تعود تشكيلة مولودية باتنة إلى جو التدريبات مساء اليوم برؤية جديدة مبنية على الإستراتيجية التي رسمتها الهيئة المسيرة بالتنسيق مع الطاقم الفني الرامية إلى الوقوف على حقيقة إمكانات اللاعبين الشبان الذين تمت ترقيتهم إلى صنف الأكابر بغية منحهم فرص التحضير في هذا المستوى واستغلال المباريات المتبقية من البطولة حتى يبرهنوا على صحة إمكاناتهم وبالمرة كسب ثقة المدرب لوضعهم في تعداد الموسم الجديد، وهي الفترة التي لا يريد القائمون على شؤون النادي تفويتها مادامت تصنف في خانة التحضير للفترة الجديدة في ظل عدم جدوى مواصلة المشوار بلاعبي الأكابر الذين أخفقوا في إبقاء المولودية ضمن أندية القسم الأول. لقاء البليدة كشف قدرة الشبان على رفع التحدي وإذا كانت المولودية قد عجزت عن تحقيق الفوز في اللقاء الأخير أمام اتحاد البليدة إلا أن في المقابل كشفت المواجهة المذكورة عن بعض النقاط الإيجابية التي صبّت في المرود العام للاعبين الشبان الذين أقحمهم المدربين لطرش وبن جاب الله في صورة عليلي، شواطي، حجيج، إضافة إلى البديل بلهادي في انتظار منح الفرصة لأسماء أخرى كانت حاضرة في مقعد البدلاء يتقدمهم زڤرير، لطرش والحارس ليتيم، وهو ما أعطى صورة لأسرة النادي على قدرة الشبان على رفع التحدي تدريجيا وفق البرنامج المسطر من الطاقم الفني إلى غاية نهاية الموسم. نحو برمجة مباريات ودية لوضعهم في الصورة يعتزم الطاقم الفني للمولودية برمجة العديد من المباريات الودية التحضيرية مع أندية سيتم اختيارها مستقبلا ضمن إطار كسب اللياقة التنافسية للاعبين الشبان ومنحهم فرص إضافية لكسب الخبرة في هذا المستوى قصد منحهم فرص إضافية للاحتكاك في هذا المستوى وكسب رؤية جديدة تضعهم في الصورة من الآن وتهيئهم لما ينتظرهم خلال الموسم المقبل، حيث أكدت الإدارة الباتنية أنّ الأسماء التي تمت ترقيتها ستكون أمام اختبار حقيقي قبل القيام بالغربلة وفق الرؤية الفنية للمدربين الذين سيعانون إمكانات شبان النادي ومدى قدرتهم على كسب الرهان وفرض أنفسهم وخلافة الأسماء التي ستغادر بنهاية بطولة هذا العام. زيداني لن يتخلّى عن التشبيب لتخفيف حدة الأزمة ويتضح من خلال التحركات التي تميّز الإدارة الباتنية أن رئيس الفريق زيداني مصمّم على إتباع خيار تشبيب التشكيلة بعد أن رهنت المولودية حظوظها في ضمان البقاء، وهو ما جعله يصل إلى قناعة تصب في حتمية الاعتماد على ورقة الشبان والمواهب الكروية القادرة على رفع التحدي من منطلق إضفاء دم جديد للتشكيلة إضافة إلى التخفيف من حدة الأزمة وعدم إمكانية انتداب لاعبين بأموال باهظة دون تحقيق الأهداف المرجوة دون نسيان أزمة المديونية التي تحتم إعادة النظر في طريقة تسويتها مع التقليل من حجم المصاريف أمام غياب مداخيل بديلة مقارنة بالفرق الأخرى التي تلعب الأدوار الأولى كل موسم. رهان على عدم التفريط في العناصر غير المنتهية عقودها وعلاوة على الأسماء الشابة التي ستخضع للمعاينة قبل الفصل في العناصر التي يتم الإبقاء على خدماتها فإن الهيئة المسيرة غير مستعدة للتنازل عن اللاعبين الذين لازالت تربطهم عقود مع الفريق على غرار الملتحقين في فترة “الميركاتو”، مثل الحارس طوال الذي لفت الانتباه بالأداء المقدم