عرفت مناطق غرب البلاد موجة غير عادية من الحرارة خلال الأسبوع الجاري أوعز بها إلى نشوب عدّة حرائق مهولة تسبّبت في إتلاف العشرات من الهكتارات، حيث التهبت ألسنة النيران مساحات واسعة من الغابات والحقول، فقد تواصلت إلى غاية ساعات متأخرة من نهار أمس تدخلات فرق الإطفاء بولاية تلمسان بغرض إخماد حريق هائل شبّ قبل يومين بمنطقة جبال "فلاوسن" الغابية... وقد صعب التحكّم في توسّع النيران بسبب الطابع التضاريسي للمنطقة الذي عسّر تدخّل وحدات الإطفاء، وتبعا لذلك لجأت مصالح الحماية المدنية بعد تطور الوضع نحو الأسوء إلى إجلاء العشرات من السكان المقيمين بالقرى المجاورة والقريبة من الحرائق كإجراء وقائي، حيث لم يستبعد حدوث إختناق لديهم بسبب الدخان الكثيف الذي عمّ بالمنطقة، وحسب مصادر من الحماية المدنية فإنّ عمليات التدخل شملت عدّة مناطق منها "المنشار، عين الكبيرة، باب تازة"، في حين اجتاحت النيران مساحات كبيرة على مدى يومين، الأمر نفسه الذي حدث بولاية سيدي بلعباس حيث إندلعت النيران منذ مساء أول أمس ولا تزال مشتعلة بمساحات كبيرة من الغابات المتواجدة ما بين دائرة "تنيرة" وبلدية "رجم دموش"، مخلّفة إتلاف مجموعة كبيرة من الأشجار، ولاية مستغانم هي الأخرى سجّلت بها إلى غاية أمس الأول حرائق مهولة تسبّبت في إتلاف ما يربو عن 19 هكتارا من أشجار الغابات طول الأسبوع الجاري، منها 12 هكتارا بغابة بلدية خير الدين وبلدية ماسرى، فيما تمّ إنقاذ 48 هكتارا مجاورة كانت قاب قوسين أو أدنى من امتداد الحريق إليها.أمّا ولاية غليزان فقد بلغت المساحات المتلفة بها بفعل الحرائق خلال هذا الأسبوع نحو 12 هكتارا بمنطقة القلعة التي اجتاحتها النيران عبر حدود ولاية معسكر، كما عرفت منطقة سيدي لزرق بزمورة هي الأخرى حرائق مختلفة إضافة إلى غابات الرمكة بحدود ولاية تيسمسيلت، هذه الأخيرة التي سجّل بها ما بين ليلة الاثنين إلى الثلاثاء الماضي حرائق أتت على 14 هكتارا بمنطقة بوقايد بالأزهرية، واستطاعت فرق الحماية المدنية التحكّم في الحريق الذي أتلف أشجار الأرز الغابي بعد تدخلّها في ساعات متأخرة من اليوم الموالي. ولاية الشلف هي الأخرى لم تكن بمنأى عن موجة الحرائق التي شبّت بمختلف ولايات الغرب حيث تمّ تسجيل إتلاف ما يفوق 15 هكتارا من المساحات الغابية نهاية الأسبوع الماضي، أمّا ولاية تيارت فقد أشارت مصادر من محافظة الغابات إلى نشوب عدّة حرائق بها هذا الأسبوع ليبلغ العدد الإجمالي للمساحات التي مسّتها ألسنة النيران 43 هكتارا، وفضلا عن عدّة حوادث مشابهة بمختلف الولايات لم تقتصر على الغابات فقط وإنّما كذلك الحقول وأكوام التبن المجمّعة إلى جانب الأحراش والحشائش يكون هذا الأسبوع من أشدّ الفترات إضرارا بالمساحات الخضراء، فيما تشير أغلب التدخّلات في هذه الحرائق إلى ترجيح مسبّبات هذه الحرائق إلى إحتمال موجة الحرّ العاتية التي عرفتها مختلف الولايات مؤخّرا، بينما لا تزال التحقيقات مفتوحة لإزاحة الستار عمّا إذا كانت هناك تعمّدات فردية أو جماعية وراء هذه الحرائق. ف.ش.ص/مراسون