شبح الشغب والعنف في الملاعب يعود ليسكن من جديد هذا الأسبوع قلوب الجميع في المملكة المتحدة. فقد أدّت المصادمات الدامية بين شرطة مكافحة الشغب وأنصار فريقي واست هام وميلوال المتنافسين الشّرسين، أدّت بذاكرة الجميع هنا إلى تلك الأيام السوداء لسنوات السبعينات والثمانينات التي انتهت بحرمان الفرق الإنجليزية من المشاركة في المقابلات الأوروبية لمدّة خمس سنوات على إثر الحادثة التي أودت بحياة 39 من روّاد المقابلة النهائية لكأس أوروبا سنة 1985 ببروكسل بين فريقي ليفربول وجوفنتس. فقبل ثلاث دقائق من نهاية المقابلة التى جمعت الفريقين الجارين في إطار تصفيات المرحلة الثانية لكأس كارلينغ لكرة القدم، كان فريق ميلوال متقدّما على منافسه وجاره واست هام بهف مقابل لاشيء. وفجأة يتحقّق التعادل، فتندفع جماهير واست هام لاكتساح الميدان. وتتوقّف المقابلة. وبعد استئنافها يتمّ تسجيل الهدف الثاني عن طريق ضربة جزاء فيكرّر الأنصار اجتياحهم للملعب. ثمّ تَحْدث المفاجأة الأكبر خلال الوقت الضائع من الدقائق الثلاثة الأخيرة في المقابلة، حيث يخرج الفريق المنهزم منتصرا بثلاثة أهداف، فتغزو جماهير الأنصار، الهائجة فرحا، الملعب من جديد. وكانت المصادمات بين أنصار واست هام وأكثر من 500 فرد من عناصر شرطة مكافحة الشغب قد انطلقت في الشوارع قبل انطلاق تلك المقابلة، حيث ألقى رواد ملعب أوبتن مارك الحجارة والزجاجات والقارورات الفارغة على رجال الأمن. ثم تواصلت المواجهة بعد المقابلة أيضا خارج ساحة الملعب، لتتمخض عن إيقاف 13 من المتهمين بالتسبب في حوادث الشغب وعن الإعتداء على عدد من المناصرين وإصابة بعضهم بجروح وعن بعض الأضرار بالممتلكات داخل الملعب وخارجه، وعن موجة من الهلع بين المواطنين في محيط الأحداث. وأورد شهود عيان محاولات لإشعال حرائق طفيفة. وكان أنصار كلا الفريقين قد ردّدوا أثناء جريان المقابلة عبارات عنصريّة ضدّ لاعبي الفريق الآخر، وهي الجريمة التى يتعرّض من مارسها في الملاعب لعواقب سياسةٍ صارمة ليس فيها أدنى تسامح تصل إلى المنع النهائيّ من دخول الملاعب. وقد اتفق الناديان في بيان مشترك على أنّ:»لا مكان للعنصريّة في مجتمعنا«. وبين أنصار هذين الفريقين الجارين بضواحي لندن، سوابق من التنافس لدرجة العنف أحيانا، وشهدت سنة 2005 آخر مقابلة جمعت بينهما. ويعود تاريخ بدء المواجهات بينهما إلى منتصف العشرينات من القرن الماضي عندما واصل عمّال ميناء ميلوال العمل في حين أضرب عمال إيست آنذ. ويرى الباحث الجامعي جون ويليمس أن خطر مثل هذه الخصومات، كما حدث في السبعينات، مؤهل للإنفجار في أيّ لحظة، ولهذا، كما يرى، فإنّ المقابلة بين هذين الفريقين هي أشدّ المقابلات احتمالا للمخاطر. وممّا أهّل الوضع للإنفجار، أن نادي واست هام ، الذي يحتل المرتبة 11 بين فرق النخبة العشرين، أراد تعزيز حظوظه في مقابلة كأس كارلينغ، الثانية من حيث الأهميّة بعد كأس جمعية كرة القدم، خفّض من سعر التذاكر ممّا وسّع دائرة المقبلين على المقابلة من غير