استيقظ، صباح أمس، القاطنون بحي الأمير عبد القادر التابع لبلدية السانية في وهران، على وقع جريمة قتل بشعة، ارتكبها مختل عقليا، في حق جميع أفراد عائلته، التي لم يستثن منها إلا والده الذي كان متواجدا بالمستشفى، حيث راح الجاني يطعن شقيقيه بخنجر حتى الموت. واصل الجاني الذي انتابته حالة جنون هيستيرية، تنفيذ جريمته المروعة، حيث أقدم على الاعتداء على شقيقتيه وأمه بالخنجر، إذ يتواجدن حاليا في وضع صحي جد خطير، استدعى تخصيص طاقم طبي لإجراء عمليات جراحية لهن، كونهن فقدن كميات كبيرة من الدماء، لأنهن تلقين طعنات عميقة، قبل أن يُقدم على الانتحار، بعدما ألقى بنفسه في الشارع، حيث دهسته سيارة من نوع "رونو" أردته قتيلا. المأساة الإنسانية، وقعت في حدود الساعة 11 صباحا، عندما دخل الجاني البالغ من العمر 22 سنة، وينحدر من أقصى الجنوب، إلى الغرفة التي يتواجد بها شقيقاه، اللذين كانا يغطان في نوم عميق لينهال عليها بالسلاح الأبيض من نوع "بوشية"، إذ وجه إليهما طعنات على مستويات مختلفة من الجسم ليلقيا حتفهما على إثرها. ويتعلق الأمر بكل من المدعو"م. ن"، و"م. م"، وتركهما يتخبطان في دمائهما، ليتنقل بعد ذلك إلى باقي أفراد العائلة، حيث قام باعتداء على شقيقتيه ووالدته اللواتي تتراوح أعمارهن ما بين 30 و60 سنة، إذ تلقين عددا كبيرا من الطعنات أسقطتهن مغميا عليهن يسبحن في دمائهن. ولم تنته المجزرة عند هذا الحد، بل تعدته إلى أبعد من ذلك، فقد خرج الجاني في حالة جنون هستيرية، وألقى بنفسه أمام سيارة كانت قادمة بسرعة فائقة، لترديه قتيلا، ليتم إبلاغ مصالح الأمن التابعة لبلدية السانية، التي تنقلت إلى منزل الضحايا حيث اصطدموا بالمشهد الكارثي للمجزرة، ليتم نقل الجثث إلى مصلحة حفظ الجثث بمستشفى وهران الجامعي، في حين حوّل المصابون إلى مصلحة الاستعجالات الطبية، أين تطلبت حالتهم الصحية إجراء عمليات جراحية نظرا إلى خطورة الاعتداء الذي تعرضن له. أما فيما يخص مرتكب الجريمة، فقد تم تحويل جثته على مصلحة حفظ الجثث. وحسب ما أكدته بعض المصادر المقربة من محيط عائلة الجاني، فإنهم تنقلوا للاستقرار ببلدية السانية التي قدموا إليها من ولاية بجنوب البلاد، كما جزموا أن الفاعل مختل عقليا، إذ تمت مشاهدته في كثير من المرات وهو يقوم بأفعال توحي بأنه يعاني من اضطرابات عقلية. وفي المقابل، باشرت مصالح الأمن التابعة لبلدية السانية فتح تحقيق معمق حول تفاصيل الكارثة التي اهتز لها سكان حي الأمير عبد القادر والتي ستشمل بعض الجيران وكذا محيطه العائلي..