يبدو الوضع الاجتماعي في ولايات غرب البلاد هذه الأيام على حفا الانفجار الوشيك إن لم يكن قد حدث ذلك فعلا مع بداية بروز جملة من المؤشرات المرتبطة مع بعضها البعض لحالات غضب غير منظمة واحتجاجات عفوية تطورت في بعض الأحيان إلى أحداث شغب محدودة في ولايات تلمسان، البيض ووهران في الأيام القليلة الماضية. وفيما يرى ملاحظون أنه بعدما لم تستطع البطاطا وسعرها المرتفع إخراج الجزائريين للشارع للمطالبة بالحفاظ على القدرة الشرائية من الاندثار، فان الماء والسكنات ما يزالان المحرك الأساسي للشارع عبر كل الولايات، حيث يتواصل في ولاية البيض احتجاج عشرات المواطنين أمام مقر الولاية عقب نشر قائمة المستفيدين من حصة 442 سكنا اجتماعيا والتي حملت الكثير من المفاجآت للبعض على اعتبار أنها تضمنت حسب المواطنين المحتجين تجاوزات خطيرة في عملية التوزيع وتحديد المستفيدين وهو المبرر الذي جعل الطعون تتهاطل بشكل غير مسبوق على القائمة لحظة نشرها في المرة الأولى ثم تأجيلها إلى غاية نشرها خلال هذا الأسبوع، علما أن الاحتجاجات تضمنت اتهامات سياسية مبطنة في كون إسقاط البعض تم لعدم مشاركتهم في الانتخابات، وتغيير مقر الإقامة بما يعد زيادة في رصيد مخاوف المواطنين المتمسكين بفكرة عدم التوجه نحو الصناديق. وحول قضية السكنات أيضا، ما يزال ملف المباني القديمة مفتوحا في وهران إلى درجة وضع السلطات المحلية في مأزق غير مسبوق ارتفعت حدته عقب اطلاع الرئيس بوتفليقة شخصيا خلال زيارته للولاية بداية الشهر الماضي على الوضع المأساوي والطريقة الارتجالية التي تعاملت بها السلطات الولائية مع ملف المرّحلين عن حيّ الصنوبر أو البلانتير، كما طالب الرئيس بتشكيل لجنة تحقيق وزارية فضحت بعض تلك الممارسات وبيّنت وجود أكثر من 40 مستفيد غير قانوني لكن ذلك لم ينه المسألة حيث أدارت السلطات ظهرها للتقرير وتركته نائما في الأرشيف دون تبيان ما إذا كانت ستتبعه إجراءات أخرى على أرض الواقع أو لا، وقد عرفت ولاية وهران خلال اليومين الأخيرين احتجاجات لسكان مزرعة قارة 2 والقاطنين بيوتا قصديرية بسبب تعامل السلطات معهم بارتجالية حيث أعلن الوالي السابق انجاز مشروع لإسكانهم وجاء الوالي الحالي ليلغيه بطريقة غامضة وغير مفهومة. ولكن الوضع الاجتماعي المتقلب أو الآخذ نحو الانفجار، أخذ صورا أخرى أكثر سخونة في ولاية تلمسان وبالتحديد في المناطق الحدودية التي خرج فيها مواطنون بالأمس وقبله للمطالبة بالماء وتحسين الظروف المعيشية، علما أن موقع الاحتجاجات يحمل أكثر من دلالة لكونه يقع في المناطق الحدودية ويرتبط بتوجه كثير من الشباب هناك إلى نشاط التهريب بعدما تم سدت في أبوابهم جميع المنافذ للعيش الكريم، ويتخوف كثيرون من انتقال عدوى الاحتجاجات الشعبية العارمة إلى مناطق أخرى وولايات ما تزال يعاني سكانها من كثرة الأمراض والأوبئة وكذا ضعف القدرة الشرائية وارتفاع الأسعار، وهو الحطب الذي يقول البعض أنه قد يشكل خطرا مع أيّ محاولة لإشعال الجبهة الاجتماعية عشية حلول شهر رمضان والدخول المدرسي، رغم محاولة النقابة العمالية العتيدة ومعها الحكومة تطمين الكثيرين بخطتها لزيادة الأجور ومراجعتها. قادة بن عمار