المداومين على مناصرته، الذين ليس لديهم رادع العقوبة كالذي يهدّد الأنصار المداومين. يُضاف إلى هذا أن عدد التذاكر المخصّصة لأنصار الفريق الزائر، الذي يحتل المرتبة التاسعة بين 24 فريق من الدرجة الأولى، كانت محصورة في 2300 تذكرة مما أجبر كثيرين منهم أن يتنقلوا للمعب بدون حجز مسبق. أكثر من ذلك أنّ بعض الصحف أشارت إلى دلائل على أن أعمال الشغب كانت منظمة ومخطّط لها، كما أشارت إلى استعمال الهاتف النقال من طرف الأنصار كوسيلة لتخطيط أعمال للشغب وذلك بتبادل المعلومات عن أماكن تواجد الشرطة حتّى تُتاح لهم ظروف تنفيذ ما دبّروه. ومن بين الرّسائل النصيّة المتبادلة عبر الجوّال جاءت الوصيّة التالية: »لا تنس اصطحاب مضربك واترك ابناءك في البيت«. وفى الوقت الذي صرّحت فيه مصالح الشرطة أن أحدا من عناصرها لم يُصب بسوء، ولكنّها أكّدت أنها تواصل تحرّياتها بمراجعة النظر في شريط الأحداث، واستعراض التسجيلات المصوّرة سواء داخل الملعب أو خارجه بهدف رصد كلّ المخالفات والمخالفين. ومن جهته، وعد نادي واست هام بالتحقيق المعمّق في: »حوادث العنف المؤسفة« وإلحاق أقصى العقوبات بكلّ من تورّط فيها. أمّا نادي ميلوال فهدّد أنصاره المورطين في الأحداث بحرمانهم النهائي من الإنتماء إلى عضوية الفريق. وصرّح الناطق باسم جمعية كرة القدم بأنّ من ثبت ضلوعه في هذه الأحداث سيتمّ إقصاؤه إلى الأبد من الملاعب، كما أدان الإضطرابات بشدّة واعدا ب: »العمل على تقصّي كلّ الوقائع والملابسات مع مختلف الأطراف والشرطة والنوادي«. وممّا تبيّن تأكيده، أنّ نادي واست هام سيكون عليه أن يُثبت للجمعيّة أنه لم يتوان في اتخاذ كل الإحتياطات اللازمة لتجنّب حدوث تلك المشاهد البشعة وذلك حتّى يتجنّب احتمال أن يُفرض عليه اللعب أمام مدرجات خاوية من المشاهدين أثناء مقابلات البطولة الأولى أو يُقصى من منافسة كأس كارلينغ. غير أن رئيس فدرالية أنصار فرق كرة القدم، السيد مالكولم كلارك، حذّر الجمعية من:»هيستيريا المبالغة في ردود الفعل« على شغب الجماهير الذي يجب النظر له ضمن منظور تطوّريّ. إذ أن الحدث، في رأية، مهمّ ولكنّه لا يسمح باستخلاص نتائج بعيدة المدى، وإن كان لابد من التوصّل إلى أجوبة بيّنة لتجنّب تكرار مثل تلك الأحداث في المستقبل. وعلى المستوى السياسي وصف وزير الرياضة السيد جيري ساتكليف الأحداث بأنّها: »إساءة مخزية لسمعة الرياضة«، مؤيّدا بدون تحفظ: »دعوة فدرالية كرة القدم لإنزال عقوبة الإقصاء المؤبد من ارتياد الملاعب على المتورِّطين في أعمال الشغب«. وأكّد: »أنّنا لن نسمح البتّة بعودة الأيام السوداء لسنوات السبعينات والثمانينات بعد ما تمّ تحقيقه من تطوّر ملموس خلال السنوات العشرين الماضية في محاربة الشغب في الملاعب ببلادنا«. وبالفعل فقد سنّت الدولة سلسلة من القوانين ووفّرت أموالا للتكوين وخفّفت من الرّسوم على النوادي لفائدة تحسين الملاعب. كما وفّرت الحكومة سياسة تأمين المحيط الماديّ في الملاعب ليكون أقل إثارة للمشاعر العدوانية وتبرير حوادث