لا يعتبر فقدان البصر عائقا بالنسبة للمؤمنين، لأجل تعلم كتاب الله وحفظه، فإن الأبصار هي التي تعمى، بينما تبقى القلوب التي في الصدور مبصرة ومنيرة بآيات الله. محمد إرشاد مربعي المولود في أكتوبر عام 1989 بقسنطينة هو عيّنة من الذين وُلدوا في الظلام ولكن القرآن الكريم أنار حياتهم وأنار حياة عائلته، والده المهندس ووالدته الأستاذة الفيزيائية، وإخوته الثلاثة منهم الطبيبة والمهندس. اختار محمد إرشاد التخصص في أصول الدين موازاة مع تمكنه من حفظ كتاب الله إلى أن رفع راية الجزائر مع كتاب الله بحصوله على المركز الأول في مسابقة الجائزة الدولية الكبرى للقرآن الكريم التي احتضنتها دبي في أواخر شهر رمضان من عام 2010 في نسختها الرابعة عشر، حيث اعتبر أول مغاربي يتوج بها في مسابقة قدمت فيها كل دولة متسابقا فبلغ عددهم 71 من القارات الخمس، ولم يكن ضمن المتسابقين سوى الجزائري مربعي ومتسابق عراقي من كفيفي البصر. وكانت لمربعي عدة مشاركات دولية أولها في صيدا اللبنانية التي انتزع فيها الجائزة الثانية، وإذا كان محمد إرشاد قد واضب على الاستماع لترتيل الشيخ الحصري وعبد الباسط عبد الصمد والسديس والنشماوي، فإنه تمكن في السنوات السابقة عندما صلى بالمؤمنين التراويح بجامع الأمير عبد القادر بقسنطينة، وهو الترتيل الذي نقلته قناة القرآن الكريم. بكل تواضع ينفي المقرئ محمد إرشاد عن نفسه صفة المقرئ المتمكِّن، ويرى أن الوصول إلى هذه الدرجة مازال بعيدا، وعلاقة مربعي بالقرآن الكريم، بدأت منذ كان طفلا، رغم ولادته كفيفا، إذ أتمّ الحفظ وعمره 16 سنة، وبعد نجاحه في امتحان البكالوريا انضم إلى الجامعة الإسلامية فبقي مرتبطا بالقرآن الكريم، وإمكانية تضييعه حفظ كتاب الله غير واردة إطلاقا لأنه كما قال ل"الشروق اليومي" صار يشعر أن القرآن جزءٌ منه حيث يراجعه يوميا وحتى إن اشتغل بأمور أخرى لبضعة أيام استعاده بسهولة، مربعي الذي شارك في عدة مسابقات للقرآن الكريم خارج وداخل الوطن بما فيها مسابقة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة. ويعتبر مربعي المدرسة السورية هدفا مستقبليا، والقدوة بالنسبة إليه هو المقرئ الشيخ محمد كريم راجح فهو بالنسبة له مرجعا ومدرسة قائمة بذاتها.