أفادت مصادر عليمة بملف الجماعة السلفية للدعوة والقتال أن مؤسس التنظيم حسان حطاب تلقى عشرات من الرسائل عبر بريده الإلكتروني ٍُو من طرف مناضلين سابقين في الفيس المحل بالخارج للاستفادة من تدابير ميثاق السلم والمصالحة. رتيبة بوعدمة وأشارت المصادر ذاتها أن هؤلاء الأشخاص طلبوا من حسان حطاب ضمان عدم متابعتهم قضائيا في حال أرادوا العودة إلى أرض الوطن بعد ترددهم في ذلك مباشرة بعد إصدار الرئيس بوتفليقة ميثاق السلم والمصالحة . وحسب المعلومات المستقاة، فإن أغلبية المناضلين السابقين للجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة الذين راسلوا أبو حمزة يستقرون في أوروبا منذ توقيف المسار الانتخابي واضطروا إلى مغادرة الوطن خوفا من الاعتقال ويعتبر الكثير منهم الأمير السابق للجماعة السلفية للدعوة والقتال بمثابة وسيط بينهم وبين السلطة من أجل الاستفادة من تدابير ميثاق السلم والمصالحة، ويعولون كثيرا على تدخلاته على مستوى الرئيس بوتفليقة من أجل الاستفادة من تدابير المصالحة والعودة إلى المجتمع. واعتبر كثيروهم أن إطلاق مؤسس الجماعة السلفية للدعوة والقتال لموقع إلكتروني سماه موقع المصالحة الوطنية في الجزائر مكّنهم من طرح انشغالاتهم على أبو حمزة. وأشارت المصادر ذاتها أن أغلبيتهم يشتاقون لرؤية عائلاتهم وأن هاجس العشرية السوداء وعدم وجود إرادة من البعض للتكفل بانشغالاتهم، جعلهم يترددون في إيداع ملفاتهم على مستوى سفاراتهم في البلدان التي يستقرون بها. ويعرف الموقع الإلكتروني لحسان حطاب الذي أطلقه مباشرة، بعد نداء المصالحة الذي بثته قناة الجزيرة استكمالا لخرجاته الإعلامية، استقبال عشرات الرسائل الإلكترونية من تائبين وأشخاص عبروا عن نيتهم في تطليق العمل المسلح. وحسب مصادر متطابقة، فإن حطاب عكف على تقديم النصح لهؤلاء التائبين ومحاولة إقناعهم بإمكانية العودة إلى جادة الصواب. وقد نشر حطاب على موقعه الذي تضمن صورته وهو يحمل مصحفا، نداءه الأخير المكتوب الذي وجهه في ال 31 فيفري المنصرم إلى رفاقه السابقين في الجماعة السلفية للدعوة والقتال والذي دعاهم فيه إلى الرجوع إلى الحق وجادة الصواب، مؤكدا أن المنهج المتبع من طرفهم هو منهج الخروج مستدلا في ذلك بالحديث النبوي من خرج من أمتي على أمتي يضرب برها وفاجرها ولا يتحاشى من مؤمنها ولا يفي بذي عهد فليس مني.وتأتي مبادرة المؤسس السابق للجماعة السلفية للدعوة والقتال بعد خرجاته الإعلامية الأخيرة التي كان لها وقع كبير لها على الجماعات المسلحة من خلال رسائله ونداءاته، خاصة الرسالة الصوتية التي بثتها قناة الجزيرة مؤخرا. وتبرز ذات المبادرة المعاملة الحسنة التي يتلقاها حسان حطاب من طرف السلطات التي التزمت بتنفيذ تعهدات رئيس الجمهورية، وهو الأمر الذي دفع ببعض أمراء التنظيم المسلح إلى إبداء رغباتهم في تطليق الجماعات الإرهابية والاستفادة من تدابير ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، على غرار الأمير أبو تميم أمير كتيبة الأنصار، الذي سلم نفسه لمصالح الأمن وكذا الناطق الرسمي باسم القاعدة صالح فاسمي المكنى صلاح أبو محمد الذي يرغب في الاستفادة من المصالحة، إلى جانب الأمير أبو فاروق الذي ينشط بمنطقة الشرق. وكان الرئيس بوتفليقة قد أشار في خطابه الأخير في إطار الحملة الانتخابية، إلى أن مناضلي الفيس المحل وقادته لا يمكنهم العودة إلى المجتمع قبل الاعتذار للشعب، وأنه لا يمكن أن يقدم لهم شيء في حال رفضهم المجتمع، الأمر الذي أثار حفيظة البعض وراح يشن هجوما ضده وضد ميثاق السلم والمصالحة.