الشغب وكذا ضمان توفّر شروط الأمن والأمان. بالإضافة غلى تخصيص أجنحة من المدرّجات للأسر والأطفال، لتشجيع العائلات والنساء على حظور المقبلات وتعزيز النزعة الإيجابية في سلوك الشباب والريضيين. هذا زيادة على رفع تسعيرة تذاكر الدخول مما حرم فئات واسعة من الشبان، الأكثر عرضة لممارسة العنف، من أن يؤموا الملاعب. ومما ساهم في الإنخفاض التدريجي لظاهرة العنف في الملاعب هو جملة القوانين الصارمة التي صنّفت مختلف درجات الجرائم المرتبطة بها والأحكام التي يلقاها مرتكبها، أحدها صدر سنة 1986 والثاني سنة 1989 والثالث سنة 1991 يُصنّف ثلاثة مخالفات جديدة هي رمي الحجارة على الجمهور وفي الملعب، والتورّط في أداء الأهازيج العنصرية والنزول إلى ساحة الملعب بدون إذن. ثمّ جاء قاونون 1999 الذي نصّ على عقوبة المنع النهائي من دخول الملاعب. كما تمّ أيضا منع سفر المشاغبين إلى الخارج. أمّا وزارة الداخليّة فقد نحت للتفكير في رفع التكلفة التى تدفعها الفرق لتغطية مصاريف مصالح الأمن أثناء المقابلات، وهي المبالغ التي تتحمّلها النوادي ومصالح الشرطة، حيث تُغطّي النوادي مصاريف الحماية الأمنية داخل الملاعب، وتساهم في التكاليف الأخرى بالتوافق مع الشرطة والسلطات المحليّة. غير أنّ اللجنة البرلمانية للشؤون الداخلية طلبت من النّوادي أن تدفع أيضا المصاريف الناجمة عن حماية الأمن داخل وسائل النقل التي يستعملها روّاد الملاعب القادمين لمشاهدة المقابلات. غير أن مدير اتحادية الدّور الأول لكرة القدم رد بأنّ: »الأنصار أثناء تنقّلهم ما هم إلا مواطنين عاديين وليسوا متفرّجين«. واعتبر أنّ مساهمة الإندية بدفع ما قيمته 700 مليون جنيه استرليني من الظرائب سنويا يكفي لسداد تلك المصاريف. وتقدّر صحيفة الغارديان تكاليف الأمن الخاص بكرة القدم التي تدفعها فرق الجمعية البالغ عددها 92 ناديا يتراوح ما بين 12 و 15 مليون جنيه استرلينيّ، بالإضافة إلى مبلغ 11.5 مليون جنيه تُصرف على المضيفين في الملاعب فيما يتعلّق بفرق الجمعية وأكثر من 10 ملايين فيما يتعلّق بفرق النخبة المحترفة. ومن جهتها عبّرت مصالح الشرطة عن رغبتها في أن تُغطّى كامل المصاريف الناجمة عن قيامها بالمهام الأمنية مما يستدعي إضافة مبلغ 10 ملايين جنيه لميزانيتها. حقيقة، إن مثل هذه الأحداث من الشغب كانت نادرة خلال الشنوات الفارطة. ولكن مصالح الشرطة تُحصي كل عمليّة إيقاف لها علاقة بمقابلات الفرق المحترفة وكذا كل حكم بالمنع من دخول الملاعب ضد مرتكبي المخالفات الخطيرة أو المصرّين على معاودة ارتكابها. وتنشر مصالحها المختصّة سنويّا قائمة الفرق مصحوبة بعَدَد وأصناف المخالفات التي سجلها أنصار كلّ منها. وحسب آخر سجلّ للسنة الماضية، يحتل ميلوال المرتبة الثالثة، حيث نُسبت له 117 مخالفة، بعد كل من ليدز (152) وكارديف (136)، أمّا واست هام فوَرد إسمه في وسط القائمة ب 39 مخالفة. وبمقارنة دورة 88/89 بدورة 2007/2008 نلاحظ أن عدد أعمال العنف قد انخفظت بأكثر من الثلث. وقد بلغت نسبة المقابلات