بمجرد الانتهاء من صلاة التراويح تتدافع جموع المصلين والمواطنين في الشوارع والطرقات، بحثا عن متنفس يريحهم من تعب الصيام وحرارة الصيف التي أنهكت أجسادهم، وعن أطيب المحلات المختصة في بيع المثلجات و"الكريب"، ورغم أن ساعات السهرة قصيرة هذه السنة مقارنة بالسنوات الماضية، إلا أن وسائل النقل المتوافرة ك"الميترو" و"التراموي"، ساهمتا في تمكين أكبر قدر من المواطنين من الخروج والتجوال دون أدنى خوف وساعدتهم في تفادي زحمة السير، وهو ما وقفنا عليه خلال جولة ليلية قادتنا إلى الجزائر الوسطى. كانت الساعة تشير إلى حدود الحادية عشرة ليلا، عندما ركبنا "الميترو" من محطة البحر والشمس في حسين داي، كانت العربات ممتلئة بعائلات وشباب، والوجهة واحدة "تافورة"، وهو ما يظهر جليا عندما نزل جل الركاب متجهين جماعات نحو محلات بيع "المثلجات" و"الكريب" الذي أصبحت تجارته الأكثر ربحا في سهرات رمضان، وحول الموضوع يقول "ق. عمار"، موظف، يقيم ب"حي البدر"، كان برفقة عائلته أن رمضان هذا العام مختلف عن السنوات السابقة لأنه كان يحلّ في الشتاء، والجميع يفضل المكوث في المنازل أما حاليا فيرون الخروج للسهر فرصة للهروب من المنازل، فالحرارة و"الضيق" حوَّلتا البيوت إلى جحيم لا يطاق، ولذا فضل اصطحاب زوجته وأبنائه لتناول المثلجات وتغيير الجو، مضيفا أنهم يفضلون تناول كؤوس "الآيس كريم" بالشكولاطة بغض النظر عن سعرها المرتفع نوعا ما فثمن الكوب 200 دج، ثم يختمون سهرتهم بتناول "الكريب" بالفواكه أو الشوكولاطة هي بمثابة وجبة سحور متكاملة لاحتوائها على الفواكه الغنية بالطاقة. في حين أوضح "أمين"، عامل في محل للوجبات الخفيفة والبيتزا بحسين داي، أن محلهم يفتح أبوابه يومياً في شهر رمضان بعد صلاة التراويح ويقدِّمون وجبات خفيفة كالمثلجات و"الكريب"، تباع بسعر 50 دج للحبة الواحدة حسب ما يستعمل في حشوها فهناك المحشوة بالمربى، أو بالشوكولاطة وهي المفضلة عادة عند الأطفال الصغار، وأخرى توضع فيها سلطة الفواكه والكريمة وهي تلقى إقبالا كبيرا في رمضان يفوق ما تعودنا عليه في الأيام العادية ففي السهرة نحضّر ما يفوق 50 حبة من مختلف الأنواع، فبالإضافة إلى أنها وجبة خفيفة يتم تحضيرها فورا وتتناول ساخنة، يضفي عليها طعمها المتميز واحتواؤها على كمية من كبيرة السعرات الحرارية وسعرها المنخفض نوعا ما زيادة على شكلها الجميل طلبا مضاعفا.