عجزت مولودية وهران، سهرة أمس الأول ، ورهنت حظوظها في المشاركة في دوري أبطال العرب، عقب هزيمتها بميدانها أمام نادي العربي الكويتي، الذي عرف كيف يسير المقابلة، ويدخل المولودية في دوامة من المشاكل التي قد تحدث تغيرات كبيرة داخل الفريق. الشوط الأول تميز بلعب متكافىء مع تنظيم أفضل للفريق الزائر الذي تميزت عناصره بالهدوء والرزانة في الدفاع والوسط والسرعة في التنفيذ في الهجوم، وهو ما جعلهم يشكلون خطورة واضحة على الحارس جبرات، خصوصا في الربع ساعة الأول حيث كاد فراس الخطيب في مناسبتين وخالد عبد القدوس في مناسبة واحدة من افتتاح مجال التهديف أمام فريق حمراوي بدا تائها في هذا اللقاء. المولودية لم تتمكن خلال هذا الشوط من فرض أسلوب لعبها، وبدا عدم الانسجام واضحا بين اللاعبين، وهو شيء طبيعي باعتبار أن ڤوميز دخل بثلاثة لاعبين قدماء فقط (بلعباس، ركاب وبراجة) وحدو مولاي الذي لم يأت للمولودية إلا في منتصف الموسم الماضي، فيما يعد هذا الموسم الأول لسبعة لاعبين جدد أشركهم ڤوميز في هذا اللقاء، وهو ما صعب من مأموريته في خلق أسلوب لعب يعتمد على التفاهم والآلية في اللعب، عكس الفريق الضيف، الذي لعب المواجهة بتشكيلة كان يبدو عليها الانسجام والتفاهم بين عناصرها. في الشوط الثاني، تغيرت المجريات بعد إخراج حانيستار ودخول شعيب الذي شغل الجهة اليمنى، وهو ما أعطى لوسط الميدان حلولا أكثر لبسط اللعب والعودة إلى أسلوب المولودية المعروف، ما مكن أبناء المدرب ڤوميز من التحكم أكثر في اللقاء، وهو ما مكنها من خلق العديد من الفرص عن طريق براجة وشعيب وبحاري الذي سجل أخطر فرصة للمولودية في النصف ساعة الأولى من المقابلة بعد أن اصطدمت قذفته القوية بالعارضة الأفقية لمرمى الحارس يوسف شويني، فيما اكتفى الفريق الخصم تجميد اللعب والدافع عن منطقته، مع القيام ببعض الهجمات المعاكسة التي كادت تأتي أكلها في الد 64 بعد خطأ فادح من المدافع بشيري، ليتأخر ذلك إلى غاية الدقيقة 82 بعد خطأ فادح من بشيري من طرف الحارس زيتوني الذي دخل مكان الحارس الأساسي جبرات مباشرة مع بداية الشوط الثاني، وهو ما جعل المدرجات المغطاة تتحول إلى حلبة للصراع، بعد أن أقدم أنصار المولودية على تحطيم الكراسي ورميها داخل الملعب، كما أعقب تسجيل الهدف توجيه شتائم بالجملة للرئيس جباري الذي غادر الملعب مباشرة بعد نهاية المقابلة ولم يدخل غرف تغيير الملابس كما جرت العادة. انطباعات: ڤوميز (مدرب مولودية وهران): هذه أول مرة في حياتي أشهاد جمهورا يقف ضد فريقه ويساند الفريق الخصم، أما عن المقابلة فأعتقد أن الحظ خان فريقي ووقف إلى جانب الفريق الخصم، خاصة في لقطة تسجيل الهدف الذي جاء من مخالفة وهمية صفرها الحكم. لقد انتهى اليوم شوط من المباراة، وبقى آخر في الكويت، وفريقي قادر على العودة بالتأهل من هناك، خاصة وأننا سنلعب دون ضغط. رشاو (مدرب العربي الكويتي): حققنا اليوم نتيجة إيجابية، لكنها غير كافية لضمان التأهل الذي سنلعب ورقته الأخيرة في الكويت، وسأبذل قصارى جهدي لأفهم لاعبي فريقي أننا لم نتأهل بعد. لعبنا مقابلة اليوم بتشكيلة شابة، منها بعض العناصر التي تلعب في الفريق الوطني الكويتي صنف أشبال، وعلى كل أنا راض عن نتيجة اليوم لكن أعيدها وأكررها أننا لم نتأهل بعد والمولودية قادرة على خلق صعوبات كبيرة لنا في الكويت. أصداء من المقابلة دخول مذل للأنصار تنظيم سيء للغاية عرفته المواجهة، خاصة فيما يتعلق بالظروف التي صاحبت دخول المناصرين إلى