التي لم تحضرها الشرطة لحماية الأمن إلى قرابة النصف سنة 2007/2008. ولهذا يستبعد الدكتور جوفري بيرسن من جامعة ليفربول، الذي ألّف أهم كتاب حول الشغب في الملاعب البريطانية، أن أحداث واست هام لا تُمثل عودة لأحداث الشغب التي عرفتها المملكة المتحدة في السابق. وإذ يذكر أن عدد عمليات التوقيف قد انخفضت من 6000 آلاف مسجلة في الثمانينات إلى أقلّ من 4000 حاليا، فليؤكّد أنّ الظاهرة لم تنقرض، ويُطَمْئن، في نفس الحين، بأن العودة لتلك الأيام السوداء من الشغب لن يعود البتة، لأن عدد المنخرطين في تلك الأحداث يقل باستمرار. ويرى الصحافي دافيد كون أن سبب انخفاض أحداث الشغب يعود إلى أن الكثيرين من شبان الثمانينات، الذين عايشوا عشرات ضحايا العنف، قد اقتنعوا أنه لا مناص لهم من تغيير سلوكهم. كما أن الشرطة أوقفت عددا من »الرواد« عبر عدد من النوادي، وتمّ أيضا إلغاء وقوف المتفرّجين بإجبار الملاعب على توفير مقعد جلوس لكلِّ فرد، بالإضافة إلى تنصيب الكاميرات بشكل يرصد نشاط المشاغبين. ومن جهتها، يضيف الصحافي، فإن تغطية وسائل الإعلام لمباريات كرة القدم أصبحت احتفالية، وليست مُدينة كما كان الحال في السابق، مما خلق تفاعل الجمهور مع الأفراح، وليس الأحزان، التى تجلبها اللقاءات. ولكنّ التّهويل الذي صاحب هذه الأحداث يعود إلى بضعة أسباب في مقدّمتها أن كرة القدم المحترفة في المملكة المتحدة هي صناعة محليّة تجلب للملاعب سنويّا ما يقارب 5 ملايين متفرّج كما أصبحت اليوم صناعة عالمية بفضل النقل التلفزيّ المباشر لفائدة مئات الملايين من المشاهدين عبرالعالم الذين يتشوّقون خاصّة لمتابعة مباريات الدّوري الممتاز للفرق المحترفة البريطنية. كما أن هذه الأحداث تأتي في الوقت الذي تتأهب فيه بريطانيا للفوز بإقامة ألعاب كأس العالم لكرة القدم في سنة 2018 على أرضها. والحال أن بريطانيا تفخر بثقافتها الرياضية العصريّة وبأعراس مقابلاتها التي تُدخل البهجة على قلوب الملايين من عديد القارّات وتجمع أفراحُ لقاءاتها فئات من مختلف الأعراق والأجناس. وإذ لابد من تقصّي أسباب هذه الظاهرة، فنذكر أولا أنّ أحداث الشغب تشمل في الغالب سلوكات غير عنيفة بما ذلك التحرّش اللفظي ضدّ أنصار الفريق الخصم والتهديد باستعمال العنف والسخريّة المذلّة، وإن كانت نواة المشاغبين تميل لممارسة الشجار ومطاردة الخصوم. ويؤكد المؤرخون أن حوادث الشغب في الملاعب البريطانية، كما هو الحال عبر العالم، ليس ظاهرة جديدة، وإنّما الإهتمام بها منذ الستينات من طرف وسائل الإعلام هو الجديد. غير أنّ ما يُحسب على أنصار الفرق الإنجليزية هو أنّها تفرّدت بتصدير الشغب خارج حدود وطنها. إلا أنّ ما ميّز حوادث الشغب لسنوات الثمانينات والتسعينات هو أنها كانت في الغالب تُرافق الفريق الوطني البريطاني، كامتداد للنّخوة الوطنية النّاجمة عن حرب الفولكلاند سنة 1982. ويحلّل المعلّق الرياضي بيتر بيترسون ظاهرة الشغب فيقول أن السبب لا يكمن البتّة في لعبة كرة القدم بل في المجتمع الذي يعاني من