أفادت مصادر متطابقة أن حسان حطاب المكني "أبو حمزة" مؤسس تنظيم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" قد سلم نفسه الأسبوع الماضي لأجهزة الأمن قصد الاستفادة من تدابير ميثاق السلم والمصالحة الوطنية. وذكرت مصادر "الشروق اليومي" أن حسان حطاب الذي كان من أبرز مؤيدي ميثاق السلم والمصالحة الوطنية قبل أن يسجل عليه بعض التحفظات التقنية في مارس 2006 قد سلم نفسه لأجهزة الأمن بعد تردد دام عدة أشهر في النزول من الجبل. وأضافت ذات المصادر أنه جرى الاتفاق مع مصالح الأمن على موعد ببلدية حسين داي بالعاصمة حيث وبمجرد تسليم نفسه تم نقله إلى جهة آمنة في انتظار استكمال الإجراءات الإدارية والقضائية علما أن أحد المحامين الذين فوضهم كان قد قام بالإجراءات اللازمة قبل انقضاء الآجال القانونية لميثاق السلم والمصالحة الوطنية في أوت 2006. وكان حسان حطاب قد تعرض لتهديدات بالقتل من طرف الأمير الوطني لتنظيم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" أبو مصعب عبد الودود الذي أصدر ضده بيان تحت عنوان :"براءة من أفعال حسن حطاب" جاء فيه أن حسان حطّاب "رجل قد بدت عليه علامات الانهزام منذ مدّة خاصة بعد أحداث 11سبتمبر ، فلمّا اجتمع مجلس الأعيان في صائفة 2003م لتقييم أوضاع الجماعة استقال و أصرّ على استقالته" كما وصفه بأنه "عضوا غريبا عن جسد الجهاد". وأفادت ذات المصادر أن تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" كان قد كلف، منذ مدة، سرية تابعة له لرصد تحركات حسان حطاب للقضاء عليه خلال شهر رمضان الكريم. وقد سجلت أجهزة الأمن في الفترة الأخيرة العديد من المحاولات لرصد مكان تواجد حسان حطاب بمنطقة قريبة من ذراع بن خدة بولاية تيزي وزو حيث يقيم هناك مع زوجته وثلاثة من أبناءه. ويعتقد أن محاولة تصفية حسان حطاب جاءت في إطار إستراتجية تستهدف قيادات العمل المسلح الذين زكوا مسعى السلم والمصالحة الوطنية مثل المحاولة الفاشلة لتصفية مصطفى كرطالي الأمير السابق لكتيبة الرحمان وأحد أبرز المسلحين السابقين الذين يدعمون سياسة المصالحة الوطنية وهو الإعتداء الذي إعترفت به قيادة "القاعدة" وقالت أن ما حدث كان "خطأ"!!. ويعتبر تخلي حسان حطاب عن العمل المسلح ضربة موجعة جديدة لتنظيم "القاعدة" بالنظر إلى أن حسان حطاب المكنى "أبو حمزة" كما يوصف بالوجوه الأساسية في العمل المسلح وظل محل إجماع طيلة السنوات الأخيرة بين أمراء السرايا وكتائب التنظيم الإرهابي. وجاء تخلي حطاب عن العمل المسلح بعد شهرين فقط عن انسحاب عبد القادر بن مسعود المكنى "مصعب أبو داوود" أمير المنطقة الصحراوية عن العمل المسلح مما يؤشر إلى وجود رغبة لدى قيادات العمل المسلح في التخلي نهائيا عن النشاط الإرهابي مع تزايد الانحراف وانتشار أعمال ذبح وقتل المدنيين. أنيس رحماني