في مجمل المباريات التي لعبها إضافة إلى المدافع المحوري دبوس الذي يعرف الباتنية إمكاناته بحكم أنه حمل ألوان المولودية الموسم المنصرم ولاعب الوسط حفيظ المرشح للبروز بمرور الوقت وهذا دون نسيان بقية الأسماء التي سجلت حضورها منذ بداية الموسم في صورة بيطام، هزيل، وناس، دحوان وغيرهم. التشكيلة تستأنف التدريبات مساء اليوم من المنتظر أن تعود العناصر الباتنية إلى جو التدريبات أمسية اليوم في حدود الساعة الثالثة بعد راحة دامت 5 أيام وبالضبط منذ مباراة الثلاثاء المنصرم أمام اتحاد البليدة، حيث سيعمل الطاقم الفني على تسطير البرنامج الجديد الذي يسعى إلى إنجاحه وفق السياسة المتبعة من قبل الهيئة المسيرة التي تراهن على لعب ورقة الشبان ومنحهم فرص البروز في الجولات المتبقية من عمر البطولة. نحو تسجيل غيابات كثيرة كالعادة وحسب الأجواء السائدة في محيط النادي فإنه من غير المستبعد أن يتم تكرار السيناريوهات السابقة بتسجيل عدد هام من الغيابات بخصوص العناصر الأساسية خاصة تلك التي غابت عن التدريبات في الأيام المنصرم أو التي تخلّفت عن مباراة اتحاد البليدة لأسباب غير واضحة، وهي الغيابات التي سيعتبرها الكثير منتظرة في حال حدوثها خاصة أن المولودية أنهت الموسم قبل الأوان بعد أن رهنت حظوظها في ضمان البقاء على خلفية الإخفاقات الخمسة المتتالية في الجولات الأخيرة. الإدارة ستدرس قضية اللاعبين المقاطعين تعتزم الهيئة المسيرة للمولودية البت بحر هذا الأسبوع في مسألة اللاعبين الذين قاطعوا لقاء البليدة بدون مبررات مقنعة، حيث تصر إدارة زيداني على تطبيق بنود القانون الداخلي وفرض عقوبات مالية بالدرجة الأولى من باب فرض هيبتها التي فقدت في المدة الأخيرة إثر المشاكل المتراكمة التي عقّدت وضعية النادي ومهّدت لمغادرة حظيرة القسم الأول. ------------------------------------------------------------- بيطام: “الحظ خاننا منذ البداية والمولودية تملك رجالا سيعيدونها إلى القسم الأول“ كيف هي الأجواء في ظل السقوط شبه المؤكد إلى القسم الثاني؟ هذه هي كرة القدم، فرغم أنه ليس من السهل تقبّل ما حدث لنا هذا الموسم وعجّل بالعودة إلى القسم الثاني، إلا أنه من الواجب علينا ألا نفشل مادام بالعمل يمكننا أن نعيد الأمور إلى نصابها لأن العيب ليس في السقوط بل في عدم إيجاد الطرق المناسبة لاستعادة سمعة النادي. في رأيك ما هي الأسباب التي أدت إلى هذه الوضعية؟ هناك عدة عوامل لا يمكن الحديث عنها بشكل مفصل، لكن المؤكد أن الكثير من الأمور لم تكن مبنية على أسس صحيحة وهو ما جعلنا نفقد السيطرة على الوضع وتتوالي الإخفاقات التي عرقلت مسيرتنا في البطولة وجعلتنا من أسبوع إلى آخر نجد صعوبات كبيرة في تدارك الوضع. لكن الانطلاقة كانت مقبولة في الجولات الثلاث الأولى؟ هذا صحيح حيث أن الهزيمة أمام تلمسان لم تؤثر فينا وهو ما جعلنا نتدارك ذلك بفوز مهم أمام مولودية وهران ثم إرغام شبيبة بجاية على التعادل بميدانها، لكن ذلك لم يكن كافيا بعد عقدة الهزائم التي عانينا منها في ميداننا وهو ما أدى إلى عدم استقرار العارضة الفنية وتداول عدد معتبر من المدربين إضافة إلى العديد من المشاكل التي أزّمت الوضعية تدريجيا. من يتحمّل مسؤولية عدم التسيير المحكم لمتطلبات هذا الموسم؟ في نظري الجميع له ضلع في الصعوبات التي صادفت المولودية ولا يمكن إعفاء أي طرف، لكن حسب رأيي فإن سوء الحظ كان له دور كبير في النتائج السلبية المحققة حيث أدّينا مباريات في المستوى لكن الحظ لم يخدمنا وعندما لا تكون محظوظا فإنه مهما كانت الجهود المقدمة فإن النتيجة تكون سلبية في الأخير وهو ما يؤثر سلبا في معنويات اللاعبين . هل ترى أن اللاعبين قصّروا في أداء ما هو منتظر منهم؟ نحن كلاعبين لا نتهرّب من المسؤولية بحكم أننا نحن الذين نحسم النتيجة فوق الميدان إلا أنه في الوقت نفسه أدينا ما علينا من أجل تحسين وضعية النادي لكن الحظ خاننا إضافة إلى تراكم المشاكل التي تجعل اللاعب يتأثر بما يحدث في محيط النادي مهما حاول التركيز وحرص على أداء مهامه. الإدارة تراهن على منح الفرصة للشبان في الجولات المقبلة، ما رأيك؟ هذا أمر إيجابي من شانه أن يحفّز اللاعبين الشبان على البرهنة واستغلال الفرص المتاحة لهم، وأعتقد أن المستقبل أمامهم وما عليهم سوى العمل بجدية والاستماع إلى نصائح المدربين حتى يحققوا طموحاتهم ويوظفوا قدراتهم في خدمة الفريق بمرور الوقت. كثيرون اعتبروك اكتشاف الموسم في تشكيلة المولودية، فكيف تقيّم مردودك؟ لم أقم سوى بواجبي، فرغم أن اللعب في القسم الأول ليس سهلا في ظل الافتقاد إلى الخبرة إلا أني بمرور الوقت عملت على تجاوز مختلف العوائق لفرض إمكاناتي والحمد لله أن مجمل المدربين الذين تعاقبوا على النادي منحوا لي فرصة اللعب وهو ما جعلني أسعى إلى تطوير مردودي، ومع ذلك فإنه من اللازم المواصلة بالعزيمة والإرادة ذاتها حتى أكون دائما في مستوى طموحات أسرة المولودية. هل وجدت صعوبات وأنت تلعب في المحور إلى جانب رزيوق، لوكيلي أو دبوس؟ الصعوبات كانت في بداية الموسم وهذا أمر منتظر في ظل نقص الانسجام لكن مع مرور الجولات لم أجد صعوبات كثيرة خاصة أنني تعودت على اللعب في المحور في مختلف الفئات الشبانية وهو ما حفزني على البرهنة أكثر في الأكابر خاصة في ظل التسهيلات التي وجدتها من قبل زملائي. كيف كان شعورك حين منحك المدرب شارة القيادة في لقاء البليدة رغم أنك لازلت في صنف الأواسط؟ هذا شرف كبير لي ويزيد في الوقت نفسه المسؤولية الملقاة على عاتقي، أشكر المدرب على الثقة التي وضعها فيّ وهذه مرحلة مهمة لي حتى أعرف معنى المسؤولية وأواصل العمل بجدية لتقديم الأفضل مستقبلا . البعض يرى أنك تستحق التفاتة من مدرب المنتخب الوطني للمحليين، ما قولك؟ لا يمكن التدخل في خيارات المدرب الذي يعرف مصلحة المنتخب المحلي، لكن أعتقد أنّ المرتبة الأخيرة التي تحتلها المولودية منذ بداية الموسم هي التي تسببت في تهميشي، لكن هذا لا يمنعني من مواصلة العمل بكل تفان حتى أكون دائما في الموعد وعندما تتاح لي الفرصة سأبرهن بالشكل الذي يعكس حقيقة إمكاناتي. هل ترى أن المولودية قادرة على العودة مجددا إلى القسم الأول؟ يجب أن نفهم شيئا مهما وهو أن هذا السقوط لن يقلل من مكانة وسمعة مولودية باتنة لأن المولودية لها تاريخ كبير وجمهور عريض كما تملك رجالا قادرين على رفع التحدي وإعادتها إلى القسم الأول خاصة أن الشيء الأساسي هو العمل ورسم طموحات تتوافق مع حجم النادي.