جدد زعيم حزب جبهة القوى الاشتراكية، حسين آيت أحمد، الثقة في السكرتير الأول، كريم طابو، لإدارة شؤون الحزب لعهدة جديدة، وهو الاسم الذي علق عليه الدا الحسين آمالا كبيرة لإعادة ترتيب أداء الحزب في الساحة السياسية على الصعيد الوطني والدولي، أملا في إعادة التموقع بالساحة السياسية الوطنية. انتهت أمس أشغال الدورة العادية لحزب جبهة القوى الاشتراكية بإعادة تزكية السكرتير الأول، كريم طابو، لمواصلة إدارة شؤون أول وأكبر حزب معارض بالجزائر، وإن كانت رسالة آيت أحمد لمناضليه تحمل خطابا راديكاليا معهودا في مواقف الحزب، كالتنديد بالأوضاع السائدة، الغلق الإعلامي والنقابي، استمرار مظاهر الرشوة، وتردي الأوضاع الاجتماعية، إلا أنها تحمل دعوة تعد الأولى من نوعها منذ اختيار الزعيم آيت أحمد منفاه الاختياري بسويسرا، وذلك من خلال مطالبة آيت أحمد بالتقييم الجدي للمسار السياسي الذي قطعه الأفافاس في ندوة وطنية لإطارات ومناضلي الحزب. وتأتي هذه الدعوة في وقت عرفت جبهة القوى الاشتراكية تراجعا في الساحة السياسية، حتى في معقله القديم منطقة القبائل، مثلما وقع في آخر انتخابات محلية شارك فيها الحزب، ما جعل كريم طابو يقدم استقالته آنذاك، وهي الاستقالة التي رفضها آيت أحمد، وهو تراجع أرجعه الملاحظون إلى مقاطعة الحزب للمواعيد السياسية الكبرى، باعتبارها قناعة سياسية ترفض تزكية النظام من خلال الانضمام إلى المؤسسات المركزية، مع الاكتفاء بالنشاط في المؤسسات المحلية القريبة من المواطن وانشغالاته، كان آخرها دعوته لمقاطعة الانتخابات الرئاسية الأخيرة في أفريل 2009 ، وهو نفس الموقف الذي تبناه في انتخابات التجديد النصفي لمجلس الأمة الأخيرة.