البطالة، وتبعاتها النفسية والإجتماعية، ومن ارتفاع حظوة اليمين المتطرّف. وبالنسبة للباحث ويليمس فإن الظاهرة تعود إلى حاجة الأفراد إلى تفجير »شحنات الإنفعالّ« إذ: »أن غالبية هؤلاء الشبّان تربّوا في أحياء صغيرة، ويكونوا قد انتسبوا إلى عصابات الحي وأدّت بهم تنشئتهم إلى الإيمان بمناصرة أقرانهم والوفاء لأبناء الحومة«، ومن مؤشرات هذه الثاقافة، يضيف الباحث: »أن الشبان يقصدون وسط المدينة لقنص فرصة المشاجرة. وأكبر ميدان لممارسة هذه النزعة هو ساحة كرة القدم«. ومنذ الثمانينات لم تعد المواجهات تجري بين المتخاصمين للدفاع عن حِمى الأنصار داخل الملاعب بل خارجها، وخاصّة على إثر انتهاء المقبلات. ويركّز الباحثون دانون ومورفي وويليمس من جامعة ليستر على عنصر التسيّد كتجسيد للحس الرجولي العنيف. وهذا الإحساس له تجسيد آخر في التأسدد على العرين كحيّز يجب حمايته من طمع الغير. أمّا الأنتروبولوجي أرمنسترونغ من جامعة شايفيلد فيرد النزعة إلى الحاجة لتكريس الذات وإثبات تفوّقها على الآخر في حلبة المنافسة. وكما هو الحال في بقيّة دول العالم، فإنّ النقاش في بريطانيا حول الشغب والعنف في الملاعب يقود إلى الحديث عن تلك الإنتقادات التي يوجّهها كل جيل إلى الجيل الذي يسبقه والمتعلّقة بتدهور قيم الجيل الجديد وتدنّي الإرتباط الأسري وضعف تلاحم الجماعة والتخلّي عن التقاليد والقيم الموروثة وضعف السلطة المعنويّة على الأبناء. وممّا يستحقّ الذّكر أنه منذ الثمانينات، ظهر الترابط بين الحركات السياسية والجماعات المنظمة للشغب في الملاعب، ومنها المنظمات اليمينية المتطرّفة. ومؤخرا، عبّرت من تُسمّي نفسها عصبة الدفاع البريطانية، المتورّطة في مواجهات عنيفة ضد أعداء الفاشية انتهت بتوقيف 34 من عناصرها، عن نيّتها في تجنيد أنصار فرق كرة القدم للمشاركة في سلسلة من الإحتجاجات ضد من وصفتهم ب: »المسلمين المتطرفين« عبر بريطانيا. وقد اعتبر وايمن بينيت أحد أمناء الإتحاد لمكافحة الفاشية أن مسعى العصبة هو في نفس الوقت:»جمع العدد وتجنيد المستعدّين للمشاجرة«، وكشف عن أنهم يريدون إحداث انفجار لخدمة أهداف الحزب اليميني المتطرّف في بريطانيا. وكان السيد نيف غريفين، زعيم هذا الحزب قد اتهم اتحاد مكافحة الفاشية بأنّه يرغب في تحويل الشباب المسلم: »إلى فيالق مواجهة لتحقيق أهداف ثورتهم اليساريّة«. تبقى كلمة أخيرة عن أهميّة دور الإعلام في تأجيج وخفت جذوة الشغب والعنف في الملاعب، بعيدا عن اتهامه الساذج بأنّه قد يكون المتسبّب في تلك الحوادث. وفعلا، كثيرا ما تميل الصحافة إلى المبالغة في شحذ مشاعر التنافس بين أنصار الفرق وتلحّ على حتميّة المواجهة الصداميّة بينهما بل وتهييء كلا الطرفين لخوض حرب مصيريّة. ومن اليسير أن نجد، مثلا، في الصحافة المصرية، التي تتأهب لمقابلة فريقها بالفريق الجزائريّ، ألفاظا شبه جهاديّة يتضرّعون فيها لله لنصرتهم في حربهم المقدّسة ضد خصم لا تتوان في شيطنته كلّما وجدت مبرّرا لذلك، ومهما كان بُطلان تلك المبرّرات أو ضُعفها.