رُفع أول أمس، من قبة البرلمان السويدي أعرق البرلمانات الأوربية آذان المغرب، وذلك على مسامع وزيرة الثقافة السويدية وأعضاء السلك الدبلوماسي بالسويد وجمع من القادة الإسلاميين والرموز الدينية السنية والشيعية وممثلي القساوسة و الجمعيات المسيحية واليهودية بالسويد، الذين حضروا مأدبة إفطار اليوم السادس والعشرين من رمضان بالقاعة الشرفية بالبرلمان السويدي، مأدبة الإفطار التي نظمتها الرابطة السويدية للتعليم والثقافة " سان سوث" سعيا منها لتجسير الفجوة بين القيادات الإسلامية بالسويد والحكومة السويدية بشكل خاص والعالم الإسلامي والسويد بشكل عام، بعد الأزمة لحادة التي أثارتها الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول الكريم والتي نشرتها الصحافة السويدية. كما وعدت وزيرة الثقافة السويدية الجالية الإسلامية من خلال الدردشة التي جمعتها مع ممثلي الجالية المسلمة قبيل الإفطار ، بالعمل على إيجاد حلولا لأزمة الرسومات الكاريكاتورية من خلال تجديد اللقاءات والمشاورات بين الحكومة وممثلي الهيئات الدينية بالسويد، والبحث على فرص توطيد التواصل الديني بين الجاليات المختلفة المقيمة بالسويد لضمان الأمن و الاستقرار للدولة والشعب، وخلق حورا للحضارات والثقافات مع احترام لمقدسات ورموز كل الديانات. وتخللت مأدبة الإفطار كلمة لسفيرة المملكة المغربية والسفير المصري، اللذان أشادا بالمبادرة التي أعادت للإسلام هيبته ورمزيته بعد الإساءة التي مست الأمة الإسلامية و الإسلام وشخص الرسول الكريم بتلك الرسوم الكاريكاتورية التي نشرتها بعض الصحف السويدية، كما نوه إمام أحد مساجد العاصمة السويدية لضرورة التعايش مسلمين ومسيحيين ويهود في ظل الاحترام المتبادل والتوقير المطلوب للرموز والمقدسات الدينية، في حين أشار ممثل القساوسة في مداخلته للتجاوزات التي عرفتها الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول الكريم والتي لابد أن لا تتكرر للحفاظ على التعايش الديني والحضاري الذي لامفر منه، بالإضافة لكلمة ممثل الجمعيات اليهودية الذي أوضح أن الحل في الحوار والتواصل. واعتبر الأستاذ حسان موسى رئيس المعهد السويدي الإسلامي للحوار والتواصل والديمقراطية وعضو الأمانة العامة بالمجلس الأوربي للأئمة وإمام وخطيب بالسويد في تصريح ل الشروق"، أن رفع الآذان من قبة البرلمان السويدي أعرق البرلمانات الأوربية بالمكسب للكبير للجالية الإسلامية بالسويد وللأمة الإسلامية والإسلام بشكل أعم، لما لرفع الآذان من هذا المبنى السيادي إذ يمثل السلطة التشريعية بالسويد و لتوسط مبنى البرلمان لأهم الساحات بالعاصمة 'ستوكهولم ' من رمزية للديانة الإسلامية وإعلاءا لكلمة لا إله إلا الله وتمجيدا للنبي محمد صلى الله عليه وسلم بعد أن تعرض للإساءة بذات الدولة برسوم كاريكاتورية مسيئة لشخصه وللإسلام على حد تعبير ذات المتحدث. وأضاف حسان موسى أن التقاء الديانات السماوية الثلاثة من خلال ممثلي الجمعيات والهيئات الرسمية الممثلة للجاليات الإسلامية والمسيحية واليهودية وبحضور وزيرة الثقافة السويدية وأعضاء السلك الدبلوماسي بالسويد حول مائدة إفطار يوم رمضاني بالبرلمان السويدي، لهو مؤشر حضاري وفرصة لخلق حوار جاد حول احترام مقدسات الديانات، وأشار إلى أنها خطوة إيجابية لإصلاح ماخلفته الأزمات والضربات المتتالية ضد الإسلام ورموزه بعد الحملة الشرسة ضد الإسلام من أزمة الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول الكريم وموجة التصريحات المعادية للإسلام. زين العابدين جبارة/الوكالات