يشهد شهر رمضان هذا العام ظاهرة غير مسبوقة في إسبانيا تتمثل في توزيع وجبات إفطار على النساء الأرامل في بعض المدن، فيما تقبل الأقلية المسلمة بشكل متزايد على المشاركة في تمويل وجبات إفطار أو »موائد الرحمن«. وحسب بيان نشرته على الانترنت، ستقوم »مؤسسة الهلال الأبيض« الإسلامية الخيرية بتوزيع حوالي 500 وجبة افطار يوميا على الاسر المعوزة خصوصا النساء اللاتي يعشن بلا عائل، أو الأرامل اللاتي يعلن اطفالا في عدة مدن، بينها مدينة سبتة ذات الغالبية المسلمة، والتي تطالب المغرب باستعادتها من إسبانيا. وأوضحت المؤسسة أنها ستقوم أيضا - بعد انتهاء شهر الصوم - بتوزيع مجموعة من المواد الغذائية الأساسية يوم 20 من كل شهر على هذه الاسر، في ضوء ارتفاع أسعار هذه السلع مؤخرا في إسبانيا، وقدرت قيمة المجموعة الواحدة من هذه السلع بما يتراوح بين 75 و80 أورو، تعتمد على تبرعات المحسنين. على صيعد متصل، ذكرت مصادر خيرية إسلامية في إسبانيا أن عددا متزايدا من الأسر المسلمة في هذا البلد أبدت لمنظمات وهيئات إسلامية رغبتها في المشاركة في تمويل، وجبات افطار للمحتاجين في شهر الصوم. ويعيش في إسبانيا عشرات الآلاف من المهاجرين المسلمين غير الشرعيين الذين لا يملكون أوراق الإقامة القانونية في البلاد، والكثيرون منهم لا يتوفرون على مساكن خاصة، وهو ما يجعلهم الاكثر عرضة للمعاناة خلال رمضان. وتقيم مؤسسات اسلامية موائد إفطار للصائمين في مدن اسبانية منذ سنة 1997، غير أن ارتفاع عدد المهاجرين في البلاد، الذين يصل عددهم حاليا الى ازيد من مليون شخص، سيدفع المؤسسات والهيئات الإسلامية إلى تخصيص مقراتها أو ساحات المساجد لاستضافة الصائمين هذا العام، حسب المصادر الخيرية. ويحل شهر رمضان هذا العام مرفوقا بإنجاز نسبي لمسلمي البلاد، حيث تقرر رسميا تخصيص مقبرة خاصة للمسلمين في منطقة لوجرونيو، شمال البلاد، وهي منطقة تعرف وجودا كبيرا للأقليات المسلمة، خصوصا تلك الوافدة من باكستان والمغرب، إضافة إلى المهاجرين من غانا ومالي والجزائر وموريتانيا والسنغال. ويرتقب أن تبدأ عملية دفن موتى المسلمين في مقابر لوجرونيو مطلع العام المقبل، وهوما سيخفف أعباد المهاجرين المسلمين، خصوصا من الجالية الباسكتانية التي يجد أفرادها مشاكل كبيرة مع ارتفاع تكاليف ارسال جثامين موتاهم إلى باكستان عبر الطائرات، والتي تصل تكاليفها إلى ازيد من 7 آلاف أورو، إضافة إلى أن الاجراءات الادارية المعمول بها تجعل عملية ارسال الجثامين إلى البلدان الأصالية للمهاجرين تتأخر لأسبوعين في كثير من الأحيان. وفي تصريحات لوسائل إعلام محلية، قال فداء حسين - رئيس جمعية "من أجل الاندماج" في لاريوخا بلوجرونيو- : إن مطلب توفير مقبرة المسلمين في المنطقة تم إيداعه لدى السلطات الإسبانية قبل سنوات طويلة وإن الاعلان عن قبول الطلب حاليا من جانب السلطات »مصدر سعادة للأقلية المسلمة«، وأضاف حسين ان المقبرة التي تقرر تخصيصها للمسلمين تجاور مقبرة للمسيحيين.