حصيلة صندوق الزكاة تتراجع تقهقرت محصلة صندوق الزكاة خلال سنة 2008 بشكل ملحوظ، حيث جمع 400.265 مليون دينار مقابل 566.814 مليون دينار سنة 2007، ما يبين أن الصندوق لم يفز بعد بثقة المزكّين، رغم أنه انطلق من أول سنة له في توزيع الزكاة على العائلات المعوزة وتمويل مشاريع الشباب عن طريق القروض الحسنة. * تشير الأرقام التي أفاد بها الخبير الدولي في الزكاة "د/ فارس مسدور" إلى التطور الإيجابي لمحصلة الزكاة على مدار السنوات الماضية، ابتداء من إنشاء الصندوق سنة 2003، حيث استمر الرقم في الارتفاع بين سنتي 2003 و2007 قبل أن يعرف انتكاسة سنة 2008 قدرت بفارق أكثر من 160 مليون دينار أو 16 مليار سنتيم عن السنة ما قبل الماضية. * وأرجع الدكتور مسدور هذا التقهقر إلى الحملة التشويهية التي تعرض لها الصندوق من طرف البعض، حيث رموا القائمين عليه بالسرقة والاختلاس وأمور أخرى ساهمت في ابتعاد الناس عليه، بل وفقدان الثقة من وضع أموال زكاتهم في حساباته وصناديقه. * يذكر أن صندوق الزكاة فقد مزيدا من المصداقية بسبب انعدام الشفافية في جمع الأموال وتوزيعها، بل وغياب هيئات وآليات واضحة، إضافة إلى تقاعس المستفيدين من قروضه الحسنة عن تسديد الأقساط المترتبة على قروضهم (استثمار أموال الزكاة عن طريق القروض شكل في حد ذاته خلافا بين المجلس الإسلامي الأعلى ووزارة الشؤون الدينية والأوقاف)، رغم أن القروض موجهة لمشاريع مربحة وليست هبة، حيث تهرب 70 بالمائة من المستفيدين من القرض الحسن من دفع أقساطهم الممتدة على مدى 4 سنوات حتى الآن. * وكان وزير الشؤون الدينية والأوقاف بوعبد الله غلام الله أكد منذ أسبوع بمناسبة انطلاق حملة الزكاة الثامنة لولاية الجزائر أن الوزارة ستنظر في كيفية مرافقة قروض الزكاة ومتابعة إنشاء المشاريع المصغرة عن طريق خبراء، الأمر الذي يؤكد الخبير استحالته مادامت أدوات الرقابة والمرافقة للقروض الحسنة ضعيفة وضئيلة في ظل غياب هيئة تشرف على الزكاة في شكل ديوان أو غيره. * فالقرض المصغر، حسبه، يجب أن يخضع لنفس التقنيات التي يعامل بها القرض العادي في الدفع والأقساط والسداد، لأن تأخر دفع المدين لأقساطه بيوم واحد يعرض القرض للخطر، وبالتالي ضياع الأموال عن الصندوق واستحواذ المستفيدين عليها، رغم أن بنك البركة الذي يدير تلك الأموال أخذ كفاية من الاحتياطات منها استحالة تقديم المبالغ المتراوحة بين 10 ملايين و30 مليونا في شكل سيولة للمستفيدين، بل يقدمها في شكل تمويل للتجهيزات. * ورغم ذلك ثبتت بعض حالات التحايل من المستفيدين الذين اتفقوا مع مجهزين لمشاريعهم على اقتسام أموال القروض بدل توريد تجهيزات، وإن لم تتدخل الوزارة بتنظيم أموال الزكاة، فسيكون مصير 37.5 منها الموجهة للقروض المصغرة الضياع، رغم أن صندوق الزكاة لا يحصل أصلا إلا أموالا ضئيلة مقابل ما يمكن أن تحققه الزكاة من أموال الجزائريين والمقدر بنحو 2.5 مليار دولار، حسب الخبير مسدور. * * تطور حصيلة الزكاة من 2003 إلى 2008 بملايين الدينارات * * 2003 2004 2005 2006 2007 2008 57.789 200.5 367.187 483.584 566.814 400.265