تتسبب الإعاقات أحيانا في إقصاء هذه الفئة عن المجتمع وانكماشهم وبقائهم بعيدا في معزل عما يدور فيه. في حين تكون لدى البعض الحافز للسير بخطى ثابتة على درب العلم وتحقيق النجاح. إسمهان.. شابة في ربيع العمر، رمز آخر من رموز الصمود والتحدي والإصرار، ورغم أن رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، كرّمها بعد حصولها على شهادة البكالوريا ودخولها الجامعة، إلا أن المجتمع يصرّ على إقصائها وتهميشها. قصدت الشابة دهبال إسمهان، البالغة من العمر 25 سنة، والتي تعاني من إعاقة في السمع والنطق أمس، مقر "الشروق اليومي" مرفوقة بوالدتها، محمّلة بصورة تكريمها من قبل الرئيس بوتفليقة وشهادة نجاحها في البكالوريا، تقنيات المحاسبة دورة جوان 2007 بمعدل مقبول، وليسانس في العلوم التجارية تخصص مالية دورة جوان 2011، حيث راحت والدتها تتحدث عن معاناة ابنتها التي ولدت مريضة ولم يتم اكتشاف وضعها إلا عندما بلغت سنتين ونصفا لتبدأ رحلة العلاج. ورغم إعاقتها، استطاعت إسمهان أن تُثبت براعتها في قراءة لغة الشفاه، فلم تكن بحاجة لتعلم لغة الإشارة وهو ما مكّنها من القراءة بشكل عادي في المدرسة والإكمالية ثم الثانوية مع زملائها بشكل طبيعي. ولم تواجه إسمهان أية صعوبات خلال مسارها التعليمي لتتمكن من النجاح بمساعدة أطباء مختصين في فئة "الصم البكم"، وبوجود والدتها بقربها دوما ومساعدة السيدة "نصيرة أركيش". وبعد نيلها لشهادة البكالوريا، قررت دخول كلية العلوم الاقتصادية والتجارية بدالي إبراهيم، ونجحت في اجتياز كل الامتحانات. وهي حاليا تُجري تربص "مكتبية" في مدرسة خاصة بالقبة. تبتسم إسمهان وتحاول أن تتحدث إلينا ببعض الكلمات لتوضح أن مشكلتها الراهنة هي العمل، فإعاقتها لم تكن يوما حائلا بينها وبين حلم إكمال دراستها إلا أنها اليوم تقف عقبة أمام ولوجها عالم الشغل. فقد دقت جميع الأبواب لكنها موصدة فالمؤسسات ترفض توظيفها نظرا إلى إعاقتها. وناشدت المواطنين والمؤسسات عبر صفحات الجريدة أن يمنحوها فرصة العمل حتى وإن كانت الوظيفة لا تتناسب مع شهادتها، فالأهم بالنسبة إليها هو تحقيق ذاتها وتحدي الإعاقة.