات الفريق ككل لم تذهب سدى وقد تعبنا كثيرا حتى وصلنا إلى هذه النتيجة. فمن الصعب على أي فريق وضع الكأس كهدف، لكن تواجدنا في وسط الترتيب بالبطولة جعلنا نرمي بكل ثقلنا في الكأس وبالتدريج كبرت الطموحات وكانت النهاية سعيدة خاصة وأن باجة لم تفز بأي لقب منذ كأس1993. تتويجها بكأس 1993 كان بفضل الثنائي الذي استقدمته من اتحاد عنابة قطاي الشريف والعمري بوجمعة ؟ صور الفريق المتوج عام 1993 ماتزال تملأ كل باجة التي لم تنس المايسترو قطاي: وعموما أهل باجة يقدرون لاعبي ومدربي الجزائر ويعتبرونهم فأل خير عليهم وهو ما حدث. صراحة، هل كنت تتوقع أن تنهي موسمك بحمل الكأس ؟ أنا مدرب طموح وقد ركزت كثيرا على الجانب البسيكولوجي ووفقت في ذلك رغم نقص خبرة فريقي، فأندية الغرب التونسي من الصعب عليها مواكبة الريتم التي تفرضه أندية العاصمة العملاقة كالترجي أو الافريقي أو من الجنوب وفي مقدمتهم النجم الساحلي والنادي الصفاقسي وهنا أود إضافة شيء هام. تفضل. كل فريق يصل إلى النهائي يحلم بأن تكون خاتمته مسكا وأنا سعيد جدا بملاقاة الرئيس التونسي زين العابدين بن علي وكنت قبل 3 مواسم قد التقيت رئيسنا عبد العزيز بوتفليقة، ما يعني أني جد محظوظ. تألقك مع باجة جعلك مطلوبا بشدة في تونس؟ الحمد لله العروض موجودة، ولا أخفي عليكم بأني أفضل التلذذ بنشوة هذا التتويج وبعدها سأقرر. نفهم من إجابتك أن هناك عروضا، فهل لك أن تذكر أهمها؟ أكتفي بالقول أن لدي عروضا من عدة أندية تونسية وأخرى بلجيكية. وأين الجزائر من مفكرتك؟ الجزائر ليست في مفكرتي، بل في قلبي، وقد عملت سابقا مع عدة أندية ونجحت وإن شاء الله مع تطبيق قانون الاحتراف المستوى سيتحسن أكثر ومثلما لدينا منتخبا محترما ستكون لنا بطولة محترمة أيضا. لكن عودتي في الفترة الحالية تبقى مستبعدة لأمور شخصية، لكنها ستكون مستقبلا بكل تأكيد وحاليا قد أبقى بتونس بنسبة كبيرة. بما أنك فتحت باب المنتخب، فماذا يمكن أن تقول عنه بصفتك تقنيا؟ لم يعد يفصلنا عن المونديال سوى أيام قلائل وعلينا في هذه الفترة بالذات أن نثق في منتخبنا ومدربه الذي يملك خبرة طويلة وبإمكانه إيصال سفينة الخضر إلى بر الأمان. هذا كلام ديبلوماسي، نرجو منك أن تنبهنا لأخطاء المنتخب الحالي ؟ أعتقد أن أكبر خطأ عانى منه المنتخب الجزائري، يكمن في نقص الانسجام بين الخطوط وهو ما جعل الدفاع يتلقى أهدافا كثيرة والهجوم يعاني من نقص الفاعلية وهو ما أكدته نهائيات الكان الأخيرة ومواجهة صربيا الودية والحل يكمن في أن يلعب خط الوسط دوره جيدا في الربط بين الدفاع والهجوم فمثلا الوسط الدفاعي يجب أن يقوم بدوره ويقوم بالتغطية الدفاعية اللازمة أما الوسط الهجومي فيجب أن يكون أكثر جرأة ويندفع نحو الأمام. هل أنت متفائل بالمشاركة الجزائرية في المونديال ؟ لدينا تعداد رائع من اللاعبين والمشكل يكمن في عدم جاهزيتهم فقط لكني متأكد من أنهم سيكونون في الموعد فاللاعب الجزائري دوما يكون حاضرا في المناسبات الكبيرة، عودوا إلى ما فعله منتخبنا عندما لاقي الأرجنتين وكيف كان رد فعله وفي الكان الأخيرة ضد كوت ديفوار أبهر الجميع وعلى هذا الأساس أنا متفائل لكون الكل سيقدم كل ما عنده في هذا الموعد الكبير. كلمة أخيرة؟ أهدي تتويجي الأخير مع الأولمبي الباجي لكل المدربين الجزائريين وكلمتي الأخيرة أوجهها للخضر الذين خطفوا الأضواء هنا بتونس والكل يعول عليهم لأداء مشوار مشرف وأعتقد جازما أن هذا الشعور موجود في كل البلاد العربية وعلى الجميع أن يثق بسعدان ومثلما أسعدنا في التصفيات سيسعدنا في المونديال.