المدرجات، فبسبب الاكتفاء بفتح أربعة أبواب فقط وغلق ال 18 الباقية، ظل أغلب الأنصار خارج الملعب رغم وجود تذاكر دخول الملعب بأيديهم، ومن سنحت له الفرصة بالدخول فقد عانى من صعوبات كثيرة. براجة.. أنا موجود دخول عناصر المولودية للقيام بعملية الإحماء ميزه الدورة الشرفية التي قام بها براجة حول أرضية الميدان وتحية الأنصار، وكأن براجة أراد أن يقول للحمراوة "أنا أحييكم، إذن أنا موجود" وهذا على خلفية الصراع الذي نشب بين اللاعب والمدرب ڤوميز الذي شطب اسمه من القائمة الرسمية في اللقاءين الأخيرين أمام شباب بلوزداد ثم اتحاد الجزائر. تحويل مكان البدلاء والكاميرات تم نقل مقاعد البدلاء والكاميرات المكلفة بتغطية المواجهة أسفل المدرجات غير المغطاة، وبالضبط تحت المدرجات التي تشهد عملة ترميم، وهذا تفاديا -ربما- للتعرض للمقذوفات التي قد يلقيها الأنصار، وكذا لعدم إظهار المدرجات الشاغرة أثناء تصوير المقابلة. الحمراوة يفضلون المنعرج أول جهة امتلأت بالأنصار، كانت -كالعادة- المنعرج الذي يوجد به اللوح الإلكتروني، حيث أضحت هذه الجهة هي المفضلة لدى أنصار المولودية، بعد أن كانت هي الجهة الأخيرة التي يقصدها الأنصار. الحمري بارصا تلهب المدرجات بعد أن نشطت أعراس الوهرانيين طيلة فترة الصيف، تفاعل الجمهور الغفير الذي حضر المواجهة مع أغنية فرقة الهناء "الحمري بارصا" وذلك في الوقت الذي كان فيه زملاء حانيستار يقومون بعملية الإحماء. . وإلى أن تتحسن نتائج المولودية، يبقى الجمهور يتمنى أن يعود فريقهم إلى سابق عهده كقوة ضاربة في وسط الميدان والهجوم على غرار "البارصا". لا قهوة ولا ماء.. لأن الوقت بين موعد الإفطار ووقت انطلاق المباراة كان ضيقا، فقد اشتكى الأنصار كثيرا من غياب القهوة والماء في الملعب، ما دفعهم إلى ذلك من رجال الإعلام الذين كانوا مكلفين بتغطية المباراة والأنصار يعتقدون أن ظروف الصحفيين أفضل وأكثر راحة من ظروفهم، لكن سعيهم خاب، لأن حتى الصحفيين افتقدوا القهوة في هذه السهرة الرمضانية. بوعزة خارج التعداد رغم الأهازيج المنادية بإدخال بوعزة في الشوط الثاني، إلا أن المدرب البرتغالي للمولودية، ڤوميز، فضل ادخال ڤولدوين، بعد أن قام بتغييرين مع بداية الشوط الثاني بعد الخروج الاضطراري للحارس جبرات ودخول شعيب مكان حانيستار، وهي التغييرات التي جاءت على حساب نية الجمهور الوهراني الذي خاب مسعاه في رؤية فاهم بوعزة في هذه المقابلة. جباري يهرب بأفكاره بعد المقابلة مباشرة كما جرت عليه العادة في كل مرة يريد فيها جباري إقالة أحد مدربيه السابقين، فإن الرجل الأول في المولودية ترك الملعب مباشرة بعد نهاية المقابلة نحو وجهة مجهولة، وهو الأسلوب الذي ظل جباري يعتمده في كل مرة يريد فيها إقالة مدربه. وعلى هذا الأساس، ظل السؤال الأكثر تداولا في غرف تغيير الملابس هو هل بالإمكان إقالة ڤوميز بعد سلسلة النتائج المتواضعة التي سجلها الحمراوة منذ بداية البطولة، وهو التساؤل الذي نقلناه لبعض المقربين من الرئيس جباري لكن دون رد واضح من هؤلاء.. "لو كان غير خلاوا الشلف" لم ينس بعض أنصار مولودية وهران أن فريقهم شارك في هذه الدورة بفضل الفنادق والملعب الكبير، وليس بفضل نتائج فريقهم، ومباشرة بعد نهاية المقابلة، علق أحد المناصرين قائلا "والله لو كان غير خلاوا الشلف تلعب دوري أبطال العرب" في إشارة واضحة منه واعتراف بأن الشلف أقوى من المولودية، وهي أحق بتمثيل الجزائر في هذه الدورة. ر.مختار المقال في صفحة الجريدة pdf