اعترف خبير الزكاة الأستاذ فارس مسدور بوجود سرقة في صناديق الزكاة المسجدية، بمعدل 10 مرات في السنة عبر مختلف الولايات، مكذبا تعرض صندوق الزكاة كهيأة لجمع الأموال لعمليات اختلاس. وقال مسدور على أمواج القناة الإذاعية الثانية أمس إن ذلك يعد عمل مشين يقوم به بعض الأشخاص بلا ضمير "من تسول له نفسه السطو على أموال الفقراء و اليتامى وابن السبيل؟"، مؤكدا أن أموال الزكاة لا تظل في المساجد، بل وبتعليمة من وزير الشؤون الدينية "لا تبيت الأموال في المسجد" إذ يتم حسابه وجردها من قبل الإمام وأعضاء الصندوق نهاية اليوم ليتم الاحتفاظ بها في الأمان، قبل أن تودع في اليوم الموالي في الحساب الجاري لصندوق الزكاة، ما ينفي عنها أي إمكانية للاختلاس. وعن تحقيق المفتشية العامة للمالية في أموال الزكاة، مثلما اعترف به وزير الشؤون الدينية في مناسبة سابقة، يرى الخبير أن "ذلك يعني أن صندوق الزكاة أخذ الصفة الرسمية والمصداقية" حاثا بالمناسبة وزارة المالية على مراقبة أموال الزكاة من أي اعتداء. من جهة أخرى عرض خبير صندوق الزكاة الأرقام المتعلقة بحصيلة أموال الزكاة منذ السنة الأولى لإنشائه 2003 يوم كان في التجريب، حيث قفز من 5 مليار سنتيم السنة الأولى على 12 مليار سنتيم 2004 ف23 مليار سنتيم 2005 ليبلغ 37 مليار سنتيم 2006 وحقق هذه السنة 45 مليار سنتيم قبل أن تنتهي السنة، وهي في الغالب أموال صغار المزكين الذين استجابوا استجابة طيبة للمشروع ووضعوا ثقتهم في الصندوق. ورغم المنحى التصاعدي لرقم الأموال المجموعة، إلا أنها تظل بعيدة بكثير عن التقدير الحقيقي لزكاة الجزائريين التي قدرها الخبير ب2.5 مليار دولار، مؤكدا على أهمية الرقم وإمكانية فتح آفاق كبيرة للتشغيل ومكافحة الفقر من خلاله لو أن جميع الجزائريين التزموا بأداء واجب الزكاة. فمن جهة الأرقام يبلغ رقم الإيداعات 8600 مليار دينار ولدى البنوك 1.6 مليار دولار، لكن الجزائريين حسبما كشفه الخبير لا يعرفون حساب زكاة أموالهم، ويعتقدون أنهم ما داموا يدفعون الضرائب للدولة لا تحق في أموالهم الزكاة "لكنهم مخطئون لأن الزكاة واجب شرعي" . ولجمع أموال المزكين الكبار والصغار وتسييرها ودفعها لمن تحق فيهم طالب فارس مسدور بوضع فانون خاص بالزكاة تقدم فيه التحفيزات الجباية لأصحاب المؤسسات لتشجيعهم على أداء هذا الواجب، إضافة إلى إنشاء ديوان للزكاة يتمتع بالاستقلالية تكون مهمته على مدار السنة جمع أموال الزكاة، تنظيمها تسييرها وتوزيعها يكون مدعوما بحملات إعلامية لتحقيق المبتغى. للعلم فقد حقق صندوق الزكاة 2500 مشروع صغير للشباب البطال عن طريق منح القروض الحسنة المتراوحة بين 5 مليون سنتيم و25 مليون. غنية قمراوي