لقي ثلاثة عشرة شخصا حتفهم بولايتي المسيلة وعين الدفلى جراء الفيضانات العارمة والسيول الجارفة الناتجة عن الأمطار المتهاطلة بغزارة خلال ال 24 ساعة الاخيرة، من بينهم عشرة أشخاص لقو حتفهم غرقا يوم الجمعة في المسيلة بسبب فيضان الوديان، حيث كانوا على متن سياراتهم عندما جرفتهم مياه الوادي، ثلاثة مواطنين آخرين لقو حتفهم غرقا بعين الدفلى، زيادة على الخسائر المادية المعتبرة منها انهيار جسرين بالمسيلة، وانهيار العديد من المنازل والبنايات وتسرب السيول إلى بنايات أخرى، وانسداد الطرقات التي غمرتها السيول جارفة معها الحجارة والاوحال، وقد وجد الراجلون من العمال والطلبة والتلاميذ صعوبة كبيرة في الالتحاق بوجهاتهم في مختلف مناطق الوطن المسيلة: السيول تقتل 10 أشخاص وتهدم عددا من الجسور أدت الأمطار التي تهاطلت على ولاية المسيلة، ليلة أول أمس إلى تسجيل فيضانات بعديد من الأودية، الأمر الذي كان وراء وفاة 8 أشخاص، كانوا يقلون سيارة من نوع 404، حيث أثناء عبورهم، لواد مسران بعد الإفطار، داهمتهم سيوله الجارفة، وذلك بالمنطقة المعروفة باسم السيكران في الطرق الرابط بين بلديتي سليم وبئر الفضة، وتبعا للمعلومات التي تحصلت عليها الشروق اليومي، فإن الضحايا من عائلتين، عائلة شويخي وعمراني من بينهم 3 نساء ورجلان يفوق سنهما 40 سنة وطفلان الأول عمره ثلاث سنوات والثاني يبلغ من العمر 4 سنوات، إضافة إلى شاب 16 سنة، يذكر أن 7 ضحايا تم العثور عليهم، بينما لايزال البحث على سائق السيارة. كما تم العثور على جثتين لشابين من أسرة واحدة جرفهما فيضان الوادي لمنطقة المعاريف، حيث كان على متن سيارة من نوع "مازدا". مصالح الدرك التي كانت بعين المكان فور وقوع الكارثة، وتدخلت بالبلديات المعنية، أوضحت بأن ارتفاع منسوب مياه الوادي، أدى إلى جرف السيارة، مشيرة في نفس الوقت إلى أن كميات الأمطار التي تهاطلت على المنطقة، أدت بالتوازي إلى تحطيم جسر الدحادحية، بالطريق الوطني رقم 45 الرابط عاصمة الولاية المسيلة وبوسعادة، الأمر الذي كان وراء تحويل الطريق، في اتحاد المعذر، تفاديا لسيول الأمطار، كما تم تسجيل انهيار جسر آخر بالطريق الولائي الرابط بلدية تامسة ببلدية امجدل. وفي سياق الخسائر المسجلة ذكر شهود عيان من بلدية سليم التي تبعد عن عاصمة الولاية بأكثر من 120 كلم. بأن مياه الأمطار غمرت منزلين. وقد كان تدخل السكان سببا في إنقاذ العائلتين، وللتذكير فإن ولاية المسيلة، وبالضبط الجهة الجنوبية، شهدت منذ حوالي 4 أشهر كارثة مماثلة راح ضحيتها 11 شخصا. وفاة ثلاثة أشخاص بعين الدفلى وهلاك 70 رأس ماشية ببلعباس غمرت مياه الأمطار المتساقطة منذ ليلة أول أمس شوارع مدن مناطق وسط البلاد وفاضت الوديان، مما تسبب في هلاك عدد من الأشخاص وعزل طرقات وخسائر في بعض المساحات الزراعية والماشية. وقد هلك جرائها ثلاثة أشخاص بعين الدفلى، فقد انتشل أعوان الحماية المدنية جثة شخص، لم تعط هويته، من واد الريحان ببلدية مريانة، فيما جرفت السيول طفلة عمرها 12 سنة بتافشنة ببلدية جليدة، وجرفت المدعو خليج بلقاسم البالغ سنه 60 عاما، في أولاد زهان ببلدية بوراشد، وتواصل البحث عن الشخصين مساء البارحة. كما انهارت بيوت قصديرية بحي بني نغلان يضم النازحين من الإرهاب، وبشمال عاصمة الولاية، غمرت المياه العديد من المساكن والمؤسسات التربوية كاكمالية بسكري وثانوية غالمي، وكذا سقوط جدار فاصل بين خط السكك الحديدية والمؤسستين المذكورتين. وانعزلت مدينة العطاف لغاية صبيحة أمس، بسبب فيضان واد تيغزر من الناحية الشرقية وواد بوينان من الناحية الغربية وعليه حول مسار الطريق عبر بلدية تبركانين الكريمية بولاية الشلف، وسجل انسداد على مستوى الطريق الوطني رقم 4 ، وانسداد مفترق الطرق، العامرة، سيدي لخضر و الخميس. ضياع محاصيل البطاطا وتضررت الولاية التي تضمن 60 بالمائة من تغطية لمستوى الاستهلاك الوطني في مادة البطاطا، في عشرات الهكتارات من محاصيل البطاطا التي زرعت مؤخرا، كسهل العامرة العبادية والذي يسوق 60 بالمائة من المنتوج الولائي. انسداد الطريق الرابط مليانة وبن علال على مسافة 9 كلم بين المخاطرية والعامرة وبلغت كمية الأمطار المتساقطة 56 ملم، وانقطع التيار الكهربائي في بعض البلديات. وشهدت ولاية سيدي بلعباس أمطارا غزيرة، أدت لهلاك 70 رأسا من الغنم ملك للسيد -ش. عباس- بحي الهواء الطلق ببلدية تيغاليمات بعد انهيار جدار، وغمرت المياه عشرات المساكن، وانقطع التيار الكهربائي، وقطع الطريق الوطني رقم 13، حيث أخرجت سيارة من نوع "تيوتا" وسيارة "ميقان" بها ثلاثة أشخاص، من الأوحال بعد تدخل أعوان الحماية والدرك الوطني ومصالح البلدية لفتح الطريق مجددا. أما الجلفة فقد عرفت أمطارا طوفانية مصحوبة بحبات البرد تضررت منها على الأخص دائرة الشيوخ، وتضرر 50 مسكنا غمرتها المياه. وفي البويرة التي بلغ مستوى التساقط بها 30 ملم، غمر عشرات المنازل ببلديت الهاشمية والروراوة. كما تم غلق الطريق الوطني رقم واحد، بداية من الساعات الأولى من نهار أمس، وكانت أكوام الحجارة وجذوع الشجر تعيق حركة المرور ، بسبب المياه المتدفقة من أعالي جبال شفة بالبليدة، مما عزل حركة المرور باتجاه مناطق ولاية المدية التي بلغ بها مستوى التساقط 19 ملم خلال 12 ساعة تساقط دون انقطاع، وقضى أصحاب السيارات المتجهين نحو المدية طوابير لمدة قاربت 5 ساعات . وبولاية باتنة تم تشكيل خلية أزمة لتقييم حجم الخسائر المادية التي تسببت فيها الفيضانات جراء الأمطار الغزيرة التي تهاطلت طيلة ليلة الجمعة الى السبت والتي قدرتها مصالح الفلاحة ب 17,1 ملم . انهيار جسر ببسكرة وتسببت التقلبات الجوية ببسكرة التي شهدت أمطارا غزيرة عبر واحات الولاية في عرقلة سيولة المرور والحيلولة دون التحاق بعض التلاميذ بالمؤسسات التعليمية، حيث غمر الطريق الوطني رقم 83 بمنطقة زريبة شرق عاصمة الولاية، أدى لشل الحركة المرورية لساعات. أدى فيضان الوادي الأبيض بإقليم بلدية مشونش الى منع العديد من التلاميذ من التوجه الى مقاعد الدراسة وكذا الشأن بالنسبة للموظفين ومستعملي الطريق الذي يمر بمدينة مشونش، حيث انهار جسر على الوادي الأبيض. إنسداد النفق المحول يغرق باتنة في الوحل! أدى تساقط المطر الكثيف في منطقة باتنة والذي قدرته مصالح الأرصاد ب17 ملم، خاصة في المرتفعات والجبال الواقعة جنوبالمدينة، ثم انسداد النفق المحوّل المخصص لحماية المدينة من السيول والفيضانات بتجميع وادي الغراب وتازولت قرب باركافوراج والذي كلف زهاء 300 مليار سنتيم، إلى حدوث فيضانات مهولة أغرقت عدّة أحياء كحي الإخوة زموري ولمباركية والزمالة و84 مسكنا وحي 20 أوت (برج الغولة). وقد أدى ارتفاع المياه المتسرّبة على حافة الوادي المخترق للمدينة إلى غمر مئات المنازل بعضها داخله المياه على علو المتر ونصف المتر إبتداء من الساعة الثامنة ليلا، التي استمر فيها تساقط الأمطار الرعدية، ثم تحدث ثورة الوادي الذي أراد التهام المدينة الواقعة أصلا في منخفض، وقد سقطت عدّة جدران ببوعريف فيما خلف سقوط جدار على خزانة أنبوب غازي قرب حي برج الغولة (20 أوت) إلى انكسار الأنبوب أدى إلى تسرّب غازي خطير سمع صوته على بعد مئات الأمتار ما خلق حالة ذعر لدى سكان حي شيخي الذين سارعوا إلى إغلاق العدادات تفاديا للأسوأ قبل أن يتم إصلاح الأنبوب في ساعة ونصف من الزمن. وحسب شهود عيان، فإن عشرات أصحاب السيارات، اضطروا إلى التخلي عن سيارتهم والسباحة بعدما غمرتهم المياه في حي لافاردير ومنه إلى برج الغولة على علو يفوق المتر، فيما ارتطمت سيارة بعمود كهربائي وصعد بعضها فوق الرصيف، وتسربت المياه إلى مديرية التجارة والمجاهدين والمفتشية الجديدة للعمل، وتحول حي برج الغولة إلى بركة مياه عائمة، وجرفت السيول أمتعة المواطنين وبعض أغراضهم وسلعهم التجارية، خاصة لدى أصحاب محلات لافاردير حي 84 مسكنا حي الزمالة، فيما جرفت المياه عدّة سيارات قرب مستشفى باتنة، منها واحدة حملها الوادي المجاور لحي مباركية، وقد أدى تدخل الحماية المدنية الى انقاذ ثلاثة أشخاص داخل شاحنة من الغرق بحي لمباركية إلى تفادي الأضرار البشرية، فيما أدى تدخل شبان الأحياء إلى إنقاذ عشرات السيارات، بعدما تمّ جرّها ودفعها في أماكن آمنة. وفيما شكلت السلطات الولائية خلية أزمة لمتابعة الوضع، تساءل السكان عن جدوى النفق المحول الذي كلف الملايير، لكنه يعيش حالة إهمال وفوضى مزرية نتيجة عدم تطهيره وصيانته. وفي ظل تقاذف المسؤوليات حول الملكية والتطهير بين البلدية ومصالح الري، دفع المواطنون الثمن باهظا، بعدما اتضح أن "الكارثة" سببها انسداد النفق جزئيا، ثم تراكم الحشائش والأحجار والأوحال التي جرفها السيل لينسد المحول نهائيا، رغم التحذيرات بخصوص انسداد النفق المحول فإن عدم تحمل المسؤوليات والعجز هما السبب الأول فيما حدث. في سياق منفصل، وقع مساء أمس الأول حادثان مروريان خطيران، وقع الأول قرب عين ياقوت وأسفر عن مقتل أربعة أشخاص، أغلبهم من عائلة موفق إثر اصطدام مع مركبة أخرى، كما جرح شخصان آخران، وقتل المدير السابق للجزائرية للمياه بباتنة إثر حادث مرور قرب جسر وادي الڤرزي ببلدية فسديس. الطيب بوداود/طاهر حليسي/ بلقاسم عجاح/مراسلون