بدأ شهر رمضان في إسبانيا بمسجد جديد في مدينة برشلونة أكبر مدن البلاد يسع أكثر من 400 مصل، ليصبح واحدًا من أكبر المساجد في منطقة كاتالونيا أكثر مناطق إسبانيا ازدهارا والتي تستقطب عددا كبيرا من أفراد الأقلية المسلمة. وافتتح المسجد الجديد مع أول أيام شهر رمضان، وهو ما اعتبرته وسائل إعلام إسبانية بداية جيدة لهذا الشهر في إسبانيا. وقالت صحيفة "لافانغوارديا" -وهي كبرى الصحف اليومية الكاتالونية: إن هذا المسجد الذي افتتح في منطقة "رامبلا دي رابال"- يستوعب بشكل كبير أفراد الجالية الباكستانية بالمنطقة، والتي تشكل نسبة كبيرة من المهاجرين؛ إذ ارتفع عدد أفرادها بشكل ملحوظ خلال السنوات العشر الماضية، واعتبرت الصحيفة أنه على الرغم من بناء هذا المسجد الجديد فإنه يبقى غير قادر على استيعاب الأعداد المتزايدة من المهاجرين المسلمين في كاتالونيا، وأضافت أن تفكير الأقلية المسلمة في "رامبلا دي رابال" لا يزال منصبا على بناء مسجد كبير يمكنه استيعاب آلاف المصلين خصوصا في أيام الأعياد. وأشارت "لافانغوارديا" إلى أن صلاة العيد في هذه المنطقة لا تزال تقام مثل كل عام في الملعب الرياضي المغطى "بوليديبورتيفو"؛ لأنه لا يوجد أي مسجد يمكن أن يستوعب الجموع الغفيرة من المصلين يوم عيد الفطر أو يوم عيد الأضحى. وأعاد رمضان إلى الواجهة قضية قلة المساجد الكبيرة بإسبانيا؛ إذ توجد بضع مئات من المصليات الصغيرة التي لا تستوعب أحيانا أكثر من 10 مصلين، وحسب المجلس الإسلامي في كاتالونيا، فإن مطلب بناء مسجد كبير في برشلونة يعود إلى أكثر من 10 سنوات، غير أن هناك ترددا واضحا من جانب الحكومة المحلية التي سبق أن أعطت وعودا بالسماح ببناء المسجد قبل أن تجمد هذا القرار "لأسباب غير مفهومة"، حسب المجلس. ويتجاوز عدد المهاجرين المسلمين في كاتالونيا نصف مليون نسمة، حسب إحصائيات غير رسمية، أغلبهم من المغاربة والباكستانيين، في حين تفيد السلطات بوجود مائتي ألف مسلم في المنطقة على الأقل، دون احتساب الإسبان الذين اعتنقوا الإسلام، والذين يقدرون ببضع مئات. افتتاح مسجد جديد خلال شهر رمضان لم يقتصر على برشلونة، فلقد افتتح مسجد آخر في مدينة مالقة جنوبي البلاد، يتوقع أن يستوعب بضع مئات من المصلين، إضافة إلى مساجد أخرى صغيرة في مدن مايوركا وويلبا ومرسية. غير أن الخبر الأكثر إسعادا للأقلية المسلمة مع بداية رمضان الحالي هو قبول السلطات مشروعا لبناء أكبر مركز إسلامي في أوروبا، والذي سيتم إنشاؤه في مدينة مالقة، دون تحديد تاريخ بداية العمل في المشروع. ويثير هذا المشروع حماس مسلمي إسبانيا الذين تعرضوا في السنوات الأخيرة إلى حملة قوية تقودها تيارات مقربة من اليمين المتطرف، لوقف مشاريع بناء عدد من المساجد في البلاد. وقال محمد عفيفي مسئول المركز الإسلامي بالعاصمة مدريد بأن حلول شهر رمضان يمثل فرصة كبيرة لتقريب شعائر الإسلام من الإسبان، خصوصا في ظل الاهتمام الكبير لوسائل الإعلام بهذا الشهر المبارك. وأضاف عفيفي أن العدد الكبير من المهاجرين المسلمين الذين يواظبون على الصيام يساعد بشكل كبير في تلقي المركز عددا كبيرا من الأسئلة التي يوجهها إسبان حول الإسلام وموضوع الصيام في رمضان. هذه الإنجازات، تشير إلى أن الإسلام عاد ليقرع من جديد أبواب الأندلس المفقود في إسبانيا. الوكالات