أكثر من 600 مهاجر سري جزائري دخلوا سردينيا الايطالية مند بداية السنة مما أثار مخاوف السلطات المحلية و السكان من أن تصبح الجزيرة قبلة للمهاجرين غير الشرعيين كما هو حاصل بجزيرة لامبيدوزا بجنوب صقلية. وقد أفادت وكالة رويتز أمس السبت نقلا عن رئيس شرطة جزيرة سردينيا الايطالية أن قوات حرس السواحل و قوات لاغوارديا ( الدرك) قد أحصت 634 مهاجر سري جزائري استطاعوا دخول سردينيا مند بداية السنة. و قال رئيس شرطة سردينيا انتونيو منغانيلي أن هؤلاء المهاجرين غير الشرعيين الجزائريين قد وصلوا شواطئ سردينيا عبر عدة دفعات مند جانفي تمكنوا بعدها من الاستقرار في عدة أماكن بالجزيرة قبل أن ترصدهم مصالح الأمن و تضعهم في مراكز إيواء مؤقتة. و أكد السيد مانغالي أن هذا العدد يبين تزايد توافد المهاجرين الجزائريين إلى سردينيا مقارنة مع السنة الماضية في الوقت الذي تشير فيه الأرقام الرسمية الايطالية أن عدد المهاجرين السريين القادمين إلى الشواطئ الايطالية قد انخفض بنسبة 30 بالمائة على المستوى الوطني . و اعترف بعض المسؤولين الرسميين بسردينيا أنهم لم يكونوا يتوقعوا دخول مثل هذا العدد من المهاجرين الجزائريين إلى أراضي الجزيرة في الوقت الذي قام فيه حرس السواحل بإحباط عمليات إنزال للمئات من القوارب مند بداية السنة . و كان حراس سواحل سرديينا بداية الشهر قد انقدوا حياة 23 مهاجرا سريا جزائريا ا من أصل 117 مهاجر سري وصولوا إلى الجزيرة المشهورة بشواطئها الخلابة التي تجلب غالبا السياح الأثرياء القادمين من أوروبا الغربية و الولاياتالمتحدة. كما افادت وكالة انباء الايطالية "انسا" أن 64 مهاجر سري جزائري قد وصلوا الأسبوع الفارط إلى شواطئ الجزيرة. وهذا ما أثار مخاوف سكان سردينيا من أن تتحول جزيرتهم إلى قبلة للمهاجرين السريين و البوابة الأولى لاقتحام أوروبا كما هو الشأن بالنسبة لجزيرة لامبيدوزا ، بعد أن عززت الدول المتوسطية إجراءات مكافحة الهجرة السرية لاسيما نحو جزيرة صقلية و جنوباسبانيا انطلاقا من الشواطئ الجزائرية و الليبية. و قد أثار التوافد المتزايد للمهاجرين السريين الجزائريين إلى سرديينا حيرة المسوؤلين المحليين. وعن هذه المخاوف دعا برونو مورجيا نائب عن التحالف الوطني اليميني بسردينيا في تصريح لرويترز السلطات بروما إلى التدخل السريع لوقف ما وصفه بالمد المقلق لمهاجرين السريين. كما تساءل رئيس شرطة كاغلياري، عاصمة سردينيا، عن سبب توافد الجزائريين على وجه الخصوص إلى الجزيرة حيث صرح في مداخلة أمام البرلمان المحلي قائلا :"إنها ظاهرة جديدة.و نحن نعلم أن الجزائريين لا يفرون من المجاعة، لذا يبدوا أن ما يدفعهم إلى الجزيرة هي المغامرة أو البحث عن حياة أفضل". كما أعرب نفس المسؤول عن خشيته في أن يؤدي تزايد المهاجرين السريين إلى اضطرابات أو بروز الإجرام في شوارع كاغلياري خاصة قد يؤدي إلى تدهور سمعة الجزيرة السياحية. و في ردها عن مخاوف السلطات المحلية، أعلنت الحكومة عن مشروع إنشاء مركز إيواء حكومي يتكفل باستقبال المهاجرين السريين من الناحية الإنسانية كما هو الحال بالاميدوزا. إلا أن بعض السياسيين يرون أن هذا الإجراء سيشجع المزيد من الشباب الجزائري إلى قطع البحر المتوسط بحثا عن فرص الإقامة في هذه الجزيرة الصغيرة التي تتمتع باستقلالية داخلية و التي تأوي 6ر1 مليون نسمة يعيشون على السياحة. كمال منصاري