انتخب حسين آيت احمد على رأس الجبهة القوى الاشتراكية فجر أمس لعهدة ثانية في ختام أشغال المؤتمر الرابع للحزب حيث فار زعيم الأفافاس بأغلبية 582 صوتا من بين 616 صوتا في الاقتراع السري الذي نافسه فيه "شكليا" مناعي مراد أحد المناضلين الشباب، وقد حصل على 34 صوتا. الأفافس جدد أيضا هيئاته بانتخاب أعضاء المجلس الوطني الجدد وعددهم 90 عضوا يمثلون 28 ولاية ( فيدراليات) من بينهم ثلاث نساء، إضافة إلى الأعضاء رؤساء الفيدراليات وذلك بعد إعادة هيكلتها لاحقا حسب ما ينص عليه القانون الأساسي للحزب. من جهتها قررت جبهة القوى الاشتراكية عقب مؤتمرها الرابع الرمي بثقلها في المحليات المقبلة المقررة لنهاية نوفمبر القادم، واعتبر المؤتمر أن الأحزاب السياسية الموجودة على الساحة أثبتت عدم تمثيلها الشعب عقب "العقوبة" التي لقنها إياها في تشريعيات ماي الماضي، لذلك لم يقم الأففاس حتى بدعوة أي منها لافتتاح مؤتمره، معتبرا أنه من غير الممكن أبدا إقامة تحالفات مع الطبقة السياسية من أي نوع كانت سواء كانت استراتيجية، سياسية او عرقية، مؤكدا ان العمل الحقيقي لا بد أن يكون مع المواطنين والطبقات المستضعفة أخذ بعين النظر أي كان، حيث أكد الناطق الرسمي باسم المؤتمر أن الاففاس استبق الأحداث بحكم حنكته و اطلاعه على حقيقة ما يجري في الساحة السياسية ودعا لمقاطعة التشريعيات التي قاطعها الشعب جملة وتفصيلا. وحسبما اعلن في المؤتمر فان رئيس الحزب ايت احمد سيجتمع غدا الاثنين القادم بمقر الحزب بأعضاء المجلس الوطني المنتخبين حيث سيتم تعيين السكرتير الأول للحزب والذي بدوره سيعين لاحقا أعضاء الأمانة الوطنية . وأوضح ايت احمد أن حزبه "ضيع ست سنوات" دون إعطاء هدف الانفتاح على المجتمع الذي تم التأكيد عليه في المؤتمر الثالث حقه من التجسيد حاثا مناضليه على ضرورة الذهاب من الآن بقوة وبطريقة سلمية في هذا النهج لان جبهة القوى الاشتراكية قد "وضعت على السكة". وكان الزعيم التاريخي لجبهة القوى الاشتراكية حسين آيت أحمد أكد عن استعداده لخدمة أي مبادرة تهدف إلى تغيير النظام السياسي في الجزائر بالطرق السلمية موضحا أن الوقت قد حان لقيام جمهورية ديمقراطية اجتماعية ثانية في الجزائر، تكون الكلمة فيها للطبقات الاجتماعية المحرومة". ويبقى اختيار السكرتير الوطني الأول للحزب المهة الصعبة التي ظلت في عاتق "الدا الحسين" قبل الاطمئنان على مستقبل الحزب عشية المحليات، حيث تحدثت مصادر من داخل المؤتمر ان "الزعيم" الذي تحدث للمنشقين ليلة عقد المؤتمر وتهدءتهم بما يمكن من مرور أشغال المؤتمر في سلام، سيلعب ورقة الشخصية الجامعة لتفادي غضب من مرروا فرصة المؤتمر دون خلق مشاكل لذلك يجب انتظار يوم غد للتعرف على الوجه الذي سيقود الاففاس للمحليات بتعليمات الرئيس الذي سيعود على إقامته في سويسرا. غنية قمراوي