اتهم الشيخ حسين العبيدي إمام جامع الزيتونة بتونس العاصمة، ثاني أقدم جامع في شمال افريقيا بعد جامع عقبة بن نافع بالقيروان، الاثنين، وزارة الشؤون الدينية بالتضييق عليه ومحاولة تنحيته من الإمامة، بعدما رفض "فتح أبواب الجامع على مصراعيه أمام التيارات الوهابية" على حد تعبيره. وقال العبيدي في تصريح نشرته جريدة "الصباح الأسبوعي" ان الوزارة بعثت إليه "تنبيها" مكتوبا حذرته فيه من دخول جامع الزيتونة، و"هددت" بملاحقته قضائيا بموجب "قانون المساجد" الذي يوصف بالقمعي الصادر في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. ولم يتسن على الفور الحصول على تعليق من وزارة الشؤون الدينية حول هذه الاتهامات. وقال العبيدي "الغاية من إقصائي وتهديدي هو فتح أبواب جامع الزيتونة على مصراعيها امام التيارات الوهابية" لافتا إلى أنه أقام دعوى قضائية ضد وزارة الشؤون الدينية بتهمة "التهديد". وتابع "ازداد غضبهم (وزارة الشؤون الدينية) بعد رفضي دخول (الداعية المصري) محمد حسان للجامع الأعظم". وزار محمد حسان تونس الأسبوع الماضي بدعوة من جمعيات دينية محسوبة على حركة النهضة الإسلامية الحاكمة. وقبل حلول حسان بتونس، أعلن حسين العبيدي انه لن يسمح لأي من شيوخ "الوهابية" بدخول جامع الزيتونة. ويعرف جامع الزيتونة في تونس باسم "الجامع الأعظم" وهو ثاني جامع يبنى في شمال أفريقيا بعد جامع عقبة بن نافع في القيروان وسط غرب تونس أول مدينة للإسلام في شمال افريقيا التي بنيت قبل نحو 14 قرنا. ويقول مؤرخون ان هناك خصومة تاريخية وفكرية بين جامع الزيتونة الذي انبثقت منه أول جامعة علمية في العالم الإسلامي والتيار الوهابي السعودي. ويتهم شيوخ بجامع الزيتونة الحكومة التي تقودها حركة النهضة باستقدام شيوخ من دول خليجية لنشر الفكر الوهابي المتشدد في تونس. ويرجع هؤلاء ظاهرة التطرف الديني في تونس إلى انتشار الفكر الوهابي وخاصة في صفوف الشباب حديث العهد بالتدين. وفي 12 ماي 2012 وقع وزراء الشؤون الدينية والتعليم العالي والتربية والشيخ حسين العبيدي على وثيقة نصت على أن "جامع الزيتونة مؤسسة إسلامية علمية تربوية مستقلة غير تابعة" للدولة و"تتمتع بالشخصية القانونية" وعلى أن العبيدي هو "شيخ الجامع الأعظم وفروعه" وأن التصرف في الجامع وتنظيمه يعود إلى المشيخة. لكن الوزراء الثلاثة تنصلوا من هذه الوثيقة وأعلنوا في بيان مشترك أصدروه في 8 أوت 2012 ان "مشيخة جامعة الزيتونة تابعة قانونيا لرئاسة الحكومة" وأن "إدارة جامع الزيتونة من حيث تعيين الأئمة والمؤذنين وسائر الاعوان وتنظيم المناسبات والدروس العلمية والتوعوية هي من مشمولات وزارة الشؤون الدينية وتحت إشرافها المباشر". وفي أوت 2012 أقرت محكمة تونس الابتدائية باستقلالية جامع الزيتونة ورفضت دعوى قضائية استعجاليه أقامتها وزارة الشؤون الدينة لتنحية حسين